السلطات توقف الرحلات خشية تغلغل الرماد في محركات الطائرات

TT

يرى خبراء في علوم البراكين أن إقدام السلطات على إغلاق المجالات الجوية في حالات البراكين، سببه المخاوف من تغلغل دقائق الرماد داخل محركات الطائرات ثم انصهارها هناك بفعل درجات حرارتها العالية، مما يؤدي إلى تحولها إلى كتل صلبة قوية تعيق عمل المحركات، ويؤدي إلى توقفها.

وفي حوادث الطيران التي وقعت في الثمانينات من القرن الماضي ومرت فيها طائرات في أجواء تحتوي على رماد بركاني في أجواء إندونيسيا وولاية آلاسكا في الولايات المتحدة، أدت دقائق الرماد المنصهرة إلى وقف عمل المحركات الأمر الذي قاد الطيارين إلى الهبوط بها إلى ارتفاعات أدنى كما تهبط الطائرات الشراعية، حيث شرعوا هناك في تشغيل محركاتها.

وكان الطيارون يلجأون في السابق إلى تسريع حركة الطائرات هروبا من الغمامة التي تحتوي على رماد البراكين، الأمر الذي كان يؤدي إلى ازدياد انصهار الدقائق التي تغلغلت فعلا إلى المحركات وبالتالي توقف المحركات عن العمل. أما التعليمات الحالية فتنص على إبطاء الطائرة لحركتها والشروع بالهبوط إلى ارتفاعات أدنى. وفي هذه الحالة يندفع الهواء البارد نحو المحركات بما يكفي لاقتلاع دقائق الرماد البركاني المتغلغلة.

ويتوقع خبراء الأرصاد أن الرماد الناجم عن بركان غريمسفوتن، الذي بدأ ثورانه في آيسلندا السبت الماضي، قد يتجه نحو أوروبا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكنه مجرد احتمال غير مؤكد، كما لا يمكن التكهن بمدة استمرار ثوران البركان. وعطلت مرحلة ثوران البركان الجديدة مرة أخرى حركة الملاحة الجوية في بعض المطارات الأوروبية بسبب تصاعد السحب من فوهة البركان تحت أكبر منطقة جليدية هناك.

وبعد إرسال طائرة علماء الأرصاد تم الإعلان عن حالة البركان التي بدأت تأخذ آثارها في إثارة القلق ساعة بعد ساعة، ليعيد للأذهان الثورة البركانية السابقة والسحابة السوداء الصادرة عن الجبل الجليدي إيافيالايوكل الذي بدأ نشاطه في نهاية 2009، وأدى ثوران البركان على نطاق أوسع إلى تعطيل خطوط الملاحة الجوية لمعظم الدول الأوروبية حتى منتصف العام الماضي، كما تسببت آثاره في إرباك حركة النقل الجوي على المستوى الدولي، وكبدت شركات الطيران خسائر قدرت بمليارات الدولارات.

ويعتبر بركان غريمسفوتن الذي يقع على جبل فاتنايوكول الجليدي جنوب شرقي آيسلندا من أكثر البراكين نشاطا حيث إنه ثار تسع مرات في الفترة من عام 1922 حتى 2004. وحسب تقارير أمس فإن وضوح الرؤية أصبح محدودا في قرية كركيوبياركلاوستور على بعد 70 كلم من فوهة البركان، كذلك في جزر وسلمان جنوب شرقي آيسلندا. وتشير التقارير إلى أن الرياح العالية تدفع الرماد شمالا فيما الرياح الخفيضة في الطبقات الأقرب إلى سطح الأرض تدفع الرماد نحو الجنوب والجنوب الغربي فيتساقط أرضا بشكل سريع ليتراجع خطره على الطيران.