لبنان: توقيف رجل دين شيعي بشبهة التعامل مع إسرائيل

مصدر قضائي لـ «الشرق الأوسط» : توقيفه جاء بعد رصد مسبق لتحركاته واتصالاته الخارجية

TT

ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على رئيس «المجلس الإسلامي العربي» الشيخ محمد علي الحسيني، وهو رجل دين شيعي، واقتادته من منزله في منطقة صور في جنوب لبنان إلى وزارة الدفاع، للتحقيق معه بناء على معطيات توفرت لها حول إمكانية تورطه بالتعامل مع العدو الإسرائيلي وعملائه في الخارج. وصادرت من منزله أجهزة كومبيوتر وأسلحة حربية.

وأكد أمس مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن «توقيف الحسيني جاء بناء على معطيات جمعتها مخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى، عززت فرضية تورطه في التعامل مع الإسرائيليين، وذلك بعد مراقبة شديدة لاتصالاته الخارجية وتحركاته». وأشار المصدر إلى أن الموقوف «يخضع الآن لتحقيقات أولية لدى مديرية المخابرات بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وأنه بنتيجة هذه التحقيقات يتخذ القرار بإحالته على القضاء العسكري لمحاكمته في حال ثبوت تورطه في جرم التعامل، وإما إطلاق سراحه إذا لم تثبت هذه التهمة». مبديا تحفظه على ما إذا كان الموقوف اعترف بما هو مسند إليه أم لا، معتبرا أن «هذه المعلومات تبقى سرية وملك التحقيق الأولي المتوقع انتهاؤه خلال اليومين المقبلين».

وكشفت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن الموقوف «وضع منذ أشهر تحت مجهر عدد من الأجهزة الأمنية، التي كانت ترصد اتصالاته الخارجية والمكالمات التي يتلقاها من الخارج خصوصا من أرقام موضوعة في دائرة الشبهة، ويتبادلون المعلومات حولها، إلى أن اكتملت المعطيات التي تسمح بتوقيفه».

ويعرف الشيخ الحسيني بانتقاده حزب الله، إلا أن أحد المقربين منه قال إنه «كان مؤيدا لسياسة حزب الله وداعما للمقاومة حتى العام 2001، لكن الخلاف بينه وبينهم وقع إثر خرف حصل بينه وبين جهات دينية إيرانية عندما كان يتلقى دراساته الفقهية العليا في مدينة قم الإيرانية، والتي على أثرها أوقفته المخابرات الإيرانية، بتهمة مجاهرته في الاختلاف الفقهي مع ولاية الفقيه».

وعبر المقرب من الحسيني لـ«الشرق الأوسط» عن صدمته إثر تلقيه خبر توقيفه والتهمة المنسوبة إليه، وأشار إلى «أن السيد (الحسيني) رجل دين بارز له مؤلفات عدة في الفقه الإسلامي، وأن فلسفته جعلته على خلاف عميق مع كثير من المراجع الدينية الشيعة في لبنان بينهم العلامة (الراحل) السيد محمد حسين فضل الله، وأنه كان يشدد على دعوة الشيعة العرب لأن يكونوا جزءا من بيئتهم العربية ومجتمعهم وأن لا يلتحقوا بإيران الفارسية التي تعتمد سياسة مدمرة لكل الشيعة العرب». ولفت إلى أن «علاقات جيدة كانت تربطه بعدد من المسؤولين في الكثير من الدول الخليجية التي فيها مواطنون شيعة، أما في الداخل اللبناني فكان في السياسة أقرب إلى طروحات كل القوى التي تناقض حزب الله ومشروعه لأنه يجد في الحزب رأس حربة لمشاريع وأجندات خارجية تنفذ في لبنان وعلى حساب أبنائه».

أما أخصام الشيخ الموقوف والشامتون به، فنشروا على بعض المواقع الإلكترونية التابعة لهم معلومات عنه، تتحدث عن أنه «أوهم بعض الأطراف الخارجية بأنه صاحب مشروع عربي مقاوم من خلال إطلاقه ما يسمى (المقاومة الإسلامية العربية)، وفتح مكاتب في بعلبك وطريق المطار وصور والمريجة وجال في الأقطار يجمع المال ويودعه في البنوك بأسماء زوجته الجنوبية وشقيقها وعشرات الآلاف من اليورو من شخصيات في بريطانيا وفرنسا وبعض الدول لتنشيط حركته على الساحة الشيعية». وأضافوا أن «أهل الحسيني انتقضوا عليه مطالبين إياه بتقاسم الغنائم وحقوقهم بعدما اكتشفوا ثروته الطائلة وتملكه فيلا عند الحدود الجنوبية وأربع شقق في صور ومثلها في الضاحية وعدة محلات تجارية».