السفير الأفغاني في القاهرة: قادرون على حماية بلادنا بعد خروج قوات التحالف

نصير نور لـ «الشرق الأوسط»: بن لادن تسبب في وصم المسلمين بالإرهاب

د. نصير أحمد نور السفير الأفغاني في القاهرة (تصوير: عبدالله السويسي)
TT

قال الدكتور نصير أحمد نور، السفير الأفغاني في القاهرة، إن مواقف بن لادن وتنظيم القاعدة أضرت الإسلام والمسلمين وتسببت في وصفهم بالإرهابيين.

ودعا نور في حوار مع «الشرق الأوسط» خليفة بن لادن وأتباعه لتغيير نهجهم. وحول الأوضاع داخل أفغانستان، أكد السفير نور أنه «لا توجد أزمة أمنية حاليا، وأن القرى الأفغانية آمنة والاضطرابات بعيدة عن أراضينا»، مشيرا إلى قدرة بلاده على السيطرة على الأوضاع حال خروج قوات التحالف، وقال: «نحن لا نخاف أي شيء، وقادرون على حماية أمن بلادنا».

وعن كيفية استقباله لخبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، قال نور إنه بعد خروج السوفيات من أفغانستان اختلف توجه بن لادن، كما اختلف توجه حركة طالبان، وتسببت تصرفاتهم في وصف الإسلام بالإرهاب، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وهو ما دفع الدول الغربية لمحاربته ودخول بلادنا، وأصبحت الدول الإسلامية تلجأ إلى الغرب بدلا من أن تتقارب فيما بينها، مشيرا إلى أن علمه بمقتل بن لادن جاء من مصدر الحدث نفسه، وهو أميركا، وقال: «على الرغم مما تناولته وسائل الإعلام والصحف من جدل حول توقيت الإعلان عن قتله، فنحن لا نستطيع أن نجزم بأن بن لادن مات في ذلك التوقيت أو لم يمت، وإذا كان لدى أحد أدلة كافية لإثبات صحة كلامه بعكس ذلك فليقدمها».

وعما إذا كان يعتقد أن بلاده شاركت في عملية قتل بن لادن، قال إنها «لم تشارك»، لافتا إلى انشغال بلاده بأمورها الداخلية واستقرار أمنها، و«ما حدث كان خارج أراضينا، وعلى الرغم من ذلك لم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى هذا الحد».

وقال السفير نور عن حقيقة الدور الباكستاني في عملية مقتل بن لادن: «في البداية يجب أن نعلم أن باكستان تتمتع بشراكة استراتيجية مع الدول الغربية، خاصة أميركا، منذ أواخر الحرب الباردة، وهذه العلاقة مستمرة حتى الآن، أما بخصوص المناوشات الكلامية بين الجانب الباكستاني والأميركي والتصريحات المتناقضة لعدد من المسؤولين في باكستان بشأن دور إسلام آباد في العملية، فتستطيع أن تقرأ في التصريحات الباكستانية بين السطور أن هناك تعاونا حدث بين الجانبين».

وأضاف السفير الأفغاني قائلا: «إن رجلا مطاردا بحجم بن لادن وهناك جائزة كبيرة معلنة لمن يرشد عنه، وهو موجود هو وزوجاته في منطقة شبه عسكرية قريبة من العاصمة الباكستانية، بالإضافة إلى أن التصريحات الأميركية تشكر باكستان على تعاونها. وبالتالي فإن المنطق يقول إن مقتل بن لادن تم بترتيبهم وكان هناك تنسيق لقتله».

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي في بلاده قال السفير نور إنه «لا توجد أزمة أمنية في أفغانستان.. القرى الأفغانية آمنة والاضطرابات بعيدة عن أراضينا، وإلا فلماذا لم يُقتل بن لادن في بلادنا».

وكشف عن الاستراتيجية الأميركية الخاصة بتسليح التجمعات القبلية لمواجهه حركة طالبان، بقوله إن «الذي يواجه هذه التنظيمات هي قوات التحالف الأجنبية، ولا شأن للقبائل الأفغانية بهذه المواجهات، وعند حدوث أي خلافات بين القبائل وبعضها، يكون على أثر مشكلات طبيعية من الممكن حدوثها في أي مكان».

وعن موعد خروج قوات التحالف من أفغانستان، وقدرة السلطات المحلية على السيطرة على الأوضاع الأمنية، قال السفير نصير نور إن قوات التحالف تقوم الآن بتسليم المسؤوليات الأمنية بالتدريج إلى القوات الأفغانية.. «كما أعلنت الولايات المتحدة عن الخروج التدريجي مع منتصف العام الحالي وحتى عام 2014، وهناك ترتيب بكيفية الخروج والأوضاع بعد الخروج، فيما يسمى بالشراكة المستقبلية بين أميركا وأفغانستان»، مشددا على قدرة الحكومة على حماية أمن بلادنا. وقال: «لكن على الرغم من ذلك لا بد أن يعي الجميع أن أمن أفغانستان من أمن المنطقة والعالم، ولا بد أن تهتم وتسعى دول العالم لأمن واستقرار بلادنا للحفاظ على أمن المنطقة».