منظمات إنسانية تناشد الأسد إنقاذ حياة شاب اعتقل بعد حديثه عن مداهمات لـ«البيضا» وإذلال أهلها

ظهر في شريط مصور على «يوتيوب» حاملا هويته ليثبت صحة تقارير حول مداهمات تم التشكيك فيها

TT

عندما ظهر الشاب البسيط النحيل المتعب أحمد البياسي في مقطع فيديو بثه ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي منذ أكثر من شهر، قال الناشطون الذين صوروا الفيديو «حياة هذا الشاب بعهدة المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي». بدا أحمد الذي أدلى بشهادة تثبت أن فيديو (البيضا) الذي أثار الكثير من الجدل حول صحته، أنه صحيح وأن صور حقيقة ما جرى في ساحة قرية (البيضا)، وأن شبيحة النظام عندما اقتحموا بلدة البيضا في أبريل (نيسان) الماضي اعتقلوا العشرات وداسوا على ظهورهم وركلوهم وأهانوهم وسط البلدة وعلى مرأى من الجميع، مكذبا ما قاله الإعلام السوري وجحافل المحللين فيه بأن هذا الفيديو لم يصور في سوريا بل هو في بغداد، وأن رجال الأمن في سوريا لا يرتدون ملابس سوداء، وأن الصوت ركب على صور لقوات البيشمركة تارة، وتارة على مشهد جرى تمثيله في دولة مجاورة. أحمد البياسي ظهر حاملا بطاقة الهوية الشخصية وقال اسمه بالكامل وقال إنه كان مستلقيا مع المعتقلين في الساحة وتعرض للضرب والإهانة، وأن الشبيحة اقتحموا جامع أبو بكر وعاثوا فيه تخريبا.

وكما توقع الناشطون، تم اعتقال أحمد في 8 أبريل الماضي، ومنذ يومين علمت منظمات حقوقية أن وضعه الصحي سيء. الناشط الحقوقي وائل العجة ناشد يوم أمس الرئيس السوري بشار الأسد للتدخل وإنقاذ حياة أحمد إذا لم يكن قد قضي تحت التعذيب.

ومن جانبها، أبدت منظمة حقوقية الجمعة مخاوفها على حياته. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، في بيان أن «الأجهزة الأمنية السورية لا تزال تعتقل منذ 8 مايو (أيار) الشاب أحمد بياسي من قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس»، شمال غربي سوريا. وأشار المرصد إلى أن البياسي «ظهر في مقاطع فيديو في 16 أبريل وأدلى بشهادته عن التعذيب والإهانات التي حصلت لدى اقتحام قوات الأمن السورية للقرية 12 أبريل، ونشرت في مقطع فيديو أثار الرأي العام». وقال المرصد إن سكانا من قرية البيضا أبدوا خشيتهم من أن يكون أحمد قد فارق الحياة بعد تعرضه للتعذيب الشديد، وخصوصا بعد أن وصلتهم معلومات عن نقله إلى مقر جهاز أمني في العاصمة دمشق.

وفي الآونة الأخيرة، صار الناشطون السوريون أكثر حذرا في تصوير مقاطع الفيديو بحيث لا تظهر ملامح وجوه المتظاهرين خشية من انتقام رجال النظام، الذين يدققون في الفيديوهات المعروضة على الإنترنت ليتم اعتقالهم، وفي معلومات متطابقة فإن الاعتقالات تتم وفق قوائم بأسماء تضم المئات ممن يظن النظام أنهم ضالعون في المظاهرات. كما لوحظ أيضا أن كل شخص يظهر في مقطع فيديو بشكل واضح وصريح ويدلي بشهادة ضد النظام إما يتم اعتقاله، أو يدرج اسمه في الروايات الرسمية حول المجموعات الإرهابية والمسلحة، ليكون على رأس قائمة المطلوبين، ولوحظ هذا كثيرا في درعا وبانياس، إذ كانت أسماء أفراد من عائلات المسالمة والمحاميد وأبازيد ضمن ما قيل عنه إنه اعترافات أفراد في خلايا إرهابية بأن هؤلاء ضالعون في تسليح وقيادة المظاهرات. وفي بانياس كانت أبرز الشخصيات الشيخ أنس عيروط والشيخ أنس الشغري المتهمان بإقامة إمارة إسلامية في بانياس، وكذلك الأمر بالنسبة للشيح أحمد الصياصنة الذي اتهم بإقامة إمارة إسلامية في درعا، مع أنه كان في مقدمة وفد درعا الذي قابل الرئيس الأسد أول مرة.