السلطة تتمسك بحق الذهاب إلى مجلس الأمن.. وتبحث عن موقف عربي موحد

مصادر: نقاش حول عقد مؤتمر دولي للوصول إلى حل إقليمي وليس ثنائيا

شباب فلسطينيون يساعدون زميلا لهم أصيب برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من قرية بورين في الضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاورات تجري في أروقة القيادة الفلسطينية ومع دول عربية، من أجل تبني فكرة حل إقليمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال المصدر «يجري تداول عقد مؤتمر دولي من أجل الوصول إلى حل إقليمي.. أي أن يكون الحل عربيا - إسرائيليا وليس فلسطينيا إسرائيليا»، باعتبار أن المفاوضات انتهت ولا يوجد ما يمكن التفاوض عليه. وبحسب المصدر «هذا الأمر لم يحسم عند القيادة، هناك مشاورات داخلية ومع دول عربية، هناك من يرى عقد المؤتمر فكرة تستحق، وهناك من يراها بلا طائل». وحسب المصدر «مصر تؤيد الفكرة وكذلك فرنسا».

وتعززت الفكرة عند مؤيدي هذا الطرح بعد «الربيع العربي» وخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي عليه، والذي رفض أن يكون أساس الحل هو دولة فلسطينية على حدود 67. ومن المفترض أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل أمس في وقت متأخر إلى عمان، للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للتباحث حول خطاب أوباما وموقف نتنياهو، وقضايا أخرى مثل المؤتمر الدولي، كما من المتوقع أن يزور دولا عربية أخرى.

ولا يملك الفلسطينيون خيارات كثيرة، فإما قبول عقد مؤتمر دولي، والوصول إلى حل إقليمي، أو الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب الدولة. وقال، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة «التوجه إلى مجلس الأمن يمكن التغاضي عنه إذا قبلت إسرائيل طلب تمديد تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بما يمكن من استئناف المفاوضات». ولا يبدو هذا ممكنا بعدما اختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما في واشنطن الجمعة حول عملية السلام وقيام الدولة، وتمسك نتنياهو بكل مواقفه السابقة.

ولحين بلورة موقف من «مؤتمر دولي» قرر الفلسطينيون التمسك بحق الذهاب إلى مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) القادم لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، رغم إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، عدم جدوى مثل هذه الخطوة. وجاء الموقف الفلسطيني ردا على رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة أوباما نفسه اعتبار حدود 67 أساسا للحل وإقامة الدولة الفلسطينية، وإعلانه أن ذلك مستحيل. وقد تطلب السلطة اجتماعا للجنة المتابعة العربية، في وقت قريب، للخروج بموقف واحد من هذه المسألة. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث أن السلطة الفلسطينية ماضية قدما لنيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية على الرغم من تحذير الرئيس الأميركي من أن هذه الخطوة لن تجدي نفعا.

وأوضح شعث أن هذه الخطوة تأتي بعدما نسف نتنياهو فرصة الوصول إلى حل بعد رفضه قيام دولة فلسطينية على حدود 67. وأضاف «هو (نتنياهو) يريد الإبقاء على وجود عسكري على نهر الأردن، ويريد ضم الكتل الاستيطانية، ويريد ضم القدس، ولا يريد العودة للاجئين الفلسطينيين، ثم يقول تعالوا نتحدث عن السلام..عن أي سلام يتحدث؟». وأردف «سنستمر ونصعد جهدنا الدبلوماسي لنيل الاعتراف بالدولة ولن نوقف عملنا هذا».

إلى ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن وزارة الخارجية الأميركية غاضبة جدا من موقف نتنياهو أثناء لقائه أوباما. وقالت الصحيفة إن الخارجية الأميركية غاضبة على ما سمته «التحليل الانتقائي» لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لما جاء في خطاب الرئيس باراك أوباما، عندما صرح نتنياهو بأن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية أن نقاطا كثيرة في خطاب أوباما عبرت عن المصالح الإسرائيلية، مثل الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، واعتبار حركة حماس منظمة «إرهابية»، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية قد زاد من خطورة الوضع بعد رده على الخطاب بهذه الطريقة. وأضاف المصدر «نتنياهو لا يعرف كيف سينزل عن الشجرة».