بترايوس: هجمات قاسية تنتظرنا في أفغانستان

كابل: مقتل 3 من رجال الشرطة إثر هجوم انتحاريين على مبنى للشرطة

ضباط شرطة أفغان وأميركيون بالقرب من المقر الرئيسي لشرطة خوست الذي تعرض لهجوم انتحاري أمس (أ.ب)
TT

حذر الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الدولية العاملة في أفغانستان، من هجمات قاسية ومتطورة قد تتعرض لها أفغانستان في الصيف على يد التنظيمات المتشددة، وفي مقدمتها حركة طالبان، وقال إن على قواته التوصل إلى توازن بين احتياجاتها التكتيكية والمطالب العائدة للمدنيين.

وقال بترايوس، في رسالته: إن العناصر المسلحة في أفغانستان ستسعى لتنفيذ مثل تلك الهجمات؛ بهدف «إظهار قدرتها على توجيه الضربات»، رغم التطورات الأمنية السابقة. وأضاف الجنرال الأميركي: «هذه الهجمات قد تزيد من خطر سقوط خسائر بين القوات الأميركية وستضعها في مواقف صعبة، وفي ظل هذا النوع من الهجمات سيكون علينا مواصلة جهودنا لخفض أعداد القتلى إلى أدنى مستوياتها». وتأتي هذه التوجيهات من بترايوس في ظل إعلان طالبان وتنظيم القاعدة مسؤوليتهما عن الكثير من الهجمات التي شهدتها البلاد مؤخرا، إلى جانب ضرب أهداف أميركية في باكستان المجاورة، وذلك في تصعيد يأتي بعد اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، مطلع مايو (أيار) الحالي.

وتعكس رسالة بترايوس قلق الإدارة الأميركية والقوات الدولية من احتمال سقوط خسائر في صفوف المدنيين، خاصة بعد حوادث دامية سابقة أثارت الكثير من اللغط ووترت علاقات واشنطن مع كل من إسلام آباد وكابل.

كما تأتي في وقت يستعد فيه الجنرال الأميركي لإصدار موقف من طلب الإدارة الأميركية منه الالتزام بالموعد المحدد من قبله لبدء سحب القوات من أفغانستان، وسيكون عليه الإعلان عن عدد الجنود الذين يمكن لهم مغادرة البلاد بحلول يوليو (تموز) المقبل. ومن المفترض أن تباشر تلك القوات انسحابها دون أن يتعرض الأمن الأفغاني للخطر، مما يستلزم أن تكون القوات العسكرية الأفغانية جاهزة لتولي المسؤولية. إلى ذلك لقي ثلاثة من رجال الشرطة حتفهم أمس بعدما هاجم ثلاثة مسلحين على الأقل يرتدون صدريات مفخخة ويحملون بنادق هجومية مبنى حكوميا في جنوب شرقي أفغانستان. وقال عبد الحكم إسحاق ضاي رئيس شرطة إقليم خوست إن المتمردين استولوا على عدة غرف داخل مركز شرطة المرور في مدينة خوست عاصمة الإقليم الذي يحمل نفس الاسم. وأضاف أن 3 آخرين على الأقل من رجال الشرطة ومدنيا أصيبوا عندما تبادلت القوات الأمنية مدعومة بقوات التحالف النيران مع المهاجمين الذين تحصنوا داخل المبنى. وقالت وسائل إعلام محلية إن الشرطة عثرت على سيارة مفخخة أمام المركز وإن الاشتباكات ما زالت جارية.

وأظهرت صور تلفزيونية أن القوات الأميركية والأفغانية طوقت المبنى الذي تصاعدت منه ألسنة الدخان. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الحادث. ويأتي هذا الهجوم بعد يوم من قيام انتحاريين اثنين باقتحام الحواجز الأمنية ومهاجمة مستشفى عسكري في مدينة كابل. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 6 من طلاب الطب والعمال وإصابة 30 آخرين. يذكر أن هذه الموجة من الهجمات الانتحارية تأتي قبل الانتقال التدريجي للمسؤولية الأمنية من القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) للقوات المحلية، الذي يبدأ في سبتمبر (أيلول) المقبل. ومن المتوقع أن تتولى القوات الأمنية المسؤولية الأمنية كاملة بحلول نهاية عام 2014. وأكد ناطق باسم حلف شمال الأطلسي في كابل لوكالة الصحافة الفرنسية مشاركة جنود من التحالف في العملية. وتبنت حركة طالبان على موقعها على الإنترنت الهجوم على مقر شرطة المرور. وقال مساعد قائد شرطة الولاية، محمد يعقوب، إن المهاجمين كانوا يرتدون لباس الشرطة ودخلوا إلى المقر في الساعات الأولى من فجر أمس، فيما كان فارغا إلا من بعض الشرطيين. وفتحوا النار بُعيد ذلك من المبنى الملاصق لثكنة قوة تدخل الشرطة، كما قال مبريز زدران الناطق باسم حاكم ولاية خوست.