اليمن: القصف مستمر على قصر الأحمر.. وتعزيزات عسكرية كبيرة تحيط بالمنطقة

6 قتلى وعشرات الجرحى في تجدد قصف منزل زعيم «حاشد».. والأحمر يحمل صالح وأولاده المسؤولية

رجال قبائل مسلحون بالقرب من منزل الشيخ الأحمر أمس (أ.ب)
TT

واصلت قوات الأمن والجيش اليمني، أمس، ولليوم الثاني على التوالي قصف منزل الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر، زعيم قبيلة حاشد القوية والموالي لـ«ثورة الشباب»، وسقط المزيد من القتلى والجرحى في المواجهات بين الطرفين، في حين تحولت صنعاء إلى ثكنة عسكرية وساحة حرب.

وعند ظهر أمس وعندما كان هناك اجتماع موسع لمشايخ اليمن في منزل الأحمر، جددت قوات الأمن والجيش قصف قصور آل الأحمر في حي الحصبة بوسط صنعاء قبل تبادل للقصف من مناطق عدة، وقال أحد جيران الأحمر لـ«الشرق الأوسط» إن 9 انفجارات قوية هزت القصر الرئيسي ويعتقد أنها أدت إلى إعطاب المضادات الأرضية الموجودة في القصر.

وحسب شهود عيان، فإن دبابات ومدافع قوات الأمن والجيش أطلقت قذائفها نحو قصر الأحمر من مبنى وزارة الداخلية ومن داخل «حديقة الثورة»، وقالت المصادر إن مسجد رابعة المجاور للقصر تضرر جراء القصف، وأدى القصف إلى نزوح مئات العائلات من الحي السكني مع كثافة القصف وعشوائيته، وتفيد مصادر طبية بسقوط ما لا يقل عن 6 قتلى وعشرات الجرحى في الاشتباكات الجديدة، وقال مواطنون إنهم شاهدوا النيران وأعمدة الدخان تتصاعد من مبنى وزارة الداخلية بعد أن تعرض للقصف.

وعززت قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن من آلياتها العسكرية الثقيلة في الشوارع والطرق المؤدية إلى حي الحصبة، في حين تمركزت قوات أمنية ومسلحون مدنيون فوق أسطح بعض المباني في شارع مأرب القريب من الحي، وقامت قوات الأمن بمنع السيارات المارة من الاقتراب من المنطقة، في وقت شوهدت، مساء أمس، نحو 10 مدرعات تتبع قوات الأمن المركزي وهي تتجه صوب الحصبة من اتجاه جولة الشيراتون وشارع النصر، كما شوهدت آليات الأمن المركزي وهي توزع الذخيرة على أفرادها في أكثر من نقطة ومنطقة أمنية.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، بذلت شخصيات قبلية وأمنية مساعي لإيقاف المواجهات، ومن أبرز الوسطاء اللواء غالب القمش، رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات) الذي ينتمي إلى نفس قبيلة ومنطقة الأحمر، وكذا أحمد أبو حورية، عضو مجلس النواب، غير أن تجدد المواجهات أعاق جهود الوساطة، وحمل بعض الوسطاء الرئيس علي عبد الله صالح مسؤولية تجدد القصف على منزل الأحمر أثناء وجود لجنة الوساطة والمئات من مشايخ القبائل.

وتبادلت السلطات اليمنية وآل الأحمر الاتهامات بشأن أحداث العنف المستمرة في قلب صنعاء، وحمل الشيخ صادق الأحمر الرئيس علي عبد الله صالح وأولاد أخيه وبعض مسؤوليه، مسؤولية ما جرى، وقال إن الإقدام على العمل العسكري، جاء بعد أن قام صالح «منذ عدة أسابيع باستحداثات عسكرية وحشد مجاميع مسلحة في أماكن قريبة من المنزل». أضاف البيان أن «الأسوأ من ذلك هو استخدام رأس النظام للمنشآت الرسمية المجاورة كمواقع تموضع عسكري ومباشرة الرماية منها، الأمر الذي اضطر أفرادنا لدخول بعض تلك المنشآت المطلة على المساكن وطرد المجاميع المسلحة منها حفاظا على الأنفس ودرءا للفتنة التي يريدها علي صالح وأولاده»، وحمل الأحمر وإخوانه «رأس النظام كافة التبعات التي حصلت جراء هذا الاعتداء الغادر الذي نتج عنه سقوط 5 شهداء من الحراسة الخاصة بمنزل المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر».

وقال بيان الأحمر وإخوانه إن «هذه الاعتداءات والجرائم لن تثنيهم عن أدوارهم الوطنية واستمرارهم في مناصرة ثورة الشعب السلمية حتى تتحقق أهدافها، واعتبروا أنفسهم مشاريع شهداء لهذه الثورة التي أبهرت العالم وشهد بسلميتها الشعب اليمني والعالم وأن على علي صالح أن يدرك أن إرادة الشعوب هي من إرادة الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

من جانبها، اتهمت وزارة الداخلية اليمنية من سمتها «عصابات الأحمر» بمهاجمة منشآت حكومية ومساكن المواطنين بالقذائف والرصاص، وقال مصدر أمني في الوزارة إن «أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة قاموا (أمس) بالانقلاب على الوساطة وهاجموا وزارة الداخلية ومعسكر شرطة النجدة ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ)»، وإنهم «هاجموا أيضا وزارة السياحة ومبنى شركة الخطوط الجوية اليمنية ومنازل عدد من المواطنين في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء بإطلاق القذائف والرصاص الكثيف وذلك لليوم الثاني على التوالي»، وحمل المصدر الأمني «أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة مسؤولية النتائج المترتبة على سفك دماء المواطنين الأبرياء وأعمال التدمير والتخريب واعتداءاتهم على المصالح والمؤسسات الحكومية وعلى المواطنين وممتلكاتهم وعلى رجال الأمن وبث حالة الخوف والهلع في نفوس المواطنين القاطنين في المنطقة».

وفي سياق ردود الفعل على التطورات الجارية، اعتبرت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» تجدد قصف منزل الأحمر في حضور الوسطاء بأنه «أعراض لحالة هستيريا يعيشها الرئيس صالح وحاشيته»، وأنهم مصرون على «الزج بالبلاد في أتون حرب أهلية»، وقال بيان صادر عن المعارضة إن «تجدد الاعتداءات على منزل الشيخ الأحمر بمختلف أنواع الأسلحة، مخترقا اتفاق الهدنة المبرم وتعمد تنفيذه أثناء انعقاد اجتماع مشايخ اليمن المتضامنين معه وبحضور الوسطاء، هو تأكيد على ما أصاب صالح وحاشيته من حالة جنونية جراء التضامن الواسع من كل أرجاء اليمن مع الشيخ الأحمر تجاه الاعتداءات السافرة على منزله».

وأضافت المعارضة اليمنية أن «ما يحدث منذ يومين من اعتداءات آثمة بمختلف أنواع الأسلحة باستخدام قوات عسكرية وأمنية يفترض أنها لحماية اليمن أرضا وشعبا، روعت الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ في أحد أكبر أحياء العاصمة صنعاء اكتظاظا بالسكان، هي واحدة من الجرائم التي يرتكبها صالح ضد الإنسانية ويتوجب إضافتها لسلسلة جرائمه السابقة في كل أرجاء الوطن وملاحقته بسببها أمام القضاء الوطني والدولي».