تواصل المظاهرات في سوريا.. وإحراق علم حزب الله في حمص

التلفزيون السوري يعرض اعترافات جديدة لمجموعات «إرهابية» يقولون إنهم حصلوا على الأموال والسلاح من لبنان

صور الأسد تملأ واجهة أحد المحال السورية في دمشق أمس (أ.ب)
TT

تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في سوريا بعد «جمعة أزادي» أي الحرية باللغة الكردية، وشهدت الأيام الثلاثة الماضية مزيدا من الاحتجاجات والمظاهرات الليلية، إضافة إلى جنازات التشييع التي تحولت إلى مظاهرات عارمة في مدن ومناطق كثيرة في سوريا، في مقدمتها محافظتا حمص وإدلب، حيث وقع العدد الأكبر من الضحايا منذ يوم الجمعة.

وخرجت، بعد ظهر أمس، مظاهرة نسائية في دوما، وكانت قد خرجت مساء أول من أمس مظاهرات ليلية في المعضمية ودوما في ريف دمشق، في وقت اشتد فيه الحصار على بلدة سقبا ومنع الدخول والخروج منها. وليل أول من أمس أيضا خرجت مظاهرات ليلية في حمص في حي الإنشاءات وحي القصور وعدة أحياء أخرى، وفي منطقة تل النصر، حيث أحرق المتظاهرون، للمرة الأولى، علم حزب الله اللبناني، وهتفوا: «لا حزب الله ولا إيران». وقال ناشطون: إن الكثير من المتظاهرين في سوريا وفي المناطق الأكثر سخونة، يتهمون النظام السوري بأنه «يستعين بقناصة من حزب الله أو عناصر مدربين في إيران». إلا أن أحدا لم يؤكد هذه المعلومات بحسب الناشطين، لكن وجود شائعات كهذه يفسر سبب غضب الشارع.

وفي بلدة تلبيسة أضيئت الشموع ليلة أول من أمس وكتب بها «الشعب يريد إسقاط النظام» وأقيمت صلاة الغائب على أرواح الضحايا. وكذلك في مدينة الرستن ومدينة حماه. وفي إدلب لم تتوقف المظاهرات، لا سيما في القرى التي سقط فيها عدد كببر من القتلى. وأمس شيعت قرية أم مويلات الشهيد العسكري حميد محمد العيسى الذي قيل إنه قتل برصاص قوات الأمن في حمص. كما شيعت مدينة القصير أمس الشاب أحمد المصري الذي كان معتقلا وقيل إنه قضى تحت التعذيب، مع الإشارة إلى أن هذا الشاب كان يعاني مرضا عصبيا. وسبب موته تحت التعذيب صدمة كبيرة في المدينة التي تشيع شهيدها الثاني خلال أقل من أسبوع.

وفي تطور جديد، بث ناشطون على موقع «فيس بوك» مقاطع فيديو تظهر مشاهد مروعة، ويظهر المقطع جثثا لـ3 أشخاص وقد هشم الرصاص رؤوسهم، وإلى جانبهم معلبات ومواد غذائية. وأكد أحد الناشطين أن القتلى الذين ظهروا في الفيديو هم من «الفلسطينيين المدنيين من مخيم درعا، وقد حاولوا إدخال معونات للأهالي حين اصطادهم رصاص قناصة النظام» عندما كانت درعا محاصرة الشهر الماضي. ويسمع صوت رجال الأمن، ويبدو أنهم من المداهمة بحسب الحوار الدائر بينهم، وهم يقلبون الجثث، يقولون «البركة كلها بالرأس»، أي أن الإصابات كلها بالرأس. ويرد آخر: «انظر هذا الدم من هذا الخنزير الكلب.. شوف المعلبات والأكل شوف». وأثارت هذه المقاطع استياء واسعا لدى السوريين الذين شاهدوها، وأكد أحد الناشطين أنه تم حذفه من موقع «يوتيوب». كما بُثت أيضا مقاطع فيديو لقتلى من قرية المسيفرة في درعا قيل إنهم قضوا تحت «التعذيب الوحشي» وقد عرضت قناة «الجزيرة» مقطع فيديو منها قالت إنها حصلت عليه بشكل حصري. هذا ويستمر الوجود الأمني المكثف في محافظة درعا وغيرها من المدن التي تشهد تصاعدا في حركة الاحتجاجات مع استمرار حملة الاعتقالات الواسعة من جنوب البلاد إلى شمالها. فعدا اعتقال العشرات في درعا، أعلن، أمس، في شبكة «أخبار أوغاريت الإلكترونية»، أن عدد المعتقلين في «مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة، شرق البلاد، بلغ حتى الآن 78 معتقلا، وأنه تم توجيه الاتهامات للدفعة الأولى من المعتقلين بالخروج للتظاهر من دون تصريح وتوهين نفسية الأمة». وقالت الشبكة إنه تم اعتقال الدكتور محمد عوض العمار من قرية نمر في محافظة درعا، وهو أحد الموقعين على وثيقة «إعلان دمشق»، وإنه تم اعتقاله بعد توجيه رسالة مصورة إلى النظام السوري عبر موقع «يوتيوب» وإنه موقوف في سجن عدرا في ريف دمشق.

وفي تلك الأثناء تداول ناشطون، في الصفحات الإخبارية على موقع «فيس بوك»، خبرا نقل عمَّن قالوا إنه «مصدر موثوق» يفيد بانشقاق ضابط في الجيش (برتبة عقيد) في باب السباع بحمص يوم الجمعة الماضي، وأنه «هتف مع المتظاهرين وحاول الأمن قتله، لكن الأهالي ساعدوه على الهرب». ولم يتم التأكد من الخبر.

من جهته، استمر التلفزيون السوري بعرض صور لأسلحة وذخيرة وأموال يقول إنه تمت مصادرتها من قبل مجموعات مسلحة معارضة. وعرض التلفزيون، أمس، اعترافات أعضاء في الجماعات وصفها بأنها إرهابية تلقي السلطات اللوم عليها في أعمال العنف. وحكى أعضاء الجماعات رواياتهم عن كيف انضموا للجماعة ومن أين حصلوا على المال والسلاح لقتال السلطات السورية. وقال علي زيدان الناصر، الذي عرفه التلفزيون بأنه زعيم جماعة إرهابية تعمل بدرعا: إن الجماعة صنعت قنابل باستخدام مسامير ومواد كيماوية. وقال معتقل آخر إنهم حصلوا على السلاح عن طريق لبنان. ووصف عبد القادر الزير عملية توزيع السلاح بأنها كانت على من قال إنهم يتولون حماية المنطقة.. وأضاف أن السلاح كان يأتي من لبنان ويخزن في مسجد.