طرابلس تتهم «الناتو» بفرض حصار بحري والتسبب في «كارثة إنسانية» بعد ضربه الموانئ

حلف الأطلسي يؤكد تدمير مخازن ذخيرة وقاذفات صواريخ ومراكز قيادة بالقرب من طرابلس وسرت والزنتان

صورة تم نشرها، أمس، تبين الدمار الذي لحق بإحدى السفن الحربية الليبية في ميناء طرابلس، التي قصفها الناتو قبل يومين (إ.ب.أ)
TT

اتهمت الحكومة الليبية أمس حلف شمال الأطلسي (الناتو) بفرض حصار بحري، والتسبب في كارثة إنسانية في البلاد، عقب استهدافه أسطولا تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي في 3 موانئ ليبية منذ يومين. وقالت الحكومة «إن الهجمات قلصت حركة سفن الإمدادات من وإلى البلاد». لكن «الناتو» برر هذه العملية بالقول إنه استهدف هذه الموانئ بعد رصد تزايد استخدام كتائب القذافي للسفن الحربية لشن هجمات ضد المدنيين. وأكد الحلف أيضا أن طائراته دمرت مخازن ذخيرة وقاذفات صواريخ ومراكز قيادة بالقرب من طرابلس وسرت والزنتان.

ووصف عمران الفرجاني، قائد حرس السواحل الليبي، قصف «الناتو» بـ«الهجوم المجنون»، قائلا إن قصف «الناتو» لموانئ طرابلس والخمس وسرت انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي. وقال فرجاني متحدثا عن «حصار بحري»، إنه لم تغادر أي بارجة من البحرية أو حرس السواحل، ميناءها منذ 25 مارس (آذار) الماضي عندما «تبلغنا إنذارا من الحلف يحظر على مراكبنا الإبحار حتى داخل مياهنا الإقليمية». وأوضح أن ثمانية مراكب تستخدم لدوريات حرس السواحل أصيبت في الغارات، منها خمسة في ميناء طرابلس واثنان في خمس وواحد في سرت (شرق).

وتوقع مسؤولون ليبيون أن تدفع الهجمات بسفن الشحن إلى الامتناع عن تسيير رحلات للمنطقة جراء مخاوف أمنية ولارتفاع تكلفة التأمين على السفن والبضائع. وقال محمد أحمد راشد، مدير ميناء طرابلس، إن ستة صواريخ استهدفت خمسة قوارب تابعة لحرس السواحل، بجانب سفينة حربية كانت راسية بالميناء للصيانة، لافتا إلى أن الضربات قلصت تحركات سفن الإمداد بالميناء الذي يعتبر المدخل الرئيسي لإمدادات الغذاء والوقود.

وكان موسى إبراهيم، الناطق باسم الحكومة الليبية، قد أعلن، الجمعة، أن الغارات على ميناء طرابلس هي محاولة لـ«تركيع الشعب الليبي». وأضاف أن المرفأ يستخدم لإيصال الغذاء والأدوية إلى الليبيين، محذرا من أن الضربات «ستدفع الشعب الليبي للمجاعة».

وأعلن حلف الناتو أول من أمس ضرب ثماني سفن حربية تابعة للجيش الليبي. وتنفذ طائرات الحلف الأطلسي عمليات جوية منذ مارس الماضي، ضد الكتائب الموالية للقذافي، بعد إطلاقها حملة قمع وحشية ضد الثوار المطالبين برحيله بعد 42 عاما في السلطة. وخول قرار مجلس الأمن الدولي 1973 التحالف الدولي استخدام كل التدابير الضرورية لحماية المدنيين من حملة القمع.

وبرر «الناتو» استهداف الموانئ الثلاثة، بعد رصد تزايد استخدام كتائب القذافي للسفن الحربية لشن هجمات ضد المدنيين، وفق مايك براكين، الناطق باسم الحلف. وأوضح براكين خلال مؤتمر صحافي توضيحي في بروكسل، أن كتائب القذافي تقوم بعمليات تلغيم عشوائية للمياه حول مصراتة، وإعاقة تدفق المساعدات الإنسانية، منوها بأنها «تقوم باستخدام القوى البحرية لإلقاء الألغام، لذلك فهي هدف مشروع».

واتهم الحلف الأطلسي والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان كتائب القذافي باستهداف سفن المساعدات الإنسانية في مصراتة التي شهدت أعنف المواجهات بين تلك القوات والثوار منذ اندلاع الثورة قبل ثلاثة أشهر. وقالت قناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، إن أحد مراسليها اصطحبه أحد المسؤولين الليبيين في العاصمة الليبية طرابلس إلى موقع الغارات، وأكد له أن المرفأ الذي تعرض للهجوم هو «مدني»، بينما يقع المرفأ العسكري على مقربة منه، ولم تشمله الضربات الجوية، لكن المراسل لم يتأكد من طبيعة السفن المستهدفة.

إلى ذلك قال، الحلف أيضا إن طائراته نفذت طلعات جوية يوم العشرين من الشهر الحالي بلغ عددها 157 طلعة، منها 58 طلعة لتوجيه ضربات لأهداف على الأراضي الليبية، ليصل إجمالي الطلعات الجوية إلى 7585 طلعة جوية، منها 2926 طلعة لتوجيه ضربات لأهداف تابعة لقوات القذافي. وقال بيان صدر عن مقر الحلف ببروكسل إن الأهداف التي طالتها الطلعات الجوية الأخيرة شملت مركزا للتحكم والقيادة، ومركبات مدرعة بالقرب من طرابلس، ومركزا للقيادة والتحكم بالقرب من صبحا، وأيضا مخازن للذخيرة بالقرب من سرت، وقاذفات لصواريخ أرض جو، وكذلك الحال بالنسبة لمنطقة قريبة من الزنتان. وأكد الحلف أن ضرباته أسهمت بشكل كبير في إضعاف قوات القذافي، ومكنت المعارضين من التقدم ميدانيا، مشيرا إلى أن الهجمات جعلت القذافي مختبئا عن الأنظار. وفي سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان أن الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا سيعقد في بلده. ونقلت وسائل إعلام روسية عن الوزير الإماراتي قوله خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الأوكرانية كييف أمس، إنه تم تحديد موعد الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال، وسيعقد في الأسبوع الثاني من يونيو (حزيران) المقبل.