إلغاء معرض صور دولي في لبنان بعد حملة قادها حزب الله بسبب مشاركة فنان إسرائيلي

المنظمون: نرفض أن يستغل معرض ثقافي لأي غاية كانت

TT

المعرض «العالمي لصور الصحافة»، الذي أثار غضب بعض اللبنانيين، على رأسهم حزب الله، بكامل مجموعته الفوتوغرافية «لم يعد موجودا في لبنان فقد ألغي، وأفرغت قاعة العرض، الواقعة في أسواق بيروت، منذ يوم الخميس الماضي من كامل محتوياتها، والصور جميعها في طريقها إلى هولندا أو وصلت إلى أمستردام، وهي الجهة التي جاءت منها». هذا ما قاله نويل نصر، منظم المعرض في لبنان لـ«الشرق الأوسط»، أمس. وشرح: «إن الجهات المنظمة لن تعلق على إلغاء المعرض كي لا تثير المزيد من اللغط وستنشر يوم الاثنين المقبل بيانا مشتركا توضح فيه ملابسات ما جرى».

وكان ريبورتاج مصور تضمنه المعرض للمصور الإسرائيلي إميت شعال، مكون من نحو 8 صور مركبة، تقارن بشكل لا مباشر بين فلسطين الأمس وإسرائيل اليوم قد أثار غضب البعض. وكتبت بعض وسائل الإعلام مستغربة أن يتم محو فلسطين في قلب أسواق بيروت، في ما استهل تلفزيون المنار إحدى نشراته الإخبارية بما سماه «تسللا إسرائيليا إلى لبنان». وجدير بالذكر أن الصور تظهر مشاهد من فلسطين كما تسلمها اليهود أقدمها يعود إلى عام 1936 وقد عاود المصور الرجوع إلى نفس الأماكن لتلتقطها كاميرته في السنوات الأخيرة، من الزاوية نفسها التي كانت قد صورت منها، لإبراز الفرق الذي أحدثته السنوات، مع تغير هوية السكان. ولم يرد في التعليقات الموجودة قرب الصور أي ذكر لفلسطين، وإنما اكتفت التعليقات بالحديث عن «منزل قرب حيفا 1949 - 2010»، و«مبنى رسمي 1936 - 2010»، و«شارع جنوب تل أبيب 1979 - 2010»، و«حائط المبكى 1967 - 2010»، وهكذا على اعتبار أن الصور هي عن تغيرات حصلت في ما سماه الريبورتاج «دولة إسرائيل».

وكان يفترض أن يستمر هذا المعرض الذي يضم عشرات من أجمل الصور التي التقطتها ونشرتها الصحافة العالمية خلال عام 2010 حتى نهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي لكن الضغوط التي مورست - ورفض نويل نصر التحدث عن ماهيتها لـ«الشرق الأوسط» - قد اضطرت المنظمين اللبنانيين وهم بشكل أساسي جامعة سيدة اللويزة، إلى سحب صور الإسرائيلي شعال. وبما أن نظام «وورد برس فوتو» ومقرها أمستردام وهي صاحبة المعرض، يقضي بعرض كل صور المعرض دون حذف لأي منها، فقد تم اللجوء إلى الإلغاء الكامل، وإعادة الصور إلى مصدرها.

وقال نويل نصر من جامعة سيدة اللويزة بنبرة غاضبة: «دوري كمنظم للمعرض قد انتهى. ونحن ليس عندنا ما نخفيه. ونرفض أن يستغل معرض ثقافي بحت تنظمه جامعة لأي غاية كانت، وتحت أي ظرف، بحيث بتنا نسمع اتهامات من هنا وهناك، وأقاويل لا تمت للحقيقة بصلة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن كل الأنشطة المتعلقة بتشجيع المصورين اللبنانيين المقامة على هامش المعرض لا تزال قائمة. «وسنبقى نقوم بدورنا لتشجيع فن الصورة في لبنان».