جوبيه يستبعد استمرار الحرب في ليبيا أبعد من «عدة أشهر»

«انزعاج» فرنسي من تراجع الدور العسكري الأميركي

TT

بينما سيتناول قادة مجموعة الدول الثماني الأكثر تصنيعا، في قمتهم التي تبدأ في مدينة دوفيل الفرنسية غدا، ملف ليبيا ومستقبل العمليات العسكرية التي يقوم بها الحلف الأطلسي - سعى وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه إلى «طمأنة» المتخوفين من أن يكون الحلف الأطلسي والدول المشاركة في العلميات العسكرية بصدد الغرق في الرمال الليبية إلى أزمنة غير معروفة، وربما على غرار ما هو حاصل في أفغانستان حيث الحرب مستمرة منذ عشرة أعوام. واستفاد جوبيه من جلسة المناقشات العامة في الجمعية الوطنية أمس، ليقدم عرضا لرؤية الحكومة الفرنسية لمجريات الحرب في ليبيا، التي تشكل القوات الفرنسية مع القوات البريطانية عمودها الفقري. وجاء كلام جوبيه بعد أن قررت باريس إرسال طوافاتها القتالية وعددها 12 من طراز «تايغر» من أجل ضمان «تسديد ضربات (أرضية) أكثر دقة» مما تقوم به الطائرات الحربية. ويمكن اعتبار أن كلام جوبيه موجه بالدرجة الأولى للفرنسيين، إذ إنه على الرغم من التأييد الواسع الذى تحظى به سياسة باريس تجاه ليبيا، فإن الكثيرين أخذوا يتساءلون عن «المخرج» أو عن تاريخ انتهاء هذه الحرب. وبحسب ما نشرته صحيفة «لو موند» أول من أمس، فإن المسؤولين الفرنسيين يشعرون بـ«الانزعاج» من «التراجع الأميركي»، والتزام واشنطن «الحد الأدنى» من المساهمة في العمليات العسكرية.

وأمس، وعد جوبيه لنواب الفرنسيين بألا تدوم الحرب أكثر من «عدة أشهر».

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تدفع باريس نحو تصعيد الضربات العسكرية ضد مراكز قوى النظام الليبي بشكل موسع، الأمر الذي بدا في الهجمات الليلية التي ضربت طرابلس الليلة قبل الماضية. وقال جوبيه في بروكسل أول من أمس، إن الاستراتيجية المتبعة تقوم على «تصعيد الضغوط العسكرية في الأسابيع القادمة وفي الوقت نفسه التقدم على طريق إيجاد حل سياسي». ويؤكد الوزير الفرنسي أنه «ليس مطروحا أبدا أن تدوم الحرب إلى ما لا نهاية». وفي أي حال، يتفق المراقبون على اعتبار أن إرسال الطوافات الحربية يشكل «مرحلة جديدة» للدور الفرنسي (والبريطاني) في الحرب، ومسعى لتحقيق اختراق ما في الوقت الذي تبدو فيه الخطوط العسكرية شبه جامدة باستثناء التقدم الذي حققه الثوار في مصراتة قبل أسبوع، وبالتالي مدخلا لتقصير زمن الحرب. وما زالت باريس تعمل على تنظيم مؤتمر «أصدقاء ليبيا»، غير أن لا تاريخ حتى الآن لهذا المؤتمر، ربما بانتظار تحقيق اختراق سياسي معين يساعد على تسهيل الاعتراف بالمجلس الوطني المؤقت، وتوسيع إمكاناته على تمثيل الشعب الليبي أو أكثريته. لذا، تسعى فرنسا التي كانت أول من اعترف بـ«شرعية» المجلس وبكونه «الممثل الوحيد» للشعب الليبي من أجل «تنظيم مؤتمر وطني تكون نواته الأساسية المجلس الوطني، ويضم كافة الشركاء المحتملين في بناء ليبيا الجديدة بمن فيهم السلطات التقليدية والمنشقون عن القذافي»، وفق ما أكده جوبيه أمس. وفي سياق مواز، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو أمس إن المجلس الوطني الانتقالي سيعين «قريبا» ممثلا عنه في باريس، معربا «بطبيعة الحال» عن ترحيب بلاده بهذا التطور.