كلينتون تؤكد فرار زوجة القذافي وابنته إلى تونس

الداخلية التونسية تؤكد عدم وجودهما.. ومصدر أمني يشير إلى عبورهما

القذافي في صورة مأخوذة من قناة العربية بثها التلفزبون الليبي أمس (أ.ف.ب)
TT

نفت أطراف تونسية وليبية في الوقت نفسه وجود زوجة العقيد الليبي معمر القذافي وابنته في تونس، وجاء النفي من ليبيا على لسان موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية. وذهب مصدر أمني تونسي في نفس الاتجاه حيث نفى على الفضائية التونسية أن تكون زوجة العقيد الليبي معمر القذافي صفية وابنته عائشة قد عبرتا الحدود إلى تونس قبل عدة أيام، في حين أن مصدرا أمنيا آخر قد أكد مرورهما إلى تونس منذ منتصف شهر مايو (أيار) الجاري، لكن لم يتضح هل هما في مهمة دبلوماسية أم تبحثان عن ملاذ آمن. ونقلت مصادر عن وزارة الداخلية التونسية، نفيها أن تكون زوجة القذافي وابنته في تونس وقالت إنهما على قائمة عقوبات الأمم المتحدة ولذا فلن يسمح لهما بدخول البلاد، وهو ما جعل المعلومات متضاربة في هذا الشأن.

وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قد أكدت أول من أمس أن زوجة العقيد الليبي معمر القذافي وابنته فرتا من ليبيا إلى تونس. وخلال مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «سي بي إس»، قالت إن «الضغط على نظام القذافي تصاعد إلى درجة أن زوجة وابنة القذافي قد فرتا من البلاد إلى تونس»، مشيرة إلى أن «السيدتين قد غادرتا ليبيا خلال الساعات الـ48 الماضية»، وليس منذ منتصف شهر مايو كما تردد في تونس.

وكانت وكالة الأنباء التونسية الرسمية قد أوردت يوم 15 مايو الجاري أن عددا من المقربين إلى العقيد الليبي معمر القذافي ورجال أعمال ومسؤولين في المخابرات الليبية موجودون بجزيرة جربة، وأن أحد المنازل بالمنطقة السياحية هناك عليه حراسة مشددة. وقالت نفس المصادر إن صفية زوجة القذافي وابنته عائشة قد وصلتا إلى تونس مع وفد ليبي يوم 14 من مايو، وإنهما في جزيرة جربة في الجنوب قرب الحدود مع ليبيا. وبعد وصولهما بفترة قليلة قالت مصادر من جزيرة جربة إنه «كان من المتوقع أن تغادر زوجة القذافي وابنته أمس لكنهما ما زالتا في جربة». إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية قد عاد وأعلن أنه لا أحد من أفراد أسرة القذافي في تونس. وقال إن تونس سوف تعتقل أي فرد من أسرة القذافي إذا دخل البلاد، في ظل حظر السفر الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وصرح ميمون التونسي، شاهد عيان من جزيرة جربة، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه جاب المنطقة السياحية بالجزيرة ولم يلاحظ أي حراسة إضافية مضروبة على النزل السياحية بالمنطقة عدا من خمسة إلى ستة جنود يراقبون الوضع بشكل عادي. وأكد التونسي أن أحد محافظي الشرطة في رأس جدير بالمعبر الحدودي التونسي - الليبي، قد نفى نفيا قطعيا أن تكون زوجة القذافي وابنته قد عبرتا الحدود إلى تونس. ورجح ميمون التونسي أن السيدتين الليبيتين قد تكونان عبرتا الحدود وتوجهتا إلى مطار جربة - جرجيس الدولي في انتظار مغادرة تونس نحو وجهة أخرى. وفي تونس قالت بعض الجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية إن على الفضائيات الليبية أن تقطع الشك باليقين وتقدم السيدتين الليبيتين في إحدى الحصص التلفزيونية، وهو ما سيطيح بالشائعات الأميركية وقولها إن لديها الدليل القاطع على وجود السيدتين في تونس مما قد يؤثر سلبا على العلاقة بين البلدين الشقيقين.

وأكد محمد هدية (إعلامي) من مدينة تطاوين الحدودية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن مسألة دخول زوجة القذافي وابنته محسومة وقطعية ولا يمكن بأي حال من الأحوال التشكيك فيها، إلا أنهما غادرتا البلاد بعد أن غيرتا النزل بمجرد وصولهما إلى جزيرة جربة وتحت ضغط الشارع التونسي الذي قد يكون احتج على وجودهما هناك. وأضاف هدية أن الأنباء المتداولة أنهما قد تكونان غادرتا تونس نحو بولونيا كما ذكرت بعض الأنباء أو ربما كذلك نحو الجزائر كما توارد في أنباء غير مؤكدة، غير أنه أكد عدم وجودهما حاليا في تونس خلافا لما ذكرت وزيرة الخارجية الأميركية.

وظهرت عائشة علنا عدة مرات منذ الانتفاضة التي عرفتها ليبيا منذ 17 فبراير (شباط) الماضي على حكم القذافي، وعبرت عن تأييدها لوالدها كما هاجمت المعارضين والقوى الغربية التي تحاول الإطاحة به. وتدير عائشة التي درست المحاماة، مؤسسة خيرية، وفي عام 2004 انضمت إلى فريق من المحامين للدفاع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وفي فيينا، قال مسؤولون نمساويون أمس إنه ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن وزير النفط الليبي شكري غانم وصل إلى البلاد، على الرغم من وجود اسمه على قائمة مسافرين في رحلة جوية وصلت أول من أمس.. وقال بيتر لونسكي- تيفينثال المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية: «ليست هناك معلومات متاحة لدينا قد تشير إلى أنه هنا».

وظل مكان غانم وهو شخصية بارزة في حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي لغزا منذ أن أعلنت المعارضة الليبية يوم الثلاثاء عن انشقاقه على القذافي. ونفت الحكومة في طرابلس أنباء انشقاق غانم وقالت إنها محض مزاعم.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية إن اسم غانم ظهر على قائمة المسافرين على رحلة جوية وصلت إلى فيينا صباح الخميس. لكن لم يتأكد ما إذا كان قد صعد على متن الطائرة كما لم يتأكد المكان الذي جاءت منه هذه الطائرة.

وإذا كانت لدى غانم تأشيرة شنغن سارية فمن حقه أن يسافر بحرية إلى 25 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي دون أن يخضع لفحص أو يسجل وصوله. لكنه إذا كان قد وصل من دولة خارج نطاق شنغن فسوف يتم فحصه حتى لو كان يحمل التأشيرة.

وقال هيرالد نوتشيل المتحدث باسم وزارة الداخلية: «كان اسمه على قائمة المسافرين لكنني لا أستطيع القول ما إذا كان موجودا بالفعل في النمسا أم لا». وأضاف أن أحدث المعلومات المتاحة هي أن غانم موجود في تونس.. وقال: «الحقيقة إنه إذا أراد دخول النمسا فيمكنه ذلك لأنه ليس هناك سبب يمنعنا من إدخاله للبلاد. إنه ليس على أي قائمة دولية قد تحول دون ذلك». وقالت السفارة الليبية في فيينا إنها لا تملك معلومات هي الأخرى. وأحجم المتحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية عن التعليق على إذا ما كانتا ابنتا غانم قد حصلتا على الجنسية النمساوية أم لا وعزا إحجامه إلى احترام قوانين الخصوصية.

وقال ممثل الغرفة التجارية النمساوية في ليبيا ديفيد باكمان الذي تربطه علاقة بغانم يوم الخميس إن فيينا ستكون وجهة منطقية له بالنظر إلى روابطه الشخصية في المدينة.

وفي طرابلس نفى المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم المعلومات التي تحدثت عن مغادرة زوجة وابنة العقيد معمر القذافي إلى تونس، وكذلك نفى أن يكون وزير النفط شكري غانم قد فر من البلاد.

وقال موسى خلال مؤتمر صحافي في طرابلس إن زوجة العقيد القذافي صفية «بصحة جيدة وموجودة في طرابلس» ولكنه لم يشر إلى المعلومات التي أعلنتها قبل ذلك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا الخصوص. وأضاف أن ابنته عائشة «هي أيضا في طرابلس» مؤكدا أنهما «لم يغادرا البلاد».

وبالنسبة لوزير النفط الليبي شكري غانم الذي تحدثت المعلومات خلال الأيام الماضية عن انشقاقه قال إبراهيم إن غانم يقوم بمهمة في تونس ثم سيقوم بجولة على عدة دول أوروبية قبل أن يتوجه بعد ذلك إلى مصر.