أوباما وكاميرون يتعهدان بمساندة الشعوب العربية في الوصول إلى الديمقراطية

يعلنان اليوم عن تأسيس مجلس قومي مشترك لتعزيز التعاون الأمني

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أثناء استقباله الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام 10 داونينغ ستريت (أ.ف.ب)
TT

بعد يوم طويل من الزيارات البروتوكولية أمس، يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم المحادثات السياسية الرسمية في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في زيارة أحيت من جديد الهوس البريطاني بـ«العلاقة المميزة» بين البلدين.

واستبق أوباما وكاميرون بدأ محادثاتهما الرسمية اليوم بنشر مقال مشترك في صحيفة الـ«تايمز» البريطانية، جددا فيه تأكيدهما على «العلاقة المميزة» بين واشنطن ولندن، وذهبا حتى إلى أبعد من ذلك بالقول: «ليست فقط (علاقة) مميزة، بل هي علاقة ضرورية». وتعهد الزعيمان في مقالهما الذي سطرا فيه النقاط المشتركة بين بلديهما بـ«الكفاح من أجل أبطال الربيع العربي»، كما عنونت صحيفة الـ«تايمز»، وهددا باللجوء إلى الحل العسكري كملاذ أخير ضد الأنظمة التي تقتل شعوبها.

وكتبا عن التغيير في العام العربي: «... لسنا في موقع لإملاء سرعة وحجم هذا التغيير، ولكن سنقف إلى جانب الذين يريدون جلب الضوء إلى الظلام، وندعم أولئك الذين يريدون الحرية مكان القمع، ومساعدة الذين يبنون أسس الديمقراطية». وأضافا: «لن نقف على الحياد بينما تتحطم آمالهم (الشعوب العربية) تحت وابل من القنابل والرصاص والقذائف. نحن مترددون باستعمال القوة ولكن عندما نضم مصالحنا وقيمنا سويا، نعرف أن أمامنا مسؤولية التصرف».

ويعقد أوباما وكاميرون اليوم جلسة محادثات رسمية قبل الظهر، يختتمانها بمؤتمر صحافي مشترك، قبل أن يلقي أوباما كلمة أمام مجلس اللوردات والعموم البريطاني بعد الظهر، وهي فرصة نادرا ما تعطى لزائر. ويأمل كاميرون أن تعطي زيارة أوباما دفعا لحكومته التي تعاني تراجعا كبيرا في الشعبية بسبب سياسة التقشف التي تعتمدها لتخفيض الدين العام، خصوصا أنها المرة الأولى التي يستقبل فيها كاميرون أوباما بعد تسلمه منصب رئاسة الوزراء.

وكان الرجلان قد التقيا في عام 2009 في لندن عندما قدم أوباما بعيد انتخابه رئيسا للمشاركة في قمة العشرين. وكان حينها غوردن براون، زعيم حزب العمال السابق، رئيسا للوزراء. والتقى حينها الرئيس الأميركي كاميرون كونه زعيم المعارضة، تماما كما التقى أمس زعيم المعارضة الحالي، أيد ميليباند (زعيم حزب العمال).

ورغم التعاون الأمني والدبلوماسي الوثيق والقديم بين البلدين، فقد سرت قصص كثيرة عند تسلم كاميرون منصبه من استياء أميركي من خططه لتقليص ميزانية وزارة الدفاع، قد تؤدي إلى تحجيم الدور الذي يمكن أن تلعبه بريطانيا كشريك أوروبي للولايات المتحدة في عمليات عسكرية مستقبلية، وقد يؤثر على العملية العسكرية التي لا تزال جارية في أفغانستان. إلا أن التزام بريطانيا في العملية العسكرية في ليبيا قد يكون خفف من القلق الأميركي في هذا المجال. ورغم أن كاميرون حاول إبعاد نفسه عن هوس رؤساء الوزراء السابقين بـ«العلاقة المميزة» مع واشنطن، وفضل وصف العلاقة بـ«المفيدة» على «المميزة»، فإن بريطانيا تبقى الشريك السياسي الأول الذي تلجأ إليه الولايات المتحدة. وقد كتب فيليب ستيفنز في صحيفة الـ«فايننشيال تايمز» أمس: «في العيون الأميركية، ألمانيا هي أكبر قوة أوروبية، ولكن بريطانيا هي الشريك الأوروبي الذي يتمتع بالثقة الأكبر».

وقد أثبت أوباما ذلك بقبوله إنشاء هيئة مشتركة للأمن القومي مع بريطانيا، من المتوقع أن يعلن عنها اليوم بعد المحادثات الثنائية. وقد سارعت الصحف البريطانية لتفسير هذه الخطوة بأنها تدل على أن واشنطن «لا تزال تقدر العلاقة المميزة» مع لندن، كما كتبت صحيفة الـ«غارديان». وقد وصفت الصحيفة إنشاء هيئة أمنية مشتركة بأنها خطوة «نادرة» من قبل البيت الأبيض الذي يحفظ سرية مجلس الأمن القومي الذي أسسه الرئيس هاري ترومان عام 1947.

وإلى جانب الإعلان عن إنشاء هيئة مشتركة للأمن القومي، سيبحث أوباما وكاميرون الأوضاع في أفغانستان وليبيا و«الربيع العربي» ومكافحة الإرهاب. وكان كاميرون وزوجته سامانثا قد استضافا أوباما وزوجته ميشال في حفل غداء غير رسمي، بعد ظهر أمس في حديقة مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت.