زيادة شعبية فرقة «سيلز» الأميركية بعد قتلها بن لادن

دورات تدريبية بألفي دولار أسبوعيا للانضمام إليها

TT

زادت كثيرا، وسط الأميركيين، شعبية فرقة كوماندوز «سيلز» بعد أن قتلت أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة. وانتشرت مراكز تدريب الذين يريدون أن ينضموا إلى الفرقة، أو، على الأقل، يريدون الاشتراك في تدريبات قاسية مثل التي يمر بها أعضاء الفرقة.

وفي جيسابيك (ولاية فيرجينيا)، زاد الإقبال على مركز تدريب افتتحه دون شيبلي، الذي تقاعد بعد أن كان عضوا في فرقة «سيلز». ويشمل التدريب ساعات يجلس خلالها المتطوعون حتى أعناقهم في بِرَكِ ماء قذرة، وهم يشاهدون أبشع ما يمكنهم مشاهدته في حياتهم.

ثم يخوضون ويسبحون ويتسلقون الأشجار ويمشون على حبال معلقة ويواجهون «أعداء» أقوى منهم.

تستمر دورة شيبلي أسبوعا. وفي الأسبوع الماضي، قال مشترك فيها، وهو كهربائي، وعمره 51 عاما من لونغ أيلاند (ولاية نيويورك): «جلست في بركة مليئة بأشياء قذرة لم أشاهدها في حياتي. كانت هناك ثعابين، وروائح كريهة، وأشياء مثيرة للاشمئزاز. وسألت نفسي: لماذا أفعل هذا؟».

ويدفع، مثل آخرين، ألفي دولار لتدريبات أسبوع واحد، لاختبار قدرته الجسدية. ومن زملائه: موظف في شركة تأمين في فاييو (ولاية كاليفورنيا)، وعامل ساندويتشات من تايوان، ومزارع من جنوب فلوريدا.

وينقسمون إلى قسمين: شباب يريدون أن يصبحوا جنودا في فرقة «سيلز»، ورجال في منتصف أعمارهم يريدون اختبار رجولتهم.

وقال واحد منهم: «عندما قلت لزوجتي إنني سآتي إلى هنا، قالت إنني أفعل ذلك لأنني لم أعد فحلا».. وكان قد أمضى 3 سنوات في السباحة والعمل مع مدرب محترف، وفعلا، انخفض وزنه 25 رطلا. وكانت العقبة الأخيرة التي واجهها هي التهاب المفاصل، الذي، لسنوات، منعه من صعود السلالم من دون مساعدة. قبل 6 شهور، طُعن بـ3 حقن في ركبتيه جعلته يقدر على المشي. وقال: «شعرت وكأن عمري 20 سنة، مرة أخرى». أسس شيبلي المركز عام 2006، وقسم برامجه إلى قسمين: «ليلة الجحيم» لتدريب شاق ليوم وليلة. و«أسبوع الجحيم» لتدريب أسبوع كامل. وعلى الذي يريد تدريبا سريعا ليوم واحد فقط أن يجري أكثر من 8 أميال، وهو يحمل كيسا فوق رأسه وزنه أكثر من مائتي رطل. وينام قليلا وهو شبه غارق في بركة كريهة الرائحة وفيها حيوانات مخيفة. ويُصب عليه ماء بارد جدا، ويصرخ المدرب في أذنه بأنه لا يتحمل المشاق، وأنه «لم يعد رجلا» وأنه «مثل امرأة».. وقال صاحب المركز شيبلي: «الهدف هو زيادة حماسهم. هذا شيء عقلي أكثر منه جسميا».. وكان مواطن من تايوان عضوا في تدريب «ليلة الجحيم»، وقال إنه أصيب برضوخ في ركبته خلال الجولة الأولى من التدريب القاسي، لكنه أكمل التدريب خلال ما تبقى من الليل. وكان الشخص الوحيد الذي لم يكمل التدريبات مهندس كومبيوتر من ريتشموند (ولاية فيرجينيا). وسماه زملاؤه «الولد المتأخر». خلال «ليلة الجحيم»، تجمع الرجال حول المدرب شيبلي للاستماع إلى محاضرة. وكان المكان مظلما واستعمل شيبلي قاذفة لهب عسكرية لإشعال النار. وقال في رجولة: «حتى إذا كان عندي عود كبريت، أستعمل هذه». وسأل متطوعا عن إصابة في قدمه اليسرى، فقال المتطوع إنه وضع «باند أيد» (شريط إسعافات أولية). ورد شيبلي: «الرجل الحقيقي لا يفعل ذلك، يترك جرحه للهواء». مثل مركز شيبلي، انتشرت في ولايات أخرى مراكز التدريب. وأيضا، انتشر الاهتمام بكتب وأفلام وفيديوهات وصور «سيلز». وقالت أكثر من دار نشر إنها لا تكاد تقدر على تلبية طلبات كتب عن مذكرات رجال عملوا في «سيلز» في الماضي. وأيضا، انتشرت قمصان «سيلز» وشعار: «عندما يكون لا بد منه، يجب أن يدمر سريعا».. وزاد عدد السياح الذاهبين إلى مدينة فورت بيرس (ولاية فلوريدا)، حيث يوجد المتحف الوحيد لسلاح البحرية الأميركية عن كوماندوز البحرية عبر التاريخ، خاصة «سيلز».

وقال القائد السابق لفرقة «سيلز»، مارك ديفاين، إن مكتبه غمرته الاستفسارات منذ قتل بن لادن، وإن معظم الناس انخرطوا بعد الإثارة التي أعقبت مقتل بن لادن في باكستان.

في مدينة أنسينتاس (ولاية كاليفورنيا) يوجد مكان خاص يديره ديفاين لتدريب الذين يريدون الالتحاق بالفرقة. وقال: «جاءني بريد إلكتروني اليوم من طفل يسأل إذا كان بإمكاني تدريبه لأن والديه لا يريدان له أن ينضم إلى فرقة «سيلز». وقال ديفاين إنه فتح المكان لمساعدة أعضاء قوات المارينز ومشاة البحرية الذين يرغبون أن يصيروا أعضاء في «سيلز»؛ لأن «سيلز» مشهورة بقسوة تدريباتها. وبسحر خاص للذين يعملون فيها (أو يدعون أنهم يعملون فيها). وأضاف أن أشخاصا غير عسكريين صاروا يريدون الانضمام إلى التدريبات العسكرية التي يوفرها.

ويعود اسم «سيلز» إلى الأحرف الأولى من كلمات «سي» (بحر) و«إير» (جو) و«لاند» (أرض). وهي أيضا اسم حيوان بحري. وتأسست الفرقة سنة 1962 كجزء من البحرية الأميركية. وهي جزء من فرقة كوماندوز تسمى «سبيشيال أوبريشنز» (عمليات خاصة)، لكنها أكثر سرية، ولا يعترف البنتاغون بوجودها. غير أن قتلها أسامة بن لادن جذب الأنظار نحوها. وفي الأسبوع الماضي، عندما زار الرئيس باراك أوباما قاعدة «سيلز» في ولاية كنتاكي، مُنع الصحافيون وغير كبار المسؤولين من حضور الاجتماع، ولم تنشر صور من الاجتماع.