أعلن مصدر طبي لوكالة الأنباء الفرنسية أن عنصرين من قبائل حاشد التي تدعم حركة الاحتجاج في اليمن ضد الرئيس علي عبد الله صالح! قتلا وأصيب 25 آخرون بجروح في مواجهات عنيفة جرت أمس مع قوات الأمن اليمنية في صنعاء. وقال مصدر طبي في مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء إن «اثنين من أنصار الشيخ صادق الأحمر قتلا وأصيب 25 آخرون بجروح» في مواجهات كانت لا تزال متواصلة في ساعات المساء الأولى في أحد الأحياء الشمالية للعاصمة اليمنية. وتدور الاشتباكات حول منزل الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد القوية بحسب ما نقل شهود في المكان. فيما ذكرت وكالات الأنباء أن عدد القتلى ارتفع إلى 5 والجرحى إلى 35 في حصيلة متأخرة من ليلة أحداث الأمس. وكان الأحمر الذي يعد الشيخ القبلي الأقوى نفوذا في اليمن! دعا الرئيس علي عبد الله صالح إلى التنحي وانضم إلى انتفاضة الشباب المطالبين بإسقاط النظام ما أفقد صالح دعما في غاية الأهمية لنظامه. وتأتي هذه الاشتباكات غداة فشل وساطة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية بعد رفض الرئيس اليمني التوقيع على اتفاق وقعت عليه المعارضة ويتضمن تركه السلطة خلال شهر من الزمن. من جانبها ذكرت صحيفة «26 سبتمبر» الرسمية أن أولاد الأحمر وعشرات المسلحين من أتباعهم قاموا أمس بمهاجمة بعض المصالح والمؤسسات الحكومية ومنازل المواطنين في حي الحصبة بصنعاء واقتحموا عددا منها وتمترسوا فيها، وأطلقوا النيران بكثافة من أسلحة مختلفة وقذائف «آر بي جي» على مبنى شركة «الخطوط الجوية اليمنية» ووكالة الأنباء اليمنية «سبأ» واقتحموا وزارة الصناعة والتجارة والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد، وأثاروا الرعب والخوف في أوساط المواطنين بمنطقة الحصبة بصنعاء. هذا وقد امتدت الاشتباكات إلى مبنى «الخطوط الجوية اليمنية» حيث اندلعت النيران في الطابق العلوي لمكاتب «طيران السعيدة» بمبنى شركة «الخطوط الجوية اليمنية» كما أطلقت النار بكثافة من أسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف «آر بي جي» على مبنى وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» مما أدى إلى حدوث أضرارا وإصابة الصحافي فاروق الكمالي بطلق ناري. وكان عدد من الصحافيين قد حوصروا داخل مبنى وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» الأمر الذي أصدرت فيه نقابة الصحافيين اليمنيين بيانا دعت فيه إلى الحفاظ على حياة الصحافيين المحاصرين واستنكرت ما تعرضت له الوكالة من إطلاق نار. وكانت مجاميع من المسلحين الموالين لشيخ قبيلة حاشد قد اقتحموا مبنى وزارة الصناعة والتجارة وأحكموا السيطرة عليها. ونسبت صحيفة «سبتمبر» إلى عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد الشيخ مقبل الكدهي أن ما لا يقل عن 15 مسلحا تابعين لـ«أولاد الأحمر» اقتحموا بعد ظهر أمس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد بمنطقة الحصبة بصنعاء وتمركزوا داخل سكن المعهد واتهم مكتب الأحمر القوات الحكومية باستهداف منزل الشيخ والتعرض لعدد من حراسته الأمر الذي أدى إلى انفجار الأوضاع. إلى ذلك حث المحتجون المعارضون للحكومة في اليمن أمس شيوخ العشائر على تجنب الانجرار إلى حرب أهلية بعد رفض الرئيس مجددا التوقيع على اتفاق لتسليم السلطة. وعلق مجلس التعاون الخليجي الذي توسط في اتفاق يهدف إلى إنهاء الاضطرابات في البلاد مساعيه أول من أمس بعد رفض صالح التوقيع على الاتفاق. يذكر أنه هذه هي المرة الثالثة التي يرفض فيها صالح توقيع الاتفاق الذي سيضع نهاية لحكمه الذي مضى عليه الآن 32 عاما. وقال الناشط وليد العماري لوكالة الأنباء الألمانية: «سنتصل بزعماء العشائر ورجال القبائل لمساعدتهم على أن يفهموا أن الرئيس مراوغ ولكي ننصحهم بألا ينجروا إلى حرب أهلية». وكان صالح اتهم المعارضة مرارا بجر البلاد إلى شفا حرب أهلية.
وفي موضوع ذي علاقة عبرت الولايات المتحدة مساء أول من أمس عن خيبة أملها الشديدة إزاء رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح توقيع المبادرة الخليجية الهادفة إلى حل الأزمة في اليمن. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان «إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء رفض الرئيس صالح المستمر للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي». وأضافت: «إنه يتنصل من التزاماته ويزدري التطلعات المشروعة للشعب اليمني». ولفتت كلينتون إلى أن صالح أصبح الآن الطرف الوحيد الذي يرفض قبول المبادرة. وقالت «نحضه على تنفيذ التزاماته المتكررة بنقل سلمي ومنظم للسلطة وضمان تلبية الرغبة المشروعة للشعب اليمني» مضيفة «لقد آن الأوان للتحرك». كما نددت كلينتون بمحاصرة الموالين لصالح السفارة الإماراتية في صنعاء. غير أن الولايات المتحدة أعلنت أمس أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنازله عن السلطة في غضون شهر! و«حضته على التحرك». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نعتقد أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الرئيس صالح للتوقيع على هذه المبادرة» التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي ووافقت عليها المعارضة ورفض الرئيس اليمني التوقيع عليها في اللحظات الأخيرة أول من أمس. وأضاف «نحضه على التحرك وحل هذا الوضع» و«الخروج من المأزق». هذا وقد أغلقت السفارة الأميركية في صنعاء القسم القنصلي بها أمام الجمهور لمدة يومين على الأقل لدواع أمنية بعد اندلاع اشتباكات بين قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح وخصومه أمس. وقالت السفارة في بيان بسبب الوضع الأمني الهش بالمدينة تم إغلاق القسم القنصلي أمام الجمهور يومي الثلاثاء والأربعاء 24 و25 مايو (أيار) 2011 وسيتم تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين الأميركيين فقط. وقدم صالح الشرط تلو الآخر ليوقع على المبادرة! واشترط أخيرا أن توقعها المعارضة معه في القصر الجمهوري! وذلك بعدما وقع قادتها عليها مساء السبت الماضي ضمن ترتيب قالت المعارضة إنه تم بالاتفاق مع الوسيط الخليجي. من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع سياساته تجاه اليمن، وندد برفض الرئيس علي عبد الله صالح المتكرر التوقيع على المبادرة الخليجية. وقال بيان صادر عن اجتماع مجلس الشؤون الخارجية أمس في بروكسل، بأن الاتحاد الأوروبي يتابع التطورات الحاصلة في اليمن بقلق شديد ويشجب إخفاق الرئيس صالح المتكرر للتوقيع على المبادرة الخليجية رغم موافقة جميع الأطراف السياسية عليها بمن فيهم الحزب الحاكم. كما دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس صالح للوفاء بالتزامه بنقل السلطة فورا. وشدد بيان الاتحاد الأوروبي على وجوب وقف أي استخدام للعنف ضد المحتجين السلميين بشكل فوري. وهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعة سياساته تجاه اليمن وأنه سيقدم ردا حسب تطورات الأوضاع. من جانبها اتهمت فرنسا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس بأنه غير مسؤول لرفضه التوقيع على اتفاق لنقل السلطة يؤدي إلى تركه الحكم. وقررت المعارضة اليمنية أمس تكثيف حركة الاحتجاج الشعبي غداة رفض صالح التوقيع على اتفاق التنازل عن السلطة. وكان صالح حذر المعارضة مساء أول من أمس من وقوع «حرب أهلية» ورفض التوقيع على اتفاق للخروج من الأزمة أعده مجلس التعاون وينص على تنحيه في غضون شهر.