عضو «تنفيذية» منظمة التحرير: تطبيق اتفاق المصالحة لن يتأثر بخطاب الرئيس الأميركي

حماس ترفض خطاب أوباما وتدعوه لممارسة الضغوط على إسرائيل

TT

رفضت حركة حماس بشدة مطالبة الرئيس أوباما لها بالاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بينها وبين السلطة. وتعقيبا على الخطاب الذي ألقاه أوباما مساء أول من أمس، قال حسين كويك، القيادي في الحركة، إنه كان يتوجب على أوباما أن يمارس ضغوطه على الطرف الذي يمارس الاحتلال والقتل والقمع والاستيطان والقتل، لا على الطرف الذي وقع ضحية للاحتلال وعربدة القوة.

وفي تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، قال كويك إن المنظمات اليهودية تمارس الابتزاز السياسي ضد أوباما لأنه يدرك أن نجاحه في الانتخابات القادمة متوقف على دعم اليهود الأميركيين. وأضاف: «كنا نتوقع أن يطالب أوباما إسرائيل بوقف الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي، لكنه لم يفعل هذا، وحاول نقل الضغط للطرف الذي يعتقد أنه الأضعف، لذلك هو ارتكب خطأ كبيرا». وحذر كويك من مغبة تأثر القيادة الفلسطينية بالخطاب الذي ألقاه أوباما، مشددا على ضرورة المضي قدما نحو إنجاز المصالحة الوطنية حتى تحقق أهدافها كاملة. وأوضح أن هناك مؤشرات تبعث على القلق، سيما مواصلة عمليات الاعتقال السياسي واستدعاء نشطاء حركتي فتح وحماس، مشددا على وجوب إنهاء حالة الانقسام وتنفيذ كل ما جاء في اتفاقية المصالحة.

ودعا كويك الرئيس عباس لاتخاذ إجراء عاجل بإغلاق ملف الاعتقال السياسي مرة وللأبد من أجل إيجاد ظروف مناسبة لإنهاء حالة الانقسام.

من ناحيته، أكد تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن «الموقف السلبي، الذي اتخذه أوباما تجاه المصالحة الفلسطينية الداخلية لن يؤثر على مخططات القوى الفلسطينية لوضع اتفاق المصالحة موضع التنفيذ».

وفي تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، قال خالد إن أوباما في خطابه أمام مؤتمر «أيباك» أمس تبنى تماما الموقف الإسرائيلي من المصالحة، مشددا على أن إنجاز المصالحة يخدم الجهود الهادفة لتحقيق تسوية سياسية للصراع.

وشدد خالد على أنه باستثناء الأميركيين، فإن جميع القوى الإقليمية والدولية تشجع الفلسطينيين على استكمال مشروع المصالحة على اعتبار أنها تخدم بشكل وثيق فرص تحقيق تسوية سياسية للصراع وليس العكس. واستهجن خالد حديث أوباما بأن المصالحة تمثل عائقا أمام المصالحة، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن شأن فلسطيني داخلي، ليس من شأن الجانب الأميركي. وأكد أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه أن يقبل بأن يعلن كل فصيل فلسطيني اعترافه بإسرائيل، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأحزاب الإسرائيلية التي تشارك في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم لا تعترف بمنظمة التحرير، ولا تقر بحقوق الشعب الفلسطيني، مثل الحزب الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وحركة شاس المتدينة.

وأضاف: «كنا نتوقع من الرئيس أوباما أن يعلن أنه لا يمكن أن يتحقق السلام مع الاستيطان والتهويد وتواصل العدوان، بدلا من اتخاذ هذا الموقف غير المبرر من المصالحة الفلسطينية». وانتقد خالد ازدواجية المعايير الأميركية كما بدت في خطابي أوباما، حيث إنه من جانب «يحاول شراء التحولات الديمقراطية في العالم العربي بالمال، ومن جانب آخر يبيعها بالسياسة».

ودعا خالد أوباما إلى تبني موقف متوازن من الصراع، مستهجنا أن يرد مصطلح إسرائيل في خطاب أوباما نحو 23 مرة. وحذر من أن الموقف الذي عبر عنه أوباما سيشجع نتنياهو واليمين المتطرف على مواصلة التنكر لمتطلبات عملية التسوية.

من ناحيتها، دعت وزارة الخارجية في حكومة غزة برئاسة إسماعيل هنية منظمة التحرير الفلسطينية إلى مراجعة مواقفها السياسية وعدم الركون إلى المواقف الأميركية المنحازة إلى الاحتلال بشكل مطلق، وذلك بعد خطاب الرئيس أوباما أمام مؤتمر «أيباك». وفي بيان صادر عنها أمس، قالت الوزارة إن خطاب أوباما «يثبت أنه يتبنى المواقف والسياسات الإسرائيلية بشكل تام، وبطريقة خارجة عن المألوف في دعم الاحتلال وترسيخه على الأراضي الفلسطينية دونما حساب أو اعتبار لأي حقوق أو طموحات فلسطينية».

وأضافت «هذا التجاهل المتعمد للحقوق الفلسطينية من قبل أوباما يفضح سياسة البيت الأبيض في محاولاته المستمرة خداع الفلسطينيين واستدراجهم بكلمات معسولة حول السلام والتفاوض وإقامة الدولة».