لقاء تضامني مع الشعب السوري في بيروت يطالب سوريا بوقف محاولات تصدير أزمتها إلى لبنان

حزب البعث يصف المشاركين فيه بالمتآمرين وتيار المستقبل برأس الحربة

صورة من فيديو عرض على اليوتيوب لمظاهرات ليلية في القامشلي أمس
TT

نجح تجمع «لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري» بعقد لقائه التضامني مع الشعب السوري بعد منعه من إتمام الاجتماع الذي كان مقررا الأسبوع الماضي في فندق «البريستول» بمنطقة الحمرا مع حديث المنظمين عن ضغوط تعرضت لها إدارة الفندق من بعض القوى والأحزاب المنضوية في إطار تحالف «الثامن من آذار» أدت لتأجيله.

اللقاء الذي تم نقله إلى منطقة سن الفيل شرق العاصمة بيروت، طالب السلطات السورية بالوقف الفوري لما سماه «مجازر ضد شعبها، ومحاولاتها المتكررة لتصدير أزمتها إلى لبنان والخارج عبر دعاية مفبركة تحتقر العقل وتبرهن على أن النظام السوري لم يتعلم شيئا من الأنظمة التي سبقته إلى التهاوي»، معلنا رفضه القاطع «لمشاركة لبنان رغما عن إرادة شعبه في جرائم ضد الإنسانية وذلك عبر اعتقال الجيش اللبناني لجنود ومدنيين سوريين كانوا قد فروا إلى لبنان رفضا للمجازر وتسليمهم إلى الأمن السوري خلافا لشرعة حقوق الإنسان ومعاهدة منع التعذيب التي التزم بها لبنان». وأضاف: «نطالب الدولة اللبنانية باحتضان وحماية جميع الآتين من سوريا بشكل يتوافق مع التزاماتنا وثقافتنا وقيمنا».

كذلك ناشد التجمع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها كافة تجاه سوريا وشعبها، وتفعيل كامل آلياتها بما يضمن حماية فورية للمدنيين السوريين العزل ووقف المجازر بحقهم. واعتبر المسؤول عن هذا التحرك صالح المشنوق أن «الشباب اللبناني أثبت من خلال هذا اللقاء أنه مؤمن ومتمسك بحرية الشعوب وبحقوق الإنسان إلى أبعد الحدود، مؤكدا أنه جاهز ليخوض معركة التضامن مع الشعب السوري حتى النهاية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا إيمان راسخ بأن ديمقراطية سوريا ضمانة لاستقلال لبنان، إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا، وهو ما أثبتناه بنجاحنا بعقد اللقاء رغم النقص اللوجيستي والمالي والتهديد والوعيد الذي لاقتنا به قوى (8 آذار)».

وأكد صالح أن «حجم المعاناة التي واجهها المنظمون أكبر دليل على أن لا دعم سياسيا لهم، لا من فريق (14 آذار) أو غيره»، متحدثا عن «صعوبات جمة في التواصل مع تيار المستقبل في هذا الخصوص الذي شدد على قراره عدم المشاركة بأي تحركات من هذا النوع أو دعمها بأي إطار كان». وعن التحركات المقبلة قال صالح: «سنقف إلى جانب الشعب السوري حتى يحصل على حقوقه كاملة، ولكل مرحلة متطلباتها وسنكون جاهزين لدعمهم في معركتهم لأننا نعتبرها معركتنا».

في المقابل، استهجنت القوى والأحزاب الموالية للنظام السوري هذا التحرك وما سبقه من مظاهرات واضعة إياه في خانة المشاركة في المؤامرة على سوريا. وعلى الرغم من فشل مساعي عقد لقاء مضاد كما قالت بعض المصادر كون «المكان الذي عقد به الاجتماع ليس عاما»، أكدت أن «التحركات المقبلة لن تتأخر لدعم النظام في مواجهة المؤامرة التي تقودها أميركا للاقتصاص من سوريا». وفي هذا الإطار، قال عضو كتلة حزب البعث قاسم هاشم لـ«الشرق الأوسط»: «هذا اللقاء كشف عن حجم المؤامرة الداخلية على سوريا وكل من شارك فيه متآمر وشريك في مشروع الفتنة والتفتيت الذي يستهدف سوريا»، متهما تيار المستقبل بأنه «رأس الحربة في هذا المشروع ومن ورائه (14 آذار)».

واعتبر هاشم أن «كل التحركات من هذا النوع غير مقبولة كونها تتناقض مع ما نص عليه اتفاق الطائف وتضرب الاتفاقات الموقعة بين البلدين الشقيقين»، داعيا اللبنانيين عامة «للتيقظ من كل المحاولات الحاصلة لضرب الاستقرار اللبناني انطلاقا من العبث بالاستقرار السوري، وخاصة أن طبيعة العلاقات فيما بيننا علاقات متداخلة ومتشاركة وأي مس بأمن أحد البلدين ينعكس مباشرة على أمن البلد الآخر».