منظمات إنسانية ترفع عدد القتلى في سوريا إلى أكثر من ألف.. ودعوات جديدة للتظاهر في «جمعة حماة الديار»

مظاهرة نسائية في سوق دمشق واستمرار المظاهرات الليلية

صورة لمظاهرة نسائية عرضت على اليوتيوب ضد نظام الرئيس بشار الأسد
TT

في وقت قالت فيه منظمات إنسانية أمس إن عدد القتلى المدنيين في سوريا ارتفع إلى أكثر من ألف شخص منذ اندلاع المظاهرات في سوريا منتصف مارس (آذار) الماضي، يتحضر السوريون إلى يوم جمعة مظاهرات جديد أطلقوا عليه اسم «جمعة حماة الديار»، بحسب صفحة الثورة السورية على موقع «فيس بوك».

ورفع الناشطون السوريون صورة يوسف العظمة، القائد العسكري السوري الذي قتل وهو يحارب ضد الانتداب الفرنسي، كشعار يوم الجمعة المقبل، وكتبوا على الصورة «يوسف العظمة يناديكم». وفي محاولة لكسب الجيش إلى جانبهم، كتب الناشطون رسائل مديح إلى الجيش السوري مثل «الجيش جيشنا.. والبلد بلدنا.. رسالتنا إلى الجيش السوري أنتم أبطال سوريا.. أنتم حماة الديار.. أين أنتم من 1100 شهيد على يد عصابة النظام». وأضافوا: «أنتم إخواننا. انتم أهلنا. نداؤنا لكم.. الأرض أرضنا والشعب قرر».

وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) أمس إن الجنود وقوات الأمن في سوريا قتلوا 1100 مدني على الأقل خلال شهرين في إطار حملتهم لقمع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. وأضافت المنظمة أن لديها أسماء 1100 شخص يعتقد أنهم قتلوا أغلبهم في منطقة سهل حوران التي تقع من ضمنها درعا، حيث اندلعت الانتفاضة يوم 18 مارس الماضي. وقالت المنظمة إن عدد القتلى ارتفع بدرجة كبيرة مع ازدياد أعداد المحتجين في الشوارع وانتشار الاحتجاجات من الجنوب، مما دفع الجيش لشن حملة لقمعها.

وتابعت المنظمة التي أسسها المحامي الناشط في حقوق الإنسان مهند الحسني المسجون حاليا، أن لديها تقارير عن 200 مدني آخر قتلوا لكن ليس لديها أسماؤهم. وألقت السلطات السورية اللوم في أغلب عمليات القتل على جماعات تخريبية مسلحة يساندها إسلاميون وقوى خارجية تقول إنها قتلت أكثر من 120 من رجال الجيش والشرطة. ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن رجال الأمن أطلقوا النار على بعض الجنود لرفضهم إطلاق النار على المدنيين. من جهته، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «1062 شخصا قتلوا منذ بدء موجة الاحتجاجات» فضلا عن إصابة العشرات. وأوضح القربي الذي أكد أن بحوزته لائحة بأسماء القتلى ومكان إصاباتهم أن «الوفاة كانت ناتجة عن الإصابة بطلق ناري». كما أشار القربي إلى أن «عدد المعتقلين حاليا بلغ 10 آلاف شخص». ولفت القربي إلى «نزوح نحو 30 جريحا من شمال إدلب (غرب) إلى أنطاكيا في تركيا للعلاج بينهم اثنان في حالة خطرة». وأوضح أن «الجرحى أصيبوا أثناء مظاهرات في قرى كفر نبل وأريحا وبنش والمصطومة» في ريف إدلب.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى أن القمع الدموي للمظاهرات المناهضة للنظام في سوريا أسفر عن مقتل 900 شخص بحسب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.

ميدانيا، أظهر شريط مصور تم تحميله على موقع «يوتيوب» أمس، خروج مجموعة من النساء السوريات في سوق دمشق وهن يحملن لافتات لم يظهر ما هو مكتوب عليها. وكان النساء ينشدن أغاني وطنية مثل «إني اخترتك يا وطني». ويبدو في نهاية الشريط الذي استمر دقائق معدودة رجل بلباس الشرطة يتوجه إلى المظاهرات ويفرقهن. وذكر ناشطون آخرون أن رجال الأمن اعتقلوا أمس 15 شخصا في ساحة العرنوس في دمشق. وأظهر شريط مصور آخر جرى تحميله على موقع «يوتيوب» خروج مظاهرة ليلية في منطقة حرستا، في ريف دمشق، وهتف المتظاهرون يطالبون بفك الحصار عن درعا وحرستا ومناطق أخرى يحاصرها الجيش السوري، كما هتفوا يطالبون بالحرية.

من جهة أخرى، دخلت العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي، أول من أمس، بحق الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه وعدد من كبار مسؤوليه ورجال الأعمال الموالين له حيز التنفيذ أمس، ما يعني منعهم من السفر إلى أي من دول الاتحاد إضافة إلى تجميد أصولهم في الاتحاد. ونشر أسماء المسؤولين العشرة المشمولين بحزمة العقوبات الثانية التي أقرها الاتحاد بحق مسؤولين سوريين في الجريدة الرسمية للاتحاد، ما يعني دخول قرار العقوبات حيز التنفيذ.

وكان التكتل الأوروبي قد واجه انتقادات لعدم تضمين حزمة العقوبات الأولى الرئيس السوري بشار الأسد الصادرة قبل أسبوعين، التي تضمنت عددا من أفراد عائلته. وقال المسؤولون في حينها إنهم يريدون إعطاء الأسد فرصة لإنهاء العنف الذي يستخدمه ضد المتظاهرين المناهضين لنظامه. ووصفت الجريدة الزعيم السوري بأنه «الشخص المسؤول والمشرف على قمع المتظاهرين». وتتضمن القائمة أيضا فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ومحمد ناصيف خير بك معاون نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية والعماد داود راجحة رئيس أركان الجيش السوري.