الأسد يلتقي رجال دين من درعا.. وأنباء عن خروج مظاهرة في المدينة تهتف «ما في خوف»

الحكومة السورية تقرر تخفيض سعر المازوت.. وتشكل لجنة لإنجاز مشروع قانون جديد للإعلام

صورة من فيديو عرض على اليوتيوب لمظاهرة في حمص
TT

التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس عددا من أئمة وخطباء مساجد محافظة درعا، وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن اللقاء ركز على «دور رجال الدين في هذه المرحلة في ترسيخ الأجواء الإيجابية في المحافظة». وأضافت أن أئمة وخطباء المساجد أعربوا عن «ارتياحهم للأوضاع الحالية في درعا»، مشيرة إلى أن اللقاء تناول أيضا «الخطوات الإصلاحية الجارية في سوريا وآفاقها».

ولكن وردت أنباء من درعا أمس عن خروج مظاهرة في درعا المحطة، في ساحة السرايا، وأطلق هتاف موحد «ما في خوف ما في خوف» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وعلى الفور تدخل رجال الأمن لتفريق المتظاهرين وجرى إطلاق نار كثيف في الهواء لتفريقهم.

وفي إطار الإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لتهدئة الاحتجاجات في البلاد، قرر مجلس الوزراء تخفيض سعر اللتر من مادة المازوت 5 ليرات بحيث يصبح سعر اللتر 15 ليرة سورية (الدولار يعادل 47 ليرة).

وكان قرار الحكومة برفع الدعم عن مادة المازوت قبل نحو عامين، خلق الكثير من المصاعب المعيشية، نتيجة ارتفاع الأسعار. ورغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت لذلك القرار وطريقة تنفيذه فإن الحكومة مضت في خطتها في رفع الدعم لتقوم اليوم بالعودة عن هذا القرار. كما شكلت الحكومة لجنة للتطوير الإعلامي وإنجاز مشروع قانون الإعلام الجديد وأخرى للتطوير والإصلاح الاقتصادي على أن توافي اللجنتان مجلس الوزراء بما هو مطلوب منهما خلال مدة شهرين من تاريخه.

يشار إلى أن قانون الإعلام موضوع قيد الدراسة منذ نحو 10 سنوات، أي منذ صدر قانون المطبوعات عام 2001 الذي جاء نسخة عن قانون المطبوعات الصادر في الخمسينات مع تعديلات طفيفة لم تجعل منه قانونا له علاقة بالعصر، بل أعاد الإعلام السوري عقودا إلى الوراء من حيث تنظيم العملية الإعلامية وتقييد الحريات الإعلامية.

ميدانيا، أعلن مصدر عسكري أن دورية تابعة لقوات الأمن تعرضت صباح أمس إلى «كمين غادر نصبته مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من مفرق قرية الغجر في مدينة حمص، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر من الدورية». وقال بيان رسمي إن «قوات الشرطة والأمن تقوم بملاحقة هذه المجموعات الإرهابية». وقد تم تشييع جثامين الشهداء الثلاثة من المتشفى العسكري بحمص إلى مثواهم الأخير في مقبرة الفردوس بحمص.

في تلك الأثناء استمرت دعوات الناشطين وصفحات الثورة السورية والصفحات الداعمة عبر مواقع الإنترنت إلى التظاهر وقد أطلق على يوم غد الجمعة «جمعة حماة الديار» التي ستكون مخصصة لتوجيه نداء للجيش للوقوف إلى جانب الشعب وحمايته. وحملت صورة البروفايل المخصصة للثورة صورة وزير الدفاع السوري يوسف العظمة الذي استشهد في معركة الكرامة في ميسلون في 24 يوليو (تموز) 1920 لدى دخول جيش الانتداب الفرنسي إلى سوريا. ويعد يوسف العظمة أحد أهم الرموز الوطنية العسكرية السورية، ويتذكر السوريون يوسف العظمة، وهناك من يتندر بالقول إن «يوسف العظمة وزير الدفاع السوري الوحيد في تاريخ سوريا الذي استشهد في سبيل سوريا».

وفي مدينة حلب التي لا تزال المظاهرات التي تشهدها محدودة، خرجت مساء أول من أمس مظاهرة ليلية من جامع عمار بن ياسر في منطقة شارع النيل مرددين هتافات «الله أكبر سلمية سلمية وحرية حرية وبالروح بالدم نفديك يا درعا». واتجهت نحو دوار شارع النيل حين تم قامت قوات من الشرطة والأمن بتفريقهم على الفور بالعصي. وكما تم اعتقال عدد من المتظاهرين بتهمة التظاهر من دون ترخيص.

وفي حمص التي لا تزال تعيش أجواء متوترة وسط غضب الأهالي من الإعلام السوري الموالي للنظام بعد ترويج إشاعات عن رفع العلم الإسرائيلي في حي باب السباع، وذلك بعد تداول ملف صوت لمواطنة اتصلت مع إذاعة «إف إم» المحلية قالت إنها من «حي باب سباع ورأت أن أحد السكان رفع علم إسرائيل على إحدى الشرفات، وإن متاريس إسمنتية أقيمت تمهيدا لإعلان إمارة سلفية»، الأمر الذي أثار استياء أهالي مدينة حمص واعتبروه تمهيدا من النظام لإدخال دبابات إلى الحي. وقال أحد سكان حي باب سباع لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أجري معه من لندن، إن «فريق من تلفزيون محلي غير رسمي زار الحي ولم ير لا حواجز إسمنتية ولا علم إسرائيل وكل ما يشاع هو فقط تمهيد لتوجيه ضربة قاضية لحي باب السباع الذي خرجت منه مظاهرات احتجاجية قوية».

وبث ناشطون على شبكة «أوغاريت» مقطع فيديو في حمص ظهر نص في مقدمته أنه فيديو يصور «محاولة فريق من إحدى القنوات الإخبارية التلفزيونية السورية الدخول إلى حي باب السباع ليضعوا العلم الإسرائيلي ويفبركوا أفلامهم عن وجود إمارة سلفية، ولكن أهل باب سباع كانوا لهم بالمرصاد، وتم أخذ الفيلم منهم وأخرجوهم من الحي». ويظهر في الفيديو سكان من حمص مساء أول من أمس (الثلاثاء)، غاضبين وهم يقومون بطرد الفريق التلفزيوني ويوصونهم أن يوصلوا لرجال الأمن رسائل شفوية محملة بالشتائم والسباب للنظام، ويقولون إن ما تكتبه الجرائد السورية كاذب والتلفزيونات السورية كاذبة. ويسأل أحد السكان الفريق «لقد وضعتم أنفسكم في موقف حرج، تكذبون وتأتون لتفبركوا أفلاما عن هذا الكذب (لا إسرائيل ولا سلفية) إعلامكم كاذب». كما تجمع العشرات من السكان وراحوا يهتفون «الإعلام السوري كاذب - كاذب» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وعبثا حاول الفريق الذي لم يظهر لوغو على الأدوات التي يحملها التفاهم مع الأهالي والتأكيد أنهم جاءوا فقط للتحقق مما يجري.