«الشرق الأوسط» تستعرض خريطة المواجهات المسلحة بين آل الأحمر ونظام صالح

المواجهات تدور في حي به العديد من المقار والمنشآت الحكومية الحساسة

TT

تدور المواجهات العسكرية المسلحة بين قوات الأمن والجيش اليمني، من جهة والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الأحمر، من جهة أخرى، تحديدا في حي الحصبة الذي توجد فيه العديد من المقار والمنشآت الحكومية الهامة والحساسة.

ومنزل الأحمر هو عبارة عن قصر منيف يتوسط المنطقة وتحيط به عدة مبان تابعة لأفراد الأسرة التي تعتبر الحصبة مقر سكنها الرئيسي في العاصمة صنعاء، ويقابل القصر، مباشرة، مبنى الإدارات العامة لشركة «الخطوط الجوية اليمنية»، وعلى بعد بضع عشرات الأمتار توجد وزارة الداخلية وإلى جوارها معسكر قوات النجدة ومن الجهة الجنوبية يوجد مبنى وزارة الصناعة والتجارة ثم مبنى وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وكذا مبنى وزارة السياحة، من الجهة الغربية توجد وزارة الإدارة المحلية بالقرب منها مبنى المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وإلى جواره مقر الغرفة التجارية والصناعية.

ولا يقتصر وجود أسرة الأحمر على منزل أو قصر واحد فقط، فلديهم عدد غير قليل من المباني في المنطقة، إضافة إلى انتشار أنصارهم هناك وفي المناطق المجاورة وبالأخص في شارع عمران.

ومنذ وفاة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ اليمن ورئيس مجلس النواب السابق، توترت العلاقة بين أبنائه والرئيس علي عبد الله صالح، فقد كان الأحمر الأب حليفا وداعما قويا ومهما ومؤثرا لحكم نظام الرئيس صالح خلال العقود الماضية.

وخلف الشيخ صادق الأحمر والده في زعامة قبائل حاشد التي ينتمي إليها الرئيس صالح نفسه، وإلى وقت قريب كانت ما زالت علاقته جيدة بصالح وقد كان على رأس الوساطة القبلية بين النظام والمعارضة عندما اندلعت الأحداث الجارية في البلاد، مطلع فبراير (شباط) الماضي، إلا أنه ما لبث وأعلن انضمامه ودعمه لثورة الشباب، بعد أن فشلت الوساطة، وحمل الرئيس علي عبد الله صالح فشل الوساطة أكثر من مرة.

وقد بات جميع أبناء الأحمر في صف الثورة التي تنادي بالإطاحة بنظام الرئيس اليمني ومن أبرزهم، إلى جانب صادق، الشيخ حميد الأحمر، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، أمين عام لجنة الحوار الوطني المعارضة، وهو، أيضا، من كبار رجال المال والأعمال في البلاد، وحميد الأحمر لا يخفي معارضته الشديدة للنظام ورأسه وتتهمه بعض دوائر الحكم بتمويل الاحتجاجات، وإلى جانبه انضم شقيقه الآخر، وهو حمير الأحمر، نائب رئيس مجلس النواب وبقية أشقائه.

ويعتقد المراقبون أن الصراع المسلح الدائر في صنعاء بين آل الأحمر وقوات النظام، يرجع إلى صراع نفوذ وسلطة، فأسرة الأحمر كبيرة ونافذة، إلا أن المراقبين يعتقدون أيضا أن نفوذها القبلي، من دون شك، سيؤلب القبائل اليمنية في جميع المحافظات ضد نظام صالح الذي يعتقد أنه فقد القدرة على التواصل والتأثير على رموز ووجهاء كبرى وأهم القبائل اليمنية منذ اندلاع الثورة ضده ودعمها ورعايتها من قبل أسرة آل الأحمر وكذا اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع الذي لا ينتمي لنفس الأسرة وإنما ينتمي إلى نفس منطقة الرئيس صالح.