عريقات: اعتراف رئيس وزراء إسرائيل بحدود 1967 هو المدخل لتحقيق السلام

الفلسطينيون يردون غدا على دعوة أوباما والعرب السبت.. وسيرمون بالكرة في ملعب نتنياهو

الملك عبد الله الثاني يتحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الملكي في عمان أمس (رويترز)
TT

قال مسؤولون فلسطينيون إن القيادة الفلسطينية سترد غدا الأربعاء على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لاستئناف عملية السلام، بتأكيدها على أن الكرة في الملعب الإسرائيلي.

وستجتمع القيادة الفلسطينية غدا، بعد عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من الأردن، للرد على دعوة أوباما على أن يتلوه اجتماع آخر للجنة المتابعة العربية السبت المقبل لنفس الغرض.

وقال صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، «سيتم التأكيد على نفس المواقف. لا يمكن العودة للمفاوضات من دون تحديد مرجعية عملية السلام، أي إقامة الدولة على حدود 1967، (كما قال أوباما) وهذا هو السبيل الوحيد أيضا لإلغاء فكرة الذهاب إلى مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) المقبل». وأردف: «وقف الاستيطان لشهور، والاعتراف بحدود 1967 مرجعية المفاوضات، يعني استئناف المفاوضات وإلغاء خطوة مجلس الأمن».

وأكد رأفت أن زيارة أبو مازن للأردن ولقاءه العاهل الأردني والاتصالات المكثفة التي أجراها مع رؤساء ومسؤولين في دول عربية تستهدف دعم هذا التوجه.

وكان يفترض أن تجتمع المنظمة الجمعة أو السبت الماضيين، بعد أن دعا أبو مازن لاجتماع طارئ فور انتهاء الرئيس الأميركي من إلقاء خطابه، غير أن التطورات الدراماتيكية فيما يخص الخلاف بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حملت الفلسطينيين على تأجيل الاجتماع والتشاور مع الدول العربية أولا. وطلب الفلسطينيون عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية لبلورة موقف واحد.

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قد قال أول من أمس إن عباس سيناقش مع القيادة الفلسطينية يوم غد في رام الله، وبعد ذلك، يوم السبت، مع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في الدوحة، ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما حول دولة فلسطينية على حدود عام 1967 بحدود مع الأردن ومصر.

وأضاف أبو ردينة أن الرئيس عباس كان أجرى سلسلة لقاءات عربية ودولية، وهناك تقدير من الجميع أن موقف الرئيس أوباما المتكرر من دولة على حدود 1967، هو خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح.

ولن يرفض الفلسطينيون دعوة أوباما، كما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» وإنما سيلقون الكرة في ملعب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عبر دعوته إلى الاعتراف بحدود 67 كحدود للدولتين، وفق ما قال أوباما.

وأكد صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، أمس، أن اعتراف إسرائيل بخطوط 1967 كحدود للدولتين، يعتبر المدخل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، معتبرا أن امتناع إسرائيل عن ذلك، سيعني أن الحديث عن عملية سلام هو مضيعة للوقت والجهد.

وشدد عريقات في بيان بعد لقائه فليبو غراندي، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أنروا)، ودانيال روبنستين، القنصل العام الأميركي، وفنسنت فين، القنصل العام البريطاني، وفردريك ديساغنيوس، القنصل الفرنسي العام، وتور وينسلاند، ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية، وكريس غرين شلدز، ممثل كندا لدى السلطة الفلسطينية، كل على حده، على حق الفلسطينيين في الذهاب إلى مجلس الأمن لانتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية رغم رفض أوباما لهذه الخطوة، وقال: «إن قبول دولة فلسطين بحدود الرابع من يونيو عام 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية كعضو في الأمم المتحدة، سيشكل ضمانة أكيدة للحفاظ على مبدأ الدولتين، خلافا لما تروج له الحكومة الإسرائيلية التي ترفض مبدأ الدولتين على حدود 1967، وتستمر في طرح العطاءات الاستيطانية وتحديدا في القدس الشرقية المحتلة وما حولها، وإن هذه الحكومة اختارت الماضي على حساب المستقبل، واختارت المستوطنات بدلا من السلام، والإملاءات بدلا من المفاوضات».

كما رد عريقات على رفض أوباما للمصالحة الفلسطينية، بقوله: «إن المصالحة الفلسطينية تعتبر ركيزة حقيقية لأي حل على أساس مبدأ الدولتين على حدود 1967 وكذلك المدخل الوحيد للوصول إلى صناديق الاقتراع، وإن على كل من يسعى لتحقيق السلام والديمقراطية أن يدعم المصالحة الفلسطينية».

وعلى أي حال ستشكل السلطة موقفا واضحا بعد اجتماع يوم غد، وهناك تباين كبير داخل الفصائل الفلسطينية نفسها المنضوية تحت إطار المنظمة من العملية السلمية برمتها.

غير أن الجبهة الشعبية قررت أمس استئناف حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بسبب «التطورات السياسية المفصلية».