« مونتيسوري» منهج تعليمي لرياض الأطفال يغير مفاهيم تعليم الصغار

تبنت نشره جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بدورة تدريبية وورش عمل

تدعو العديد من الدراسات التربوية والتعليمية إلى ضرورة الاهتمام بمرحلة الطفولة ما قبل التعليم النظامي لما لها من أثر بعيد المدى على شخصية الطفل المستقبلية («الشرق الأوسط»)
TT

بمنهج تعليمي يعتمد على فلسفة تربوية تأخذ بمبدأ أن كل طفل يحمل في داخله الشخص الذي سيكون عليه في المستقبل، عمدت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض ممثلة في وكالة الجامعة لخدمة المجتمع والتعليم المستمر لتبني نشر هذا المنهج التعليمي والموجه للأطفال في سن مرحلة رياض الأطفال.

وأوضحت الدكتورة ندى بنت سليمان القاضي عميدة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن أن هذا المنهج التعليمي يعرف عالميا باسم منهج مونتيسوري، موضحة أن الهدف الرئيسي لمنهج المونتيسوري هو توفير بيئة محفزة ومخططة بدقة ليتمكن الأطفال من تطوير العادات الأساسية، والمهارات والأفكار التي تعد ضرورية لتفكير إبداعي وتعلّم يستمر معهم طوال حياتهم.

وأبانت القاضي أن هذا المنهج التعليمي أرست دعائمه الدكتورة مونتيسوري من خلال دراساتها وبحوثها وتطبيقاتها الميدانية، معتبرة أن العملية التربوية يجب أن تهتم بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية، والعقلية، والروحية، والجسدية «الحركية».

وأشارت القاضي إلى أن منهج مونتيسوري يعمد لأن يكون هدف التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ليس فقط تلقين الطفل بحقائق ومعلومات، ولكن يعتمد على تعزيز الرغبة في التعليم والاستكشاف، مشيرة إلى أن المنهج استندت فلسفته التعليمية على فلسفة محورها أن التعليم يجب أن يكون متماشيًا مع طبيعة الطفل ومجالات فلسفتها، ومستمدة فكرته من دراسة علمية للطفل وفهم عميق لعمليات التطور والتعلم لديه.

هذا وتتسم أدوات مونتيسوري بأنها قادرة على القيام بهذا الدور المزدوج بشكل واسع، بالإضافة إلى قدرتها على تلبية غرضها المباشر والمتمثل في إعطاء المعلومة بعينها للطفل.

كما يمكن تقديم نظام المونتيسوري كنظام متكامل من حيث تطبيق الفلسفة كاملة التي تنمي الانضباط الذاتي لدى الطفل وتساعد على تنمية طفل سوي ومتوازن، بالإضافة إلى تقديم جميع الأدوات التعليمية التي بدورها تحفز الطفل على التعلم وتنمية جميع مهاراته المختلفة.

وبهذا يتم الوصول إلى الغاية في غرفة الصف الخاصة وفق منهج مونتيسوري بطريقة السماح للطفل باختبار متعة التعلم باختياره ولتعويده عليها.

إلى ذلك عمدت وكالة جامعة الأميرة نورة لخدمة المجتمع والتعليم المستمر بإعداد برنامج تدريبي لترويج هذا المنهج التعليمي، جاء تحت عنوان «تعلمي منهج مونتيسوري»، الذي يحوي ورش عمل، وبواقع 75 ساعة تدريبية، وتنطلق أعمالها يوم 22 مايو (أيار) وتستمر إلى 22 يونيو (حزيران) المقبل.

وكشفت من جانبها الدكتورة نائلة الديحان وكيلة عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة نورة بنت عبد الرحمن، أن الهدف العام من الدورة هو تعريف المشاركين بنظام المونتيسوري العالمي من حيث الفلسفة والتطبيق العملي والاطلاع على المتطلبات التي يجب توفرها لدى المؤسسة التربوية التي ترغب في تبني هذا النظام، والتطبيقات العملية لهذا النظام.

وأوضحت الديحان أن المستهدفات من هذه الدورة المتخصصة صاحبات المؤسسات التدريبية، والمديرات، والمشرفات، والمعلمات، والطالبات الجامعيات، والأمهات اللاتي لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأمهات اللواتي لديهن أطفال موهوبون، موضحة أنه في ختام الدورة التدريبية ستحصل المتدربة على شهادة حضور دورة معتمدة ومصدقة من جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن تساعدهم في الإبداع التعليمي والتربوي والتجديد بالأفكار والأنشطة، وكيفية التعامل مع سيكولوجيات الطفل.

وعن تبني وزارة التربية والتعليم في السعودية لهذا المنهج التعليمي في مرحلة رياض الأطفال أكدت الديحان أن ما يعنيهم في جامعة نورة هو اعتماده من الجامعة، ومؤكدة أن المنهج ذو فائدة كبيرة لكونه يعمل على تطوير شخصية ومهارات الطفل في مراحل رياض الأطفال.

وأبانت الديحان أن هناك عددا من المدارس الأهلية في السعودية تقوم بتطبيقه في تدريسها لمرحلة رياض الأطفال وما بعدها من مراحل الدراسة الابتدائية.