حزام أمني يطوق الرئيس أوباما أثناء زيارته إلى لندن

يحيط بتنقلاته في سيارة «الوحش» المدرعة وطائرة هليكوبتر مموهة

محتجون اسلاميون أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية مستاؤون من زيارة الرئيس الأميركي الأميركي باراك أوباما إلى لندن امس (أ.ب)
TT

ما إن حطت طائرة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على التراب البريطاني، حتى شرع خبراء الأمن الأميركيون والبريطانيون بتنفيذ خطة أمنية تم إعدادها على مدى أشهر كثيرة لحمايته، خصوصا في أعقاب فترة قصيرة من مقتل أسامة بن لادن.

وتعتبر هذه الخطة الأمنية أو الحزام الأمني المطوق للرئيس الأميركي أمرا غير مسبوق، لأنها تتسم بأشد الإجراءات التي تنفذها الحكومة البريطانية حتى الآن، على مدى 3 أيام من الزيارة.

وبينما اعتادت ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، استقبال مئات الرؤساء والشخصيات الأجنبية، فإن استقبال الرئيس أوباما يختلف عنهم جميعا؛ لأن الرئيس الأميركي يأتي دوما مع «أسطوله البري» الخاص، ولذا فإن سكان لندن لن يرونه في العربة الملكية بل داخل «الوحش»، وهو الاسم الذي يطلق على سيارته المحصنة كالقلاع! ويرافق الرئيس نحو 500 من رجاله من بينهم مساعدوه السياسيون ورجال المخابرات، بينما يضم أسطوله البري آليات وسيارات مزودة بأفضل التقنيات المتقدمة.

قبل الزيارة قال خبراء في الأمن الدبلوماسي إن رجال المخابرات المعتمدين في السفارة الأميركية في لندن أعدوا على مدى الأشهر الماضية خططا أمنية مع العاملين في وكالة حماية أمن الرئيس. وأشرف هؤلاء مع زملائهم من رجال المخابرات البريطانيين على مسح معالم المواقع التي يزورها الرئيس أو يمر بها، وتحديد مكامن الخطر فيها.

وقد أجريت مسوح للتعرف على أي أجهزة تنصت في مواقع حلول الرئيس قبل يوم من وصوله إلى العاصمة البريطانية، بينما تم تقييم طريق رحلته داخل المدينة، حيث تم مسح كل شارع كما مسحت كل الأشياء الثابتة فيه: السيارات الواقفة، وصناديق القمامة، وفتحات المجاري، وصنابير مياه الحريق، وأعمدة الإضاءة، وصناديق البريد.. بل وحتى الدراجات الهوائية.

ووظفت الكلاب المدربة لرصد المتفجرات، بينما قام خبراء بالبحث عن دليل لوجود أي عناصر كيميائية أو بيولوجية مدمرة. كما تم إعلام إدارة شبكة قطارات الأنفاق في لندن بأن عليها إيقاف حركة القطارات حال تسلمها إشعارا بذلك، وهذا عند مرور الرئيس الأميركي في شارع فوق خطوط القطارات.

وقام خبراء الأمن بفحص ملفات كل شخص سيقابله الرئيس، قبل شهر من وصوله إلى لندن، وذلك بهدف الرصد المسبق ومنع تسلل أي شخص غير متزن أو إرهابي، مع الأشخاص الذين سيقابلون الرئيس. وهذا يعني دراسة ملفات مئات وآلاف الأشخاص.

كما قامت بدورها مختلف مكاتب المخابرات الأميركية في الخارج، وذلك بهدف رصد أي محاولة خارجية للإخلال بالأمن البريطاني أثناء زيارة الرئيس أوباما.

أمن جوي وقد وصل الرئيس أوباما وزوجته إلى مطار ستانستيد على متن طائرة «بوينغ 747» مطورة مساء أول من أمس، قبل يوم واحد من الزيارة المقررة، تحاشيا لتأثير الرماد المتطاير من بركان متفجر في آيسلندا الذي يهدد سلامة الرحلات الجوية. وكان من المقرر أن يسافر الرئيس على متن طائرة هليكوبتر «مارين وان» إلى وسط لندن للهبوط في حديقة قصر باكنغهام الملكي، إلا أنه، وبدلا من ذلك، توجه بالسيارة إلى مقر السفارة الأميركية. وتحلق مع طائرة الهليكوبتر الرئاسية «في إتش - 3 دي» هليكوبترات مماثلة يصل عددها إلى 4 للتمويه على الهليكوبتر الرئاسية، يقودها طيارون من سلاح المارينز. وتصمم هذه الهليكوبترات بقدرات دفاعية ضد الصواريخ، إذ ترسل كتلا حرارية تمويهية لإبعاد الصواريخ عن مسارها، وهي مجهزة بصواريخ أرض – جو، وجو - جو. وتتحمل بريطانيا فقط تأمين سلامة الأجواء لرحلة الرئيس.

على الطرقات وسوف يأتي حجم الأسطول الرئاسي البري وفقا لمخاطر مواقع الزيارات، إلا أنه قد يتألف من عشرات السيارات من خبراء الأمن والشرطة ورجال الإسعاف الأميركيين والبريطانيين، ومن ضمنها سيارات مموهة. وسيسافر الرئيس وحاشيته في 3 أو 4 سيارات فقط، تتوسطها سيارة «الوحش» الرئاسية. وتوجد ضمن الأسطول الرئاسي البري سيارة قتالية مضادة تقوم بضرب أي هدف معاد.

«الوحش» هي سيارة «كاديلاك» مطورة، وتعتبر أكثر السيارات أمنا على كوكب الأرض، وثمنها 300 ألف دولار. ويبلغ سمك دروعها الخارجية الموضوعة على أبوابها وعجلاتها 20 سنتيمترا، وهي تستمر في العمل حتى بعد تعرضها لوابل من الأعيرة النارية. إلا أن «الوحش» ليست مزودة بتقنيات تقيها من عوائق المطبات، كما حدث لها في دبلن أثناء زيارة الرئيس إلى آيرلندا، إذ علقت بالمطب الموجود في السفارة الأميركية في دبلن.

الطعام والصحة هناك مقولة تقول إن أميركا ترحل مع رحلة الرئيس، إذ يعكف عدد من الطهاة على إعداد طعامه الخاص - عدا المآدب الرسمية - للسهولة ولأغراض الأمن. كما يرافق الرئيس طاقم طبي خاص جهز باحتياطي من الدم من فئة «إيه بي»، كما تزود بريطانيا فريق الرئيس بطاقم من الاختصاصيين في الحوادث، وسيارة إسعاف.