دفاع ستروس كان يدقق في ماضي عاملة التنظيف بحثا عن ثغرات

محامي المدير السابق لصندوق النقد الدولي: ستتم تبرئته في النهاية

TT

رأى متخصصون أن محققين محنكين بدأوا التدقيق لحساب دومينيك ستروس كان في ماضي عاملة التنظيف التي اتهمته بارتكاب جرائم جنسية على أمل إسقاط شهادتها وتبرئة مدير صندوق النقد الدولي المستقيل.

وقد تعاقد السياسي الفرنسي مع بنيامين برافمن، الذي يعتبر من أبرز المحامين في الولايات المتحدة وقد تولى الدفاع عن عدة مشاهير أميركيين، لكن تعاقده مع مجموعة من المحققين الخاصين، وهم مدعون سابقون ومحققون سابقون ومتقاعدون من جهاز المباحث الفيدرالي (إف بي آي)، لم يحظ باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن شركة «غيدبوست سوليوشنز»، التي تعرض خدماتها الأمنية والاستخباراتية تعمل لحساب برافمن.

ويرى بعض المتخصصين في هذا المجال أن التعاقد مع محققين خاصين أمر عادي لدى المتهمين الأثرياء. وتكمن مهمة المحققين الخاصين في البحث عن ثغرات في الوقائع التي قدمها المدعي وكشف كل ما من شأنه إلقاء الشبهات على خادمة التنظيف غينية الأصل، 32 سنة، التي تتهم ستروس كان بالاعتداء عليها جنسيا ومحاولة اغتصابها في 14 مايو (أيار) الحالي في فندق سوفاتيل في مانهاتن. وأوضح تود هنري، من مكتب محاماة يعمل مع محققين خاصين، أن هؤلاء سيحاولون «معرفة المزيد حول مقدمة الشكوى. ومن هي، حيث لا أحد يعرف شيئا عنها حتى الآن». وقال: «سيحاولون على الأرجح أن يعرفوا الأيام والساعات التي كانت تعمل خلالها، وما إذا كانا (ستروس كان والخادمة) يعرفان بعضهما من قبل، وهل أقاما سابقا علاقات جنسية أم لا»، ليثبتوا أنهما كانا يعرفان بعضهما قليلا على الأقل.

وسيحاول محققو ستروس كان، أيضا، معرفة ما إذا كانت المرأة قد اعتُقلت في السابق وهل تتناول المخدرات أو إن كانت مدمنة للكحول وكل ما «من شأنه أن يسيء إلى مصداقيتها»، كما أضاف تود هنري. واعتبر فرانك برس، أستاذ القانون في معهد الحقوق في نيويورك، أن محققي ستروس كان قد يذهبون أيضا إلى غينيا، البلد الذي تتحدر منه المرأة، للتحقيق. وقال: «سيحاولون معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عنها.. لا أحد يعلم ما الذي قد يتم العثور عليه»، مضيفا «إذا كانت لديك الإمكانات، و(ستروس كان) يملكها، فإن المحققين سيفتشون حيثما استطاعوا».

وسيواجه بنيامين برافمن قيودا تفرضها قوانين نيويورك لحماية ضحايا الاغتصاب المحتملين، فلن يُسمح له، على سبيل المثال، بالتحدث عن العلاقات الجنسية التي تكون قد أقامتها المرأة في الماضي. لكن بإمكان محققيه إمداده بمعلومات خلال المحاكمة أو حتى قبلها إذا حاول مثلا المساومة حول عقوبة ما. وقد يحاول المحامي إقناع المدعي بالتخلي عن الاتهامات إذا حصل على معلومات محرجة جدا، حسبما كتبت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها حول الموضوع أمس.

ويرى بو ديتل، الذي يعتبر من المحققين النافذين في نيويورك، أنه في حال أثبت محققو ستروس كان أن الضحية المفترضة قد سبق أن هددت رجالا بالابتزاز وسلبهم أموالهم «فإن ذلك قد يؤدي إلى إقفال ملف القضية». وقد يلجأ فريق محققي ستروس كان، أيضا، إلى أطباء شرعيين لتحليل جميع المعطيات المتوافرة مثل عينات الدم واللعاب وحتى المني أو آثار الجروح. وقال ماثيو غالوزو، المدعي السابق الذي تحول إلى ممارسة المحاماة: «من النادر أن يكون أفضل المحققين والخبراء في العالم في خدمة الموكلين». لكن أسوأ احتمال لفريق دفاع دومينيك ستروس كان سيكون أن يكتشف أن الضحية المفترضة هي في الواقع مطابقة تماما لما قاله عنها محاميها، أي امرأة مهاجرة متواضعة تقوم بعمل شريف من أجل حياة أفضل في أميركا. وقال تود هنري: «قد تكون طبيعية تماما، وربما ليس هناك ما يؤخذ عليها».

في غضون ذلك، أكد المحامي برافمن، في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن موكله «سيدفع ببراءته وبالنهاية ستتم تبرئته». وقال برافمن، في مقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية، وهي الأولى له منذ توقيف ستروس كان في 14 مايو: «لا شيء أكيدا، لكن ما أراه في التحقيق هو أنه ستتم تبرئته (ستروس كان)، إنني أعجبت به كثيرا، وإنه صامد على الرغم من الظروف». وتابع برافمن الذي زار إسرائيل للمشاركة في مناسبة عائلية: «إنه (ستروس كان) ليس سعيدا باتهامه بوقائع لم يرتكبها».