تونس: مقتل 4 إريتريين في حريقين بمعسكر بوشوشة للاجئين قرب الحدود مع ليبيا

الشرطة فتحت تحقيقا لتحديد أسبابهما

TT

لقي أربعة أشخاص حتفهم جراء اندلاع حريقين لم تعرف أسبابهما الليلة قبل الماضية في مخيم للاجئين في تونس على مقربة من الحدود مع ليبيا.

والضحايا الأربع هم لاجئون إريتريون كانوا في مخيم بوشوشة، القريب من بلدة بنقردان، ويبعد سبعة كلم عن الحدود التونسية - الليبية، حيث يتجمع آلاف الأشخاص ممن فروا من أعمال العنف في ليبيا.

وقال مسؤول في الدفاع المدني التونسي في المكان إن حريقين اندلعا على التوالي خلال الليل، وأتيا على 21 خيمة. وأوضح أحد أفراد الفريق أن جثث الضحايا الأربع تم نقلها فجرا إلى مستشفى بنقردان، وأن الشرطة فتحت تحقيقا لتحديد أسباب الحريقين.

وانتابت اللاجئين حالة من الذعر والهلع بعد اندلاع الحريق الذي تم في ظروف مناخية سيئة للغاية. وقال شاهد عيان إن اللاجئين استفاقوا على استغاثات البعض وصيحات البعض الآخر، كما أن استغراق بعضهم في النوم في ساعات الفجر الأولى ساهم في تفاقم الوضع.

وتابع: «كان الجميع في حالة ذهول، وهاموا على وجوههم في حالة من الإرباك والفوضى دون أن يعلموا إلى أين هم ذاهبون».

وأردف قائلا: «حاولنا إخماد النيران بقدر ما توفر من جهد بعد استيعاب الصدمة ولكن الرياح كانت شديدة مما أحبط مساعي إنقاذ كثير من الممتلكات الشخصية وبعض اللوازم التي وفرتها الحكومة التونسية ومنظمات الإغاثة ومؤسسات المجتمع المدني والأهالي».

وقالت مصادر عسكرية تونسية إن أسباب الحريق لا تزال مجهولة، وسط تكهنات بأنها ناتجة عن تسرب للغاز أو ماس كهربائي. وزاد من تفاقم الوضع المأساوي للاجئين في الجنوب التونسي أيضا، انخفاض مستوى الخدمات المقدمة للاجئين، وافتقار السلطات التونسية للموارد التي بإمكانها تحسين أوضاع الفارين من ليبيا. كما ساهمت الرياح العاتية في انتشار ألسنة اللهب التي أحاطت بالمعسكر. بيد أن سيارات الإسعاف والحماية المدنية التونسية كانت في الموعد، حيث هبت لنجدة المنكوبين وتقديم العون الطبي وتوفير السلامة للاجئين الذين نجوا من الحادث، كما قامت بنقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة من مكان الحادث.

وتعيش مخيمات اللاجئين في الجنوب التونسي أوضاعا مزرية للغاية، بعد تقاعس المجتمع الدولي عن تقديم العون اللازم للسلطات التونسية، ونقل اللاجئين إلى دول أخرى. لا سيما وأن الضحايا الأربع ممن تقدموا بطلبات لجوء لدولة ثالثة حيث تعيش بلدهم اريتريا أوضاعا صعبة. وفي سياق ذلك، أفادت آخر الإحصائيات أن عدد اللاجئين الليبيين حاليا في ولاية (محافظة) تطاوين الحدودية وحدها يتجاوز 45 ألف ليبي، من بينهم نحو 8 آلاف فقط يوجدون داخل المخيمات، فيما تم توزيع البقية على كافة أحياء المدن والتجمعات السكنية.

وقال صلاح الدين المدني، رئيس مكتب الهلال الأحمر التونسي، إن «الولاية لم تعد قادرة على احتضان الوافدين الجدد، وإن العبء أصبح ثقيلا على الهيئة الجهوية للهلال الأحمر التي باتت عاجزة عن تزويد الأشقاء الليبيين اللاجئين بالغذاء خاصة في غياب برنامج الغذاء العالمي الذي لم يتدخل بعد». وتوجه المدني بنداء عاجل لكل المتطوعين لإرسال المزيد من القوافل المحملة بالأغذية والحفاضات وحليب الرضع، قصد الاستجابة للطلبات المتزايدة، ونبه إلى أهمية التنسيق لإحكام تنظيم عملية توزيع المساعدات.

وتعمل ثلاثة مراكز طبية بتطاوين ورمادة والذهيبة على تقديم الرعاية الصحية للاجئين الليبيين، ويؤمن أطباء الجهة وآخرون من «جمعية أطباء بلا حدود»، وعدد من الأطباء الليبيين، يوميا نحو 250 عيادة طبية.

يذكر أن ولاية تطاوين المحاذية للحدود التونسية الليبية أقامت أربعة مخيمات أحدها يوجد بالذهيبة ويشرف عليه الهلال الأحمر الإماراتي، والثاني برمادة، وتشرف عليه المفوضية العليا للاجئين، إضافة إلى مخيمين في الدويرات وتطاوين، ويشرف عليهما الهلال الأحمر التونسي.