مصر: خلافات بين شباب «الإخوان» وقادتهم حول الانسحاب من الحوار الوطني

«تنسيقية الثورة» تهدد بالعودة للميدان و«6 أبريل» تنظم حوارا للرد

TT

في الوقت الذي انسحب فيه شباب ثورة 25 يناير المصرية من جلسة الحوار الوطني، في يومه الثاني، على الرغم من عدم مشاركة رموز الحزب الوطني المنحل، الذي كان يرأسه الرئيس السابق، حسني مبارك، رفضت جماعة الإخوان المسلمين الانسحاب وقررت المشاركة.

وقال أحمد عبد الجواد، ممثل ائتلاف شباب الثورة من الإخوان لـ«الشرق الأوسط»، بعد انسحابه من جلسات الحوار، أمس: إن سبب عدم انسحاب «الإخوان» هو شعورها بـ«الحرج»، بعد وعدها لرئيس المؤتمر بالمشاركة في صياغة ورقة العمل المقترحة، ولرؤية مدي استجابة رئيس المؤتمر لأطروحاتهم.

كانت أولى جلسات لجنة الحوار الوطني الثانية قد بدأت أعمالها، أول من أمس، برعاية الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وبرئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي، رئيس الوزراء الأسبق.

وشهدت جلسات اليوم الأول أحداثا مؤسفة احتجاجا على دعوة بعض المنتمين للحزب الوطني المنحل والاعتماد على جدول أعمال مسبق بالمؤتمر، الأمر الذي دعا شباب الثورة، أمس، لمقاطعة الحوار الوطني نهائيًا، بعد أن وصفوه بـ«غير الفاعل»، بسبب استبعاده للقضايا ذات الأولوية، وعلى رأسها مطالب الثورة ومعالجة الانفلات الأمني وغيرها.

إلا أن الدكتور حجازي قال إن الفوضى التي حدثت في الجلسة الافتتاحية للحوار لم تكن وليدة اللحظة، وإنما تم الترتيب لها مسبقا، مؤكدا أنه تم إبلاغه بوجود محاولات متعمدة لإفشال الحوار، موضحا أن كثرة الائتلافات التي تمثل شباب الثورة ووجود العشرات منها دون تنظيم كان سببا في المشكلة، مطالبا بوجود هيئة أو مؤسسة تجمع هذه الحركات وتقنن وضعها.

ونفى حجازي صلته بتوجيه الدعوات لأعضاء الحزب الوطني المنحل، بقوله: «ليست مسؤوليتي فرز 750 اسما تم توجيه الدعوة لهم، وليس لدى قائمة سوداء بالأسماء التي لا يجب دعوتها».

ومن جانبه، قال محمد عادل، المسؤول الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل لـ«الشرق الأوسط»، إن حركته انسحبت من الحوار لعدم وجود آليات محددة للمؤتمر، وسيطرة رجال الحزب الوطني المنحل على المناقشات، وعدم التعرض لقانون مباشرة الحقوق السياسية والانتخابات التشريعية، معلنا اعتزام الحركة تنظيم لقاء شبابي لمناقشة الأطروحات والقضايا المهمة بعيدا عما سماها «مؤتمرات الحكومة».

وكشف داود حسن، المسؤول الإعلامي للجنة التنسيقية لجماهير الثورة لـ«الشرق الأوسط» أن «تنسيقية الثورة» تتوعد بالتصعيد والعودة مرة أخرى لميدان التحرير بسبب ما حدث في الحوار الوطني. واستبعد أحمد عبد الجواد، ممثل ائتلاف شباب الثورة من شباب «الإخوان»، العودة للاعتصام مرة أخرى في التحرير لظروف الفراغ الأمني، وامتحانات نهاية العام بالنسبة للطلاب، قائلا: «نرفض فكرة الثورة الثانية، فلدينا ثورتنا ومطلبها الوحيد تطهير البلاد واستبعاد كل رموز الحزب المنحل عن المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة، ومحاكمة رموز النظام السابق».

وأضاف عبد الجواد أن «ائتلاف شباب الثورة قرر تعليق مشاركته في الحوار الوطني، والانسحاب نهائيا من أعمال المؤتمر»، لافتا إلى أن الانسحاب ليس معناه أننا نريد فشل الحوار، بل على العكس كنا نعقد عليه آمالا كبيرة.

وأوضح أن «الإخوان» شاركوا، أمس، في الحوار، على الرغم من انسحاب بقية الكيانات مثل: «ائتلاف شباب الثورة والجمعية الوطنية للتغيير والأكاديميين المستقلين وحركة 6 أبريل»، قائلا: «ألقيت كلمة شباب (الإخوان) في الجلسة الافتتاحية، وتعرضت للاعتداء من إحدى السيدات، العضو بالحزب المنحل»، بسبب اتهامها لـ«الإخوان» بإحداث فوضى في البلاد.

وذكر عبد الجواد أن جماعة الإخوان أعلنت، أول من أمس، أنها لن تشارك في فعاليات اليوم الثاني في حالة وجود أعضاء الحزب المنحل والأوراق المعدة مسبقا، لافتا إلى أن الجماعة شاركت على الرغم من عدم تغيير أوراق المؤتمر المعدة سابقا.

وفسر عبد الجواد سبب عدم انسحاب الجماعة لشعورها بـ«حرج» بسبب وعدها للدكتور حجازي بالمشاركة، بناء على مطلبه، خلال افتتاح مقر الحزب الجديد لـ«الإخوان»، مرجحا أن يكون هدف الجماعة التعرف على مدى استجابة حجازي لأطروحاتهم.

وقال عبد الجواد: «سوف ننتظر التوصيات اليوم، وسوف نرفضها حتى لو تم التوافق عليها، لأننا لم نشارك في وضعها»، مضيفا أن «مشاركتنا في الحوار كانت بناء على دعوة من الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء»، لافتا إلى أن ما حدث في الحوار الوطني يدل على أن هناك محاولات لعدم الاستجابة لمطالب الشعب المصري، والالتفاف على الثورة التي أسقطت نظام مبارك.