حرب صامتة بين الشرطة الإيرانية ومستخدمي الأطباق الفضائية

مسؤولون إيرانيون: «الإنترنت الحلال» ضمانة عدم انتشار القيم الغربية

TT

بدأت إيران مجددا حملة على القنوات التلفزيونية الفضائية، مطالبة بالإزالة القسرية لأطباق استقبال القنوات الفضائية، فيما وصفه منتقدون بأنه «حرب تشبه أسطورة سيزيف».

وقال منصور، يعمل في مجال تركيب أجهزة استقبال القنوات الفضائية: «أينما كانت هناك عملية إزالة، يكون لدي زيادة في دخلي». وأضاف منصور (38 عاما) أن «الشرطة تأخذ الأطباق، وحالما يذهبون، يتصل الناس بي لإحضار جهاز جديد وتثبيته».

وفعلت فهيمة (46 عاما)، وهي ربة منزل تقيم في شمال طهران، هذا الأمر عدة مرات. وقالت إن «الشرطة تأخذ أطباق الاستقبال الخاصة بي، حتى إنها أخذت أجهزة استقبال القنوات الفضائية مرتين، لكن في كل مرة أطلب على الفور جهازا جديدا، لأن القنوات الفضائية التلفزيونية هي نافذتي على العالم».

وفي الأعوام الـ17 الأخيرة، باءت بالفشل كل جهود المتشددين في الإدارة الإسلامية للبلاد في المنع القسري لاستخدام معدات استقبال القنوات الفضائية التلفزيونية. وفي موضوع ذي علاقة، أعلنت إيران مؤخرا أنها ستطلق شبكة إنترنت محلية، تسمى «شبكة الإنترنت الحلال»، على أن تراعي المواقع المتوفرة فيها قواعد وضوابط الدين الإسلامي، كما يخطط لأن تتسع مستقبلا لتستخدم في كل البلاد الإسلامية وبلغات مختلفة. وتهدف الشبكة - وفق المسؤولين - لتأمين تصفح إلكتروني آمن بالإشراف على ما تحتويه مواقعها الخاصة من معلومات، مع إمكانية استخدام شبكات الإنترنت العالمية الأخرى، وسيتسلم المجلس الأعلى لتكنولوجيا المعلومات في إيران مسؤولية الموضوع بالكامل، كما سيناقش البرلمان الإيراني قريبا تطبيق المشروع بشكل عملي وسريع، وفق ما أكد رئيس لجنة البحوث في البرلمان الإيراني، علي عباس بور تهراني، الذي قال: «إن الكثير من المواقع في شبكة الإنترنت العالمية تروج لثقافة الغرب في مجتمع لا يتوافق معها، ويتنافى الكثير منها مع المعايير الإسلامية».

وأضاف أن هذا الأمر يستدعي تأسيس شبكة إنترنت تنظم المواد التي تبث عبرها، وهو ما قد يفيد المجتمع ويطمئن الأهل عند استخدام الأطفال أو الشبان للإنترنت «الحلال».

كما قال إن «المشروع لن يكون إيرانيا فحسب، بل ستنضم إليه الكثير من البلاد الإسلامية للمساهمة في إغناء مواده وبلغات متعددة، ولتأمين تصفح آمن للمجتمع».

وستسعى الشبكة إلى تصميم مواقع تتناغم مع بعض المواقع العالمية من حيث الكم والكيف، كما أشار عضو البرلمان الإيراني، الذي أكد على خطط جدية لترجمة المواد من المواقع العلمية والاجتماعية والثقافية العالمية لتحقق مبتغى من يتصفحها، وهو الأمر الذي قد يسهم في جعل اللغة الفارسية «لغة عالمية». وأعرب تهراني عن أن «الشبكة الجديدة لا تهدف إلى قطع الاتصال بالشبكة العالمية، التي ستبقى قابلة للتصفح بشكل طبيعي لمن يريد الدخول إليها»، متوقعا تعرض إيران لضغوط خارجية، كما حدث مع الصين سابقا التي أسست ما يسمى «إدارة المعلومات» لمراقبة ما يحتويه الإنترنت. وذهب مدير شركة «كيوان هوست» الإيرانية لبرمجة المواقع الإلكترونية، محمد جواد متبحري، إلى أن إطلاق مثل هذه الشبكة يحتاج إلى جهود كبيرة وجدية، لإغناء مواقعها الإلكترونية ولتحتل مكانها محليا وعالميا.

وقال متبحري إن «طريقة التطبيق والتنفيذ هي التي ستحدد نجاح الشبكة أو إخفاقها، كما أن معاييرها التي يجب أن تتوافق والقيم الإسلامية يجب أن تأخذ حاجة الناس بعين الاعتبار كذلك».

غير أن محللين يخشون من أن يكون الهدف من الخطوة الإيرانية مراقبة مواقع المعارضة الإيرانية، والحجر على حرية الكلمة والتضييق على الحريات العامة في إيران.