خليفة بن لادن يخطط لعملية إرهابية كبيرة في لندن

محققون يكشفون وجود صلة بين سيف العدل ومقتل الصحافي بيرل

TT

أفاد مسؤولون سيف العدل بأن زعيم تنظيم القاعدة الجديد يخطط لتدبير عملية إرهابية كبيرة في لندن، وذلك للانتقام من الغرب لتصفية أسامة بن لادن. وقالت مصادر بريطانية إن هذه المعلومات أوردها المتحدث باسم حركة طالبان باكستان إحسان الله إحسان، والذي قال إن سيف العدل طالب بوضع خطة للقيام بهجوم إرهابي في العاصمة البريطانية. وقالت إن المصري سيف العدل تعهد بالانتقام لمقتل رئيسه السابق بعد فترة وجيزة من اختياره زعيما مؤقتا لتنظيم القاعدة، وأضافت أن «مسؤولي الأجهزة الأمنية البريطانية يخشون من قيام تنظيم القاعدة بشن هجوم على غرار هجمات مومباي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، حين هاجم مسلحون فنادق ومحطات القطارات الرئيسية في المدينة الهندية مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص». والتقى قياديون في «القاعدة» قبل فترة مع ممثلي طالبان في منطقة على الحدود الأفغانية الباكستانية، واعترفوا بسيف العدل كقائد جديد. يذكر أن سيف العدل، والذي يبلغ 50 عاما، يعد أحد القياديين الأساسيين في تنظيم القاعدة، وقد شارك في تدبير الاعتداءين الإرهابيين على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 اللذين أسفرا عن مقتل أكثر من 200 شخص. وقبل ذلك كان سيف العدل يحارب القوات السوفياتية بأفغانستان ونظم معسكرات لتدريب الإرهابيين في السودان وأفغانستان في التسعينات من القرن الماضي. بموازاة ذلك، ذكرت مصادر بريطانية أن سيف العدل القائد المؤقت لـ«القاعدة» أمر أتباعه بسحق العاصمة البريطانية، انتقاما لمقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن. ونسبت الصحيفة إلى إحسان الله إحسان المتحدث باسم حركة طالبان قوله «إن زعيمنا الجديد طلب وضع خطة كبيرة للندن، لاعتقاده بأن المملكة المتحدة هي العمود الفقري لأوروبا ويجب سحقها». ويأتي هذا التطور بعد أن كشفت ملفات عثرت عليها القوات الخاصة الأميركية في منزل بن لادن أن زعيم تنظيم القاعدة السابق وضع خططا لشن هجوم في مركز التسوق في مدينة مانشستر على يد خلية إرهابية تابعة إليه في المدينة، وتم تمرير الملفات إلى جهاز الأمن الداخلي البريطاني «إم أي فايف».

إلى ذلك أشار محققون أميركيون في تقرير إلى وجود علاقة بين سيف العدل الذي تم تعيينه مؤخرا قائد مؤقت لعمليات القاعدة ومقتل دانييل بيرل، الصحافي الأميركي، في باكستان عام 2002. وكان الصحافي الذي يعمل في «وول ستريت جورنال» قد اختطف في مدينة كراتشي بباكستان في يناير (كانون الثاني) عام 2002 أثناء بحثه في موضوع صحافي عن المسلحين الأصوليين وتم قطع رأسه فيما بعد. واكتشف محققو «بيرل بروجيكت» أن العدل قد ناقش اختطاف بيرل مع خالد شيخ محمد المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001.

وقال المحققون في تقرير صدر في يناير الماضي: «أخبر خالد شيخ محمد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه زج به في عملية الاختطاف من قبل قائد رفيع المستوى في القاعدة وهو مصري يدعى سيف العدل».

وأقام أساتذة وطلبة الصحافة مشروع «بيرل بروجيكت» بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة للتحقيق في عملية اختطاف وقتل بيرل. وتوضح الصلة بين العدل ومقتل بيرل العلاقة القديمة بين تنظيم القاعدة والجيش الباكستاني التي كانت مزدهرة ليس فقط في شمال غربي البلاد على الحدود الأفغانية، بل أيضا في كراتشي ومدن أخرى. من جهتها كشفت «صنداي إكسبريس» أن أكثر من 25 عميلا من وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» يجوبون شوارع بريطانيا، بعد بروز تفاصيل عن وجود مخطط لمهاجمة مانشستر. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة ستكرر العملية العسكرية التي انتهت بمقتل أوباما إذا علمت بوجود قادة آخرين لـ«القاعدة» في باكستان. وأضاف أوباما أن «الولايات المتحدة حريصة على سيادة باكستان» ولكنها لا تسمح بأن تتبلور خطط معادية دون أن تتخذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تنفيذها»، على حد قوله. وتابع أوباما في مقابلة مع «بي بي سي»: «مهمتنا حماية الولايات المتحدة. نحن نحترم سيادة باكستان ولكن لن نسمح لشخص بقتل مواطنينا أو مواطني حلفائنا»، على حد تعبيره. وقامت قوات خاصة أميركية في الثاني من مايو الجاري بتنفيذ عملية داخل باكستان انتهت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد 10 سنوات من فشلها في ذلك.