واشنطن ترسل وجبات لحم «حلال» إلى ثوار ليبيا

بينما طموحات الثوار سلاح واعتراف وأموال القذافي المجمدة

TT

في وقت طلب فيه وفد من ثوار ليبيا زار واشنطن مؤخرا اعترافا من الحكومة الأميركية بالمجلس الانتقالي ممثلا للشعب الليبي، وطلب كذلك جزءا من أموال نظام الرئيس الليبي معمر القذافي المجمدة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إرسال 120 ألف وجبة طعام عسكرية جاهزة، فيها لحم «حلال» مراعاة لمعتقدات المسلمين.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قالت إنها جمدت 34 مليار دولار تابعة لنظام القذافي. وإنها لا تقدر على أن تسلمها، أو تسلم جزءا منها لثوار ليبيا، لأن الولايات المتحدة لم تعترف بحكومتهم. وقال توم دونيلون، مستشار أوباما للأمن الوطني إن المعارضة الليبية «جزء شرعي ونزيه من الشعب الليبي»، لكنه لم يقل أنها «ممثل» للشعب الليبي.

وعلق على ذلك علي العوجلي، سفير ليبيا لدى الولايات المتحدة الذي استقال مع بداية الثورة الليبية، وقال إنها «بداية طيبة». لكنه، كرر على أهمية الاعتراف بحكومة الثوار. وقال، في خطاب ألقاه في معهد «كارنغي» في واشنطن: «نحن طماعين، نريد أكثر».

وأعلن الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن مساعدة غير عسكرية من المفترض أن يتم إرسالها إلى ليبيا «في الأسابيع المقبلة». وأشار إلى أن هذه المساعدة تشمل تجهيزات طبية وخياما وألبسة وسترا واقية للرصاص وأكياس رمل ومعدات جاهزة لبناء الحواجز. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن رسميا في 26 أبريل (نيسان) السماح بإرسال مساعدة بقيمة 25 مليون دولار للثوار. ومنذ ذلك الحين اعتبر أن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية يملك «شرعية ومصداقية» إلا أنه تجنب الاعتراف الدبلوماسي به.

وقال بيان للخارجية الأميركية إن الوجبات من نوع «إم آر آي» (وجبات توزع على الجنود الأميركيين وهم يحاربون)، ومعناها اختصار للحروف الأولى من «ميل ريدي تو أيد» (وجبات جاهزة للأكل). وقال مراقبون في واشنطن إنه، في وقت سابق، كانت الأغذية العسكرية الأميركية معلبة، وكانت تسمى «إم سي إي»، ومعناها اختصار للأحرف الأولى من «ميل كوبات إنديفيديوال» (وجبات قتال فردية). غير أن الوجبات الجديدة أفضل نوعية، وأقل وزنا، وأكثر تنوعا في مكوناتها الغذائية. وفي كل كيس صحي مغلق، توجد أكياس صغيرة فيها كميات مقاسة من اللحوم والبقول والأرز والخضراوات والحلويات وملعقة للأكل مباشرة من الأكياس. وبمتوسط ألف طاقة حرارية للكيس الواحد.

وبدأ استعمال الوجبات العسكرية المعلبة خلال الحرب العالمية الثانية، وقبلها، خلال الحرب الأهلية، كانت الوجبات تطبخ في معسكرات القوات وهي تحارب. وشهدت حربا كوريا وفيتنام أول استعمال للوجبات المعلبة. وشهدت حرب الخليج أول استعمال للوجبات الحديثة التي توضع في أكياس صحية مغلقة. وشهدت حربا أفغانستان والعراق أول استعمال لوجبات فيها لحوم حلال، وذلك لوجود جنود أميركيين مسلمين، ولتوزيع بعضها على المواطنين في البلدين.