أربيل تحتضن دورة عراقية للتدريب على الآثار

يحاضر فيها أساتذة من جامعات إيطاليا وأميركا

TT

انطلقت قبل أيام الدورة التدريبية الخاصة بصيانة المخطوطات الأثرية في المعهد العراقي لصيانة الآثار والتراث بمدينة أربيل بمشاركة 18 كادرا من جميع المحافظات العراقية بهدف تدريبهم على الطرق العلمية للحفاظ على المخطوطات الأثرية والتاريخية وكيفية صيانتها، والتي يحاضر فيها عدد من الخبراء الآثاريين الإيطاليين إلى جانب كوادر عراقية تعمل في العتبتين (العلوية والحسينية) بالنجف وكربلاء، واللتين تعتبران غنيتين بالمخطوطات التاريخية النادرة، حسبما أكد ذلك الدكتور عبد الله خورشيد قادر، مدير المعهد.

وعرض قادر في لقاء مع «الشرق الأوسط» فكرة تأسيس هذا المعهد بالقول إن «الفكرة تعود إلى الإدارة الأميركية التي حكمت العراق بعد سقوط النظام السابق، حيث خصصت منحة خاصة تقدر بـ13 مليون دولار لتأسيس هذا المعهد، والذي آلت ملكيته وإدارته إلى الدولة العراقية، ويديره حاليا كادر عراقي متخصص، والهدف من تأسيس هذا المعهد هو إعداد وتدريب الكوادر العراقية الوطنية على الطرق العلمية الحديثة المعتمدة في متاحف العالم لحماية وصيانة الآثار والمخطوطات، وكذلك التنقيب عنها، وهذا المعهد هو مؤسسة علمية ثقافية تتكون إدارتها من خمسة أفراد يمثلون محافظات كركوك والموصل وبغداد واثنين من إقليم كردستان، ويعتمد برنامجا تدريسيا متكاملا لصالح دعم القطاع الآثاري في العراق».

وأشار مدير المعهد إلى أنه «في البداية بدأنا بالعمل باتجاهين، الأول هو صيانة المباني التراثية، والثاني هو صيانة القطع الأثرية داخل المتاحف، ونظم المعهد لذلك دورة خاصة بمشاركة 33 كادرا عراقيا من 11 محافظة عراقية ومن كلا الجنسين للتدريب على صيانة المباني التراثية، ومن بداية السنة الدراسية الحالية 2011 نظمنا دورة أخرى تختص بالمقابر الجماعية بالعراق، وشارك فيها 35 كادرا من أنحاء العراق يمثلون ثلاث وزارات هي الصحة والشهداء والمؤنفلين بإقليم كردستان ووزارة الصحة ببغداد، يلقى المشاركون فيها تدريبات نظرية وعملية حول كيفية فتح المقابر الجماعية والطرق العلمية المعتمدة في هذا المجال، وبحسب البرنامج هناك دورة أخرى ستتبع الدورة الحالية للمخطوطات، والتي ستنتهي منتصف يونيو (حزيران) المقبل، وتكون خاصة بصيانة المقتنيات الأثرية».

وتحدثت شكران صالح، الجيوفيزيائي الأقدم بالمختبر المركزي للمتحف الوطني العراقي، والتي تشغل منصب مساعدة التدريس عن المحاضرين الذين يلقون محاضراتهم على طلبة الدورة قائلة «يحاضر في دوراتنا عدد من الخبراء الآثاريين وأساتذة الجامعات بإيطاليا وأميركا وبولندا، وكل حسب اختصاصه، فالدورات التي نعقدها للصيانة الوقائية يحاضر فيها خبراء، وهم على الأغلب أساتذة جامعات من إيطاليا، وهناك دورات يشارك فيها محاضرون من الجامعات الأميركية، وخصوصا جامعة ديلاور ويختصون بالتدريب على صيانة الرقم الطينية، وفي كل الأحوال فإن المحاضرين يأتون إلى أربيل لإلقاء محاضراتهم وفقا لطبيعة الدورات التي نعقدها بالمعهد». وبسؤالها عن إمكانية المعهد في تنظيم دورات على مستويات علمية بما يغني المؤسسات الأثرية والمتاحف العراقية من إرسال كوادره إلى الخارج، خاصة أن عددا من المتاحف التي أنشئت مؤخرا منها المعهد السرياني ببلدة عينكاوة في أربيل تعاني من قلة خبرات كادره الوظيفي، قالت شكران «لقد أدخلنا خمسة من كوادر المتحف السرياني بعينكاوة بالدورة الحالية الخاصة بصيانة المخطوطات، وسنشرك جميع موظفي وموظفات المتحف في دورات قادمة وفي مختلف الاختصاصات، فهدف المعهد هو إعداد الكوادر العلمية والاستغناء عن طريقة إرسال البعثات للمشاركة بالدورات في الخارج، خاصة أن الدورات التي نعقدها هنا في أربيل، والتي يحاضر فيها خبراء وأساتذة جامعات عالمية معتبرة لا تقل مستوى عن بقية الدورات التي تعقد في الخارج، همنا الأساسي في المعهد هو الاعتماد على أنفسنا بالدرجة الأولى وهذا ما نخطط له حاليا».

وأمضت شكران سنتين بالعمل في هذا المعهد، وهي بالأساس موظفة بالمتحف العراقي استعانت بها إدارة المعهد لخبرتها العلمية، خصوصا في مجال العمل بمختبرات المتاحف وتقول عن واقع متاحف العراق إن «المتحف العراقي في بداية سقوط النظام السابق تعرض للكثير من عمليات السرقة والنهب، ولكن الحمد لله أن معظم تلك المسروقات قد أعيدت إلى المتحف، ولكن مع ذلك فإن المتحف العراقي بحاجة إلى إعادة التأهيل، وكذلك متحف أربيل الذي أوقف عروضاته بسبب العمليات الجارية حاليا لإعادة تأهيله، على العموم فإن العراق بلد غني بآثاره وتراثه الحضاري الكبير والوفير وعليه فإنه بحاجة دائمة لتخريج المزيد من الكوادر العلمية لإعدادهم لحماية وصيانة هذا التاريخ الثري للبلد».