أعلنت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان العراقي على خلفية هروب 12 معتقلا من أحد سجون القصور الرئاسية في محافظة البصرة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إحالة المتهمين في القضية إلى القضاء وفق المادة «4 إرهاب» أو المادة «269» من قانون العقوبات العراقي.
وقال رئيس اللجنة النائب في البرلمان العراقي ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، اسكندر وتوت، أمس: «إن اللجنة البرلمانية انتهت من التحقيق، وتوصلت إلى أن مدير الخلية الاستخباراتية في البصرة العقيد حازم قاسم، وأمر فوج الحراسة العقيد سعدي، والمشرف على الخلية المقدم باسم عبد فاضل، بالإضافة إلى بعض منتسبي الشرطة، هم الذين أسهموا في عملية هروب السجناء». وأضاف أن «اللجنة قررت إحالة هؤلاء المتهمين إلى القضاء وفق المادة (4) إرهاب أو المادة (269) أو المادة (341) من قانون العقوبات».
من جهته أكد عضو اللجنة التحقيقية وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حامد المطلك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يعرف ما إذا أحيل المتهمون إلى القضاء أم لا، لأن مهمة اللجنة هي تقصي الحقائق فقط، وقد توصلنا إلى ما توصلنا إليه من نتائج كانت في غاية الأهمية»، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجهات الرسمية سوف تتخذ بالتأكيد الإجراءات بحق من توصلت اللجنة إلى إدانتهم وفقا للأدلة والقرائن. وردا على سؤال بشأن الاتهامات التي أثيرت بحق عدد من منتسبي مكتب الأمن والدفاع التابع لرئيس الوزراء، نوري المالكي، قال المطلك إن «هناك بالفعل تقصيرا من قبل أعضاء هذا المكتب، وقد طالبنا في تقرير اللجنة بغلق هذا المكتب لأسباب كثيرة من بينها التقصير، بالإضافة إلى تعدد الأجهزة والمستويات الأمنية في البلاد، حيث إن لدينا وزارة للأمن الوطني ولدينا جهاز مخابرات واستخبارات، وبالتالي لا داعي لتعدد مثل هذه الأجهزة».
وعلى صعيد ملف تهريب السجناء نفى وزير العدل العراقي، حسن الشمري، هروب سجناء من سجن التاجي مؤخرا. واتهم الشمري في مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد الجهة التي «سربت الهروب» بأنها «تقصد الإساءة لوزارة العدل وإلصاق الخلل بأداء الحكومة بترويج مثل هذه المعلومات الكاذبة»، على حد قوله.
وأضاف الشمري أنه «لم يسجل أي هروب للسجناء من سجن التاجي يوم أمس (أول من أمس) الجمعة». وأشار إلى أن «الجهة التي سربت هذه المعلومات، تحاول إلصاق الخلل بين الحين والآخر بأداء الحكومة بترويج مثل هذه المعلومات الكاذبة».
وكانت مصادر أمنية عراقية قد أعلنت أن 5 من قيادات جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر تمكنوا، من الهروب من سجن التاجي شمال بغداد، بينما أكدت وزارة العدل اختفاء 3 معتقلين أثناء نقلهم إلى سجن الكرخ المركزي.
وكان سجن التاجي قد شهد خلال شهر يناير الماضي هروب قائد جماعة «عصائب أهل الحق» في منطقة الكرخ من العاصمة، بغداد، عدنان تاج شلال شرهان، بينما أكد مصدر أمني في حينها أن عملية الهروب تمت بالتواطؤ مع عدد من حراس السجن.