صالح: رحيل النظام يعني رحيل الثورة والجمهورية والوحدة وسيطرة «القاعدة» على البلاد

اليمنيون يحتفلون بـ«ذكرى الوحدة» ويواصلون الاحتجاج ضد النظام

عدد من الجنود اليمنيين يحيون المحتجين في احدى ساحات الاعتصام لدى انضمامهم الى المطالبين بإقصاء الرئيس اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
TT

وصل إلى صنعاء، أمس، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني لإجراء الترتيبات النهائية لتوقيع المبادرة الخليجية بين الفرقاء اليمنيين، في حين وصف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية بـ«المؤامرة الانقلابية البحتة» وأنها ذات دافع وأجندة خارجية. ورغم ذلك قبل التعامل معها، مؤكدا أنه إذا رحل عن السلطة فإن تنظيم «القاعدة» سيسيطر على الكثير من المحافظات وأن المطالبين برحيله لن يسيطروا على السلطة، وأن البلاد ستقسم إلى مشيخات وسلطنات. وقال إن رحيله يعني رحيل الثورة والجمهورية والوحدة، هذا في وقت تصاعدت فيه الاحتجاجات الشعبية والعصيانات المدنية المطالبة برحيله الفوري عن السلطة، في ظل استخدام أجهزة الأمن اليمنية للقوة في تفريق المعتصمين في الساحات وداخل بعض الجامعات اليمنية.

وأعلنت مصادر رسمية يمنية وصول المسؤول الخليجي إلى صنعاء «في إطار المساعي والجهود الخيرة التي تبذلها دول مجلس التعاون لحل الأزمة الراهنة في اليمن وفقا لما تضمنته المبادرة الخليجية». وفي بيان لها، قالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إن زيارة الأمين العام «تأتي بناء على دعوة من الحكومة اليمنية لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالتوقيع على الاتفاق الخاص بتسوية الأزمة في اليمن»، في حين أعرب الزياني عن أمله في أن «تتكلل جهود دول مجلس التعاون بالنجاح وبما يحقق الأمن والاستقرار في اليمن ويؤدي إلى حقن دماء الإخوة اليمنيين ويحقق لهم ما يسعون إليه من آمال وتطلعات». وقد استقبل وزير الخارجية اليمنية، الدكتور الزياني، بعد أن كان غادر اليمن، الأربعاء الماضي.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه أن يوقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتفاق المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، اليوم، بعد أن أعلنت قيادة حزبه الحاكم ذلك، واصل الرئيس اليمني هجومه على خصومه في الداخل وعلى المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي متهما إياهم بالتآمر على البلدان العربية. وقال صالح، في احتفال بصنعاء بمناسبة الذكرى الـ21 للوحدة اليمنية بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي، إن المبادرة الخليجية هي «في حقيقة الأمر عملية انقلابية بحتة، ولكننا قبلنا التعامل معها لأنها بدفع خارجي وأجندة خارجية بدأت من تونس ومصر وسوريا والبحرين وعمان وفي اليمن، فهذه أجندة خارجية لأنظمة دولية كبيرة تصدر مشكلاتها إلى الآخرين وتدعي الوصاية على هذه الشعوب المغلوبة على أمرها نتيجة أوضاعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتخلف الثقافي».

وأردف صالح: «طبعا الأنظمة الخارجية أو الدول العظمى على وجه الخصوص تبحث عن أنظمة ضعيفة موالية لا تهش ولا تنش وتبحث عن الضعفاء وتريد أن توصلهم إلى كراسي السلطة في ظل التغيير والرأي والرأي الآخر في ظل الديمقراطية». وقال: «أنا سبق وأن دعيت أشقاءنا وأصدقاءنا أن يلبسوا نظارات جميلة بيضاء ليروا الشعب اليمني كيف يتحرك بالملايين إلى ميدان السبعين يقولون نعم للأمن والاستقرار والتنمية والحرية والوحدة والديمقراطية، بدلا من أن يذهبوا وينظروا بنظاراتهم الخاصة فقط للمعتصمين في ما يسمى ساحة التغرير ويقولوا هذه إرادة الشعوب وعلى الأنظمة أن ترحل وأن تسلم السلطة»، معربا عن أسفه وعن اضطراره لـ«التحدث إلى الأصدقاء والأشقاء بهذه اللغة».

وقال الرئيس اليمني إن الشيء المهم لمناوئيه هو رحيل رأس النظام «في حين أنه إذا ما رحل النظام سيتقسم البلد إلى مشيخيات وسلطنات وإمامية ولا يهمهم ما ستؤول إليه البلاد، ولا يهمهم ماذا سيترتب على رحيل النظام وهم غير مدركين لمعنى رحيل النظام؛ إنه رحيل للثورة والجمهورية والوحدة، وهذا ما يجب أن يعرفه القاصي والداني». وأضاف أن «أولئك الساعين للسلطة يتحدثون مع البسطاء مع عامة الناس بأنه إذا رحل النظام انتهت (القاعدة) نعم ستنتهي (القاعدة) لأنها ستكمل سيطرتها على مأرب وحضرموت وشبوة وأبين والجوف وستسيطر على الأوضاع، أما أولئك فهم لن يسيطروا، لأنهم غير مقبولين، وسيضطر أبناء تلك المحافظات أن يقبلوا (القاعدة)، وهذا ما نأمل أن يدركه أصدقاؤنا في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وهذه رسالة أوجهها للجميع من هذا المكان ليعرفوا أن الآتي سيكون أسوأ مما هو حاصل الآن». وتواصلت في اليمن، أمس، الاحتجاجات المطالبة بالرحيل الفوري للرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة، حيث ارتفعت وتيرة الاحتجاجات باستجابة قطاعات واسعة من الفئات الشعبية لدعوة شباب الثورة إلى العصيان المدني.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه اليمن، اليوم، بمناسبة مرور 21 عاما على قيام الجمهورية اليمنية بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي، شهدت العديد من المحافظات والمناطق الجنوبية احتفالات بمناسبة مرور 17 عاما على ما يسميه أنصار الحراك الجنوبي «فك الارتباط» للوحدة بين الشطرين الذي أعلنه علي سالم البيض، نائب الرئيس آنذاك، لكن شباب الثورة المعتصمين في صنعاء وجهوا دعوة لحشود مليونية للاحتفال بالذكرى في شارع الستين غرب العاصمة صنعاء لـ«تأكيد وحدة الشعب اليمني».