الرئيس أوباما: سنكرر عملية بن لادن إذا تطلب الأمر

قال إن الوجود العسكري أضعف طالبان إلى درجة قد تساعد على التوصل إلى مصالحة وطنية

TT

قال الرئيس باراك أوباما إن الولايات المتحدة ستكرر العملية العسكرية التي قتلت أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، إذا علمت بوجود قادة آخرين في باكستان. وأضاف أوباما أن «الولايات المتحدة حريصة على سيادة باكستان» ولكنها لا تسمح بأن تجرى داخل الأراضي الباكستانية خطط معادية لها. وقال أوباما أمس في مقابلة مع «بي بي سي» (هيئة الإذاعة البريطانية)، ردا على سؤال حول ماذا سيفعل لو تبين أن أحد قادة «القاعدة» أو زعيم حركة طالبان، الملا عمر، موجود في الأراضي الباكستانية أو أراضي دول ذات سيادة، إن الولايات المتحدة ستتخذ «خطوة أحادية الجانب إذا تطلب الأمر»، وأضاف أوباما «مهمتنا حماية الولايات المتحدة. نحن نحترم سيادة باكستان، ولكننا لن نسمح لشخص من هناك بقتل مواطنينا أو مواطني حلفائنا». وردا على سؤال حول مستقبل أفغانستان، قال أوباما: «بينما نرى أن النزاع لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، فإن زيادة الوجود العسكري أضعف طالبان إلى درجة قد تساعد على التوصل إلى مصالحة وطنية». وأضاف أوباما: «في النهاية هذا يعني التفاوض مع طالبان. ولكن، عليها نبذ العنف، وقطع علاقاتها مع (القاعدة)، واحترام الدستور الأفغاني». وقال مراقبون في واشنطن إن اكتشاف أن بن لادن كان يقيم على مقربة من معسكر للجيش الباكستاني سبب مزيدا من التوتر في العلاقات الأميركية - الباكستانية. وطلب كثير من قادة الكونغرس وقف المساعدات الأميركية إلى باكستان، أو، على الأقل، تجميدها حتى التأكد من أن باكستان «حليف يمكن الثقة به في الحرب ضد الإرهاب»، كما جاء على لسان جون بوينار (جمهوري من ولاية أوهايو)، ورئيس مجلس النواب. وقال المراقبون إن الغضب الأميركي لم يقل رغم أن الحكومة الباكستانية نفت بشدة علمها بوجود بن لادن هناك. وقالت إن الهجوم الأميركي لقتل بن لادن كان انتهاكا للسيادة الباكستانية. وتوتر الموقف أكثر بعد أن أصدر البرلمان الباكستاني قرارا ينص على أن «باكستان لن تتسامح مع أعمال كهذه. وأن تكرار الخطوات الأحادية الجانب سيكون له عواقب وخيمة على السلام والأمن في المنطقة وفي العالم». وقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من مايو (أيار) بيد القوات الخاصة الأميركية بباكستان في عملية جرت بسرية تامة بعد عشرة أعوام على اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وهذه العملية التي وصفتها إسلام آباد بأنها «غير شرعية»، أثارت حالة استياء قوية في صفوف الشعب الباكستاني الذي يناهض القسم الأكبر منه الأميركيين، ليس بسبب عملية قتل بن لادن التي أثارت بعض الاحتجاجات، وإنما بسبب «انتهاك سيادة» باكستان. وسيبدأ الرئيس الأميركي الاثنين جولة أوروبية ستقوده إلى آيرلندا وبريطانيا وفرنسا وبولندا.