تراجع الإقبال على العمل كمربيات نتيجة لتحول كثيرات إلى العمل في سوق العمل الممتدة كان سببا في ارتفاع رواتب المربيات اللاتي واصلن العمل في المهنة. وتقوم بعض المربيات اللاتي يتلقين أجورا مرتفعة باستخدام مربيات في منازلهن.

TT

وتتلقى كثير من العاملات في المهنة دورات تدريبية ليصبحن أكثر تأهيلا ولمساعدتهم في العمل في بيوت الأثرياء حيث يمكنهم تقاضي رواتب مرتفعة. وعلى الرغم من سعادة بعض الأمهات بالتغيرات التي طرأت على المجتمع البرازيلي، فإن كثيرا منهن يشعرن بغضب بالغ. وتقوم المربيات حاليا بتبادل المعلومات بشأن السوق وأوضاع العمل عبر الرسائل الإلكترونية والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعية. وتقول سوزوارك وهي تبدي سرورا بتمسكها بذات المربية لعشر سنوات: «إنها أشبه بالمافيا».

قبل ست سنوات لم يكن لدى إفانيس دوس سانتوس، وهي مربية سابقة تحولت إلى مدونة، قدرة على الوصول إلى الإنترنت وكانت مشتركة مع زميلاتها من المربيات في ناد رياضي في ساو باولو حيث كان أرباب عملهم أعضاء فيه. والآن تزوجت ونذرت دي سانتوس لمساعدة صديقاتها على الإنترنت للبحث عن مسار أفضل نحو مزيد من المال وعدد ساعات عمل أفضل.

وتقول سواريز إن بعض صديقاتها في ساو باولو اللاتي يجنين أكر من 4.300 دولار شهريا تدفع إلى المربيات غير المؤهلات ما يزيد على 900 دولار بقليل شهريا للعناية بأطفالهن. وكحال عدد متزايد من الآباء والأمهات، جلبت رافاييلا توليدو مربيتها من الباراغواي. ويقول عدد من هؤلاء إن كثيرا من المربيات يصلن من بيرو إلى ساو باولو. وتقول توليدو: «الموقف رهيب، لأنني حامل الآن فسأبحث عمن يساعدني لكن لن أستعين بمربية لأن المربيات يعتقدن أنهن من مستوى آخر اليوم».

وتوافقها في الرأي ميشيل تكرنوبليسكي (29 عاما)، التي استبدلت المربية المنزلية تسع مرات خلال العام الماضي بحثا عن مربية تقبل براتب متواضع، لكنها في الوقت ذاته مؤهلة لرعاية طفل عمره عشرة أشهر. لكن اقتطاع راتب المربية من ميزانيتها ليس خيارا بالنسبة لتكرنوبليسكي، مديرة العلاقات العامة، فهي لا تملك إلا أن تدفع هذا الراتب الذي تعتبره باهظا. وتقول عن ذلك: «نحن رهائن المربيات».

وتقول ماريليا توليدو، صاحبة شركة «ماسا» لتوظيف المربيات، إن السوق في ساو باولو، أكبر مدينة في أميركا الجنوبية أصبحت حربا بين مطالب المربيات ومحاولات الآباء احتواء التضخم في أسعار المربيات. وتقول توليدو التي تملك المؤسسة منذ 20 عاما: «الأوضاع تتغير بسرعة كبيرة وبعشوائية. وما من أحد مستعد لذلك». وتأتي الطلبات الأكثر تكرارا في مؤسسة توليدو، على المربيات اللاتي لم يعملن في ساو باولو قبل ذلك لأنهن يكن أكثر تواضعا.