مسؤولون أفغان يرجحون وفاة الملا عمر

طالبان أفغانستان تنفي وباكستان تشكك

TT

رجحت مصادر أفغانية مسؤولة أمس وفاة زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر، إلا أنها لم تؤكد بصورة جازمة وفاة القيادي الذي أطاح الغزو الأميركي لأفغانستان أواخر عام 2001 به عن سدة الحكم، ويتصدر قائمة المطلوبين للقوات الأميركية، وقال لطف الله مشعل، الناطق باسم مديرية الأمن القومي بأفغانستان، إن الملا عمر فقد أثره منذ 5 أيام، مضيفا: «مصادرنا وكبار قيادات طالبان فشلت في الاتصال به». وأعرب مشعل عن أمله في وفاة الزعيم الروحي للحركة التي تقاتل قوات التحالف الدولية والقوات الأفغانية منذ الغزو الأميركي. ونادرا ما يظهر عمر الملتحي، وهو بعين واحدة، في العلن وفر مع باقي القيادة الأفغانية إلى بلدة كويتا الباكستانية بعد أن أطاحت القوات الأميركية والأفغانية بحكومة طالبان أواخر عام 2001 وشكلوا هناك مجلس «شورى كويتا».

من جهته، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمحطة «سي إن إن» إنه لا توجد مؤشرات حول صحة الشائعات التي قالت إن الملا محمد عمر قد مات. في حال تأكدت وفاة الملا عمر فسوف تعتبر بمثابة ضربة قاصمة لحركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، بعد وفاة أسامه بن لادن، الذي قتل بعملية أميركية في منطقة «أبوت آباد» الباكستانية مطلع مايو (أيار) الجاري.

يذكر أن الملا عمر يأتي على رأس قائمة المطلوبين للقوات الأميركية، وتتهمه باستضافة بن لادن في أفغانستان، قبل وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وعرضت الحكومة الأميركية 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض على الملا عمر، وهو بعين واحدة، الذي توارى عن الأنظار منذ فراره من وجه القوات الأميركية. إلى ذلك نفت حركة طالبان أمس التقارير التي أفادت بأن الملا عمر قد قتل في باكستان ووصفتها بأنها دعاية من جانب العدو لإثارة القلق في صفوف المتمردين. وذكرت شبكة «تولو» الخاصة أمس أن الملا عمر قتل أثناء سفره من مدينة كويتا الباكستانية إلى وزيرستان الشمالية. وقال مسؤول استخباراتي أفغاني رفض الإفصاح عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية: «نعم لقد قتل». وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان هاتفيا من مكان مجهول «نحن ننفي هذه التقارير بشدة». وأضاف «هذه كلها جهود من قبل الأعداء وأجهزتهم الاستخباراتية لإثارة القلق بين المجاهدين». مشيرا إلى «أنه في أفغانستان ويقود الجهاد والمجاهدين». وقال مجاهد «لقد اتصلت بمصادر ذات صلة وأكدت ذلك». كما نفى مسؤول استخباراتي باكستاني هذه التقارير. وقال المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته «ليس لدينا معلومات تفيد بمقتل الملا عمر».

وأضاف «ليس هناك دلالات على قيام القوات الباكستانية أو الأميركية بأي عمليات مؤخرا في المنطقة كما ذكر في التقرير». ويختبئ الملا عمر منذ أواخر عام 2001 عندما تم عزل نظام طالبان على أيدي القوات الدولية بقيادة أميركا لقيامه بإيواء أسامة بن لادن.