باكستان: مقتل شخصين في انفجار استهدف سيارتين تابعتين للقنصلية الأميركية

أول هجوم يستهدف الأميركيين منذ مقتل بن لادن.. وطالبان أعلنت مسؤوليتها

ضباط وجنود باكستانيون يجمعون الأدلة حول سيارة متضررة تابعة للقنصلية الأميركية في تفجير إرهابي ببيشاور أمس (أ.ب)
TT

أعلنت مصادر مسؤولة في باكستان، أمس، أن اثنين من المارة لقيا حتفهما، عندما استهدف مسلحون سيارة تابعة للقنصلية الأميركية في شمال غربي البلاد.

وقال مسؤولون باكستانيون وأميركيون إن اثنين من الأميركيين كانا في السيارة أصيبا في الحادث الذي وقع بمدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر باختونخوا. وأوضح ظفر علي شاه، المسؤول البارز في المدينة، أن شخصين من السكان المحليين كانا موجودين أثناء الحادث لقيا حتفهما وأصيب 10 آخرون. وأضاف أن العبوة الناسفة كانت من النوع الذي يتم تفجيره عن بعد، وكانت مزروعة في سيارة متوقفة على جانب الطريق، وتم تفجيرها أثناء مرور السيارة التابعة للقنصلية. وذكر أن العبوة الناسفة التي استخدمت في تنفيذ الهجوم كانت تحتوي على خمسين كيلوغراما من المتفجرات، مما أثار الصدمة في نفوس سكان المنطقة وتسبب في تهشم زجاج النوافذ وشروخ في جدران المباني.

وقال الناطق باسم السفارة الأميركية ألبرتو رودريغز، لوكالة الأنباء الألمانية، إن سيارتين تابعتين للقنصلية كانتا في الطريق إلى مبنى القنصلية عندما اصطدمت إحداهما «ببعض المتفجرات». وأضاف «كان يوجد أميركيان في السيارة وأصيبا بجروح طفيفة، كما لحقت أضرار بالسيارة.. وقد جرى نقل المصابين فورا لتلقي الرعاية الطبية». ولم يقدم تفاصيل عن المصابين سوى أنهما يعملان بالقنصلية في بيشاور.

يذكر أن هذا الهجوم هو الأول الذي يستهدف سيارة تابعة لجهة أميركية في باكستان منذ أن توعد تنظيم القاعدة، وحلفاؤه في حركة طالبان باكستان، بالانتقام لمقتل أسامة بن لادن قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في الثاني من مايو (أيار) الحالي، على أيدي عناصر من القوات الخاصة الأميركية.

إلى ذلك، تبنت حركة طالبان باكستان الهجوم على موكب للقنصلية الأميركية في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد صباح أمس. ونقلت الوكالات عن متحدث باسم طالبان باكستان يدعى إحسان الله إحسان، عبر الهاتف من مكان غير معلوم، توعده بشن هجمات أخرى مماثلة في كل مدن باكستان. وأشار إلى أن حركته بدأت في تنظيم تحركاتها، مضيفا «عدونا الأول هو باكستان ثم الولايات المتحدة، وبعدهما سائر دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، مؤكدا أن الدبلوماسيين من كل دول حلف الناتو أهدف لهجمات حركته.

ومع أن المتحدث باسم طالبان لم يأت على ذكر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فإن حركته توعدت عقب العملية الأميركية التي قُتل فيها بالانتقام لمقتله. وطبقا لمصادر أمنية باكستانية وقع الانفجار في طريق رئيسي بمدينة بيشاور، مما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 11 شخصا بينهم أجنبيان أحدهما أميركي. وأشارت مصادر استخباراتية إلى أن إحدى السيارتين، وهي مصفحة مضادة للرصاص، لحقت بها أضرار جراء الانفجار، كما تضررت سيارات أخرى ومبان بالمكان. ووفقا لما صرح به قائد شرطة بيشاور لياقت علي خان، فإن المهاجمين استخدموا 50 كيلوغراما من المتفجرات في تنفيذ الهجوم.

وتشهد باكستان تصاعدا في أعمال العنف منذ أن توعد تنظيم القاعدة وحلفاؤه في حركة طالبان باكستان بالانتقام لمقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وكانت طالبان باكستان تبنت هجوما الأسبوع الماضي استهدف متطوعين عسكريين بقوات حرس الحدود شبه العسكرية في بيشاور أوقع أكثر من ثمانين قتيلا. كما تبنت الحركة الاثنين الماضي اغتيال دبلوماسي سعودي قرب القنصلية السعودية بمدينة كراتشي جنوب البلاد. وأحدث الانفجار حفرة بعمق نصف متر تقريبا على جانب الطريق، وتشققا في جدار منزل قريب، بالإضافة إلى تحطم نوافذ منزلين آخرين، بحسب مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في مكان الحادث. وتعرضت سيارة خاصة لأضرار محدودة، بينما قذف الانفجار بدراجة نارية والرجل الذي كان يقودها على مسافة أربعة أمتار من مكان الحادث.

وقال حكام خان، المسؤول عن قسم المتفجرات في بيشاور، إن 50 كيلوغراما من المتفجرات كانت مخبأة داخل سيارة قبل أن يتم تفجيرها. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية «لم تكن متفجرات من نوعية عالية، لهذا السبب أتت الأضرار محدودة».