فياض يتماثل للشفاء ويقول إنه سيعود للوطن بعد أيام

بعد إجرائه عملية في الشريان التاجي بتكساس

سلام فياض
TT

أكدت الحكومة الفلسطينية أن رئيس الوزراء سلام فياض (أبو خالد) يتماثل للشفاء في مركز سيتون الطبي بمدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية، بعد خضوعه لعملية في الشريان التاجي الأيسر إثر نوبة قلبية داهمته، بينما كان في زيارة للولايات المتحدة لحضور حفل تخريج ابنه في إحدى الجامعات.

وكان فياض (59 عاما) قد أدخل، حسب بيان حكومي رسمي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى المستشفى، أول من أمس، إثر تعرضه لآلام شديدة في الصدر، «وقد أجريت له عدة فحوصات، تبين من خلالها وجود انسداد في الشريان التاجي، فقرر الأطباء إجراء عملية (قسطرة) له أظهرت انسدادا في الشريان التاجي الأيسر، وقد تم فتحه بوضع شبكية».

وأضاف البيان «ويتماثل الدكتور فياض الآن للشفاء، وهو بصحة جيدة، ومن المنتظر أن يغادر المستشفى خلال اليومين المقبلين».

وأكدت ذلك، أدرين لالو، المتحدثة باسم مركز سيتون الطبي، التي صرحت بأن «حالة السيد فياض جيدة».

وتلقى فياض، المعروف عنه كثرة التدخين، عبر صفحته على «فيس بوك» مئات التهاني من فلسطينيين بتماثله للشفاء. ويحظى فياض بتعاطف كثير من الفلسطينيين الذين يودون بقاءه رئيسا للحكومة المقبلة بخلاف ما اتفقت عليه مبدئيا حركتا فتح وحماس. كما تمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو له الشفاء العاجل.

وقال فياض، أمس، على صفحته على «فيس بوك» تحت صورة لطفلة فلسطينية تهديه وردة، «أشكر جميع أبناء وبنات شعبي، وكل الأصدقاء الذين عبروا عن تعاطفهم إثر الوعكة التي ألمت بي وأطمئنهم بأنني الآن بخير وبصحة جيدة وأتماثل للشفاء، وسأكون في الوطن خلال أيام قليلة».

وفياض اقتصادي بارز، ولد عام 1952، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لأسرة تعود أصولها إلى بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم. وهو متزوج وله من الأبناء ثلاثة. حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1975، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، وهناك حصل على درجة الماجستير في المحاسبة من جامعة سانت إدوارد في ولاية تكساس عام 1980. وفي عام 1986، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس.

عمل في البنك الدولي بواشنطن، وتقلد وظيفة مساعد المدير التنفيذي، ثم مستشار المدير التنفيذي، واستمر في هذه الوظيفة من عام 1992 وحتى عام 1995. وفي العام نفسه، انتقل من البنك الدولي إلى صندوق النقد الدولي، وتولى منصب الممثل المقيم في القدس للصندوق، كممثل للسلطة الفلسطينية، واستمر كذلك، حتى عام 2001. وبعدها عمل مديرا إقليميا للبنك العربي.

رشح عام 2001 لمنصب وزير المالية في السلطة الفلسطينية في إطار جهود الإصلاح التي نادت بها الولايات المتحدة لضبط إيرادات السلطة ومصروفاتها، بعد اتهامات للسلطة بالفساد والترهل، وفعلا عين وزيرا للمالية في يونيو (حزيران) 2002 بضغط أميركي وأوروبي. وبقي وزيرا للمالية في عدة وزارات بين عامي 2002 و2005.

وفي عام 2006، فاز بعضوية المجلس التشريعي ممثلا لحزب الطريق الثالث الذي أسسه بالاشتراك مع الدكتورة حنان عشراوي التي فازت بالمقعد الثاني للحزب. وأبعدته حركة حماس عن وزارة المالية في أول حكومة شكلتها بعد فوزها بالانتخابات، لكن النظام المالي الفلسطيني كاد ينهار بسبب إحكام الحصار الذي أعلنته إسرائيل والولايات المتحدة والغرب على حكومة حماس التي اضطرت للموافقة على تعيينه مرة أخرى وزيرا للمالية في حكومة الوحدة الوطنية على أساس اتفاق مكة المكرمة عام 2007.

وجاءت سيطرة حماس العسكرية على قطاع غزة في 14 يونيو 2007، لتقلب كل الموازين. فأقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) حكومة الوحدة برئاسة إسماعيل هنية وكلف فياض، بتشكيل أول حكومة طوارئ في عهد السلطة الفلسطينية، وظل كذلك حتى اليوم، لكن مصيره الآن يبدو غامضا في ظل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس.