تراشق كلامي بين الزهار وقيادة حماس في دمشق بسبب انتقادات الأول لتصريحات مشعل

البردويل يحذر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من المراهنة على خلافات في مواقف الهيئات القيادية

خالد مشعل و محمود الزهار
TT

لأول مرة تطفو الخلافات والصراعات في حركة حماس المعروفة بانضباط عناصرها وكوادرها وقادتها، إلى السطح ويتبادل قادتها الانتقادات والتراشق الكلامي على صفحات الصحف ووسائل الإعلام.

وتجلت هذه الخلافات في الرد الحاسم الذي صدر من عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الموجود في العاصمة السورية دمشق، على انتقادات الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة لما جاء في كلمة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في مؤتمر المصالحة بالقاهرة، واعتبارها أنها لا تعبر عن موقف الحركة ومؤسساتها.

وقال الرشق في تصريح صحافي وصل «الشرق الأوسط»: «إن تصريحات الأخ الدكتور الزهار خطأ، ولا تعبر عن موقف الحركة ومؤسساتها، وتمثل خرقا للتقاليد التنظيمية المعمول بها في الحركة، ولا يجوز أن تصدر عنه بحق رئيس الحركة وقائدها». وأضاف الرشق أن «الدكتور الزهار ليس مخولا بالتعليق على كلمة رئيس الحركة أو الاستدراك عليها، وأن المكتب السياسي هو الجهة الوحيدة المخولة بأي توضيحات أو استدراكات إن وجدت على تصريحات القيادة».

ورغم هذا الرد الحاسم نفى الرشق أن تكون تصريحات الزهار تعكس حالة خلاف في الحركة، مؤكدا: «لا خلاف في الحركة وحماس تتمتع بمؤسسية عالية، وأن قرارها واحد وموحد».

وأكد وحدة موقف قيادة حماس السياسية، صلاح البردويل أحد قادتها في غزة. الذي حذر من المراهنة على خلافات في مواقف هيئات حماس القيادية. وقال البردويل لـ«الشرق الأوسط» إن بعض وسائل الإعلام تحاول الاصطياد من أجل إيهام الناس بأن هناك خلافات في صفوف الهيئات القيادية للحركة، مشددا على أن من حق قيادات الحركة اختيار الألفاظ والتعابير والمصطلحات التي تراها مناسبة للتعبير عن مواقفها وأفكارها، دون أن يعني ذلك أن هناك ما يشير إلى انقسام في موقف الحركة.

وأكد البردويل أن حماس تحت قيادة خالد مشعل، حركة مقاومة ترفض المفاوضات وتؤمن بالمقاومة كسبيل لتحرير فلسطين، لا سيما بعدما تبين للقاصي والداني «بؤس الرهان على خيار المفاوضات العبثية».

وكان الزهار أحد أبرز قادة حماس في غزة، ويقال إنه مدعوم من قبل أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، قد انتقد في مقابلة صحافية نشرت أمس، ما جاء في كلمة مشعل خلال حفل التوقيع على اتفاق المصالحة بين حماس وفتح في 4 مايو (أيار) الجاري في القاهرة، التي اعتبرت في حينها أنها متطابقة ومنسجمة مع كلمة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومواقف منظمة التحرير الفلسطينية في ما يتعلق بقبول دولة فلسطينية في حدود 1967 وإعطاء «إسرائيل فرصة» من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية بالتفاوض.