قيادي سوري يحذر من التفاف مؤتمر أنطاليا على القضية الكردية

طالب أردوغان بموقف أكثر حزما مع نظام الأسد

TT

انتقد قيادي كردي سوري مساعي أطراف إعلان دمشق لعقد مؤتمر وطني بمدينة أنطاليا التركية، محذرا من «التفاف المؤتمر المرتقب على القضية الكردية واختزالها في مشاركة بعض الأشخاص غير المعروفين من قبل الشارع الكردي في مؤتمر بهذا المستوى وفي ظروف بالغة الحساسية تمر بها الحركة الوطنية السورية».

وقال عبد الباقي يوسف عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الكردي السوري، وهو أحد أبرز الأحزاب الكردية الفاعلة بالمناطق الكردية في سوريا وطرف أساسي في المجلس السياسي الكردي الذي يقود حركة الاحتجاج الشعبي هناك، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المجلس السياسي الكردي، ولا أي حزب كردي فاعل داخل سوريا، لم يتلق لغاية الآن أي دعوة للمشاركة في المؤتمر المرتقب رغم أن هذه الأحزاب لديها رؤية واضحة لكيفية الخروج من الأزمة السياسية بسوريا». وأضاف: «أطراف إعلان دمشق هي التي تحاول الاستحواذ على قيادة المؤتمر بهدف تسويق حركة الإخوان المسلمين، وكذلك لمحاولة الالتفاف على القضية الكردية في سوريا من خلال إشراك بعض الأشخاص غير المعروفين على مستوى الحركة السياسية الكردية والشارع الكردي بسوريا، وهي محاولات تتكرر للمرة الثانية؛ حيث سبقتها محاولة أخرى أثناء عقد مؤتمر منظمات المجتمع المدني بمدينة إسطنبول التركية قبل عدة أسابيع والذي أهمل القائمون عليه أيضا دعوة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الكردي إليه».

وحول الدور التركي في الأحداث التي تجري حاليا داخل سوريا، قال يوسف: «لا شك أن تركيا دولة إقليمية كبيرة وتطمح لأن يكون لها دور إقليمي يتناسب مع حجمها، خصوصا في ظل حكومة (التنمية والعدالة) بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ويسجل للحكومة التركية الحالية بقيادة أردوغان اتخاذها خطوات إيجابية عديدة حيال القضية الكردية والشعب الكردي عموما، سواء بانفتاحها على الكرد داخل تركيا، أو من خلال موقفها من إقليم كردستان العراق».

وأشار إلى أنه «كانت هناك زيارات متكررة لمسوؤلين أتراك كبار إلى إقليم كردستان، خاصة زيارة أردوغان الأخيرة، ولقاءه بمسعود بارزاني، التي كان لها وقع طيب لدى الشعب الكردي، وتركيا كانت دائما شريكا مهما لسوريا وتملك حدودا طويلة معها، وهناك مشتركات عديدة في التركيبة الديمغرافية بين البلدين». وأضاف: «وبالتالي، فإن الاضطرابات في سوريا ستكون لها انعكاسات سلبية على تركيا إذا ما استمر النظام في المعالجات الأمنية وتجاهل الحلول السياسية، وهذا ما لمسناه في التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء التركي». وتابع يقول: «لذلك، فإن مطالبة رئيس الوزراء التركي القوى الدولية بإعطاء النظام مزيدا من الوقت كي يجري الإصلاحات، في الوقت الذي يستخدم فيه النظام القمع المفرط ضد المتظاهرين المسالمين بما فيه إقحام الجيش لقمع المظاهرات السلمية، واستخدام المدفعية لقصف المدن، وغض النظر عن سقوط الأعداد الكبيرة من الضحايا التي تجاوزت 1100 قتيل، وآلاف الجرحى، ناهيك بالاعتقالات الواسعة التي تجاوزت العشرة آلاف معتقل.. كل هذه الأمور تتناقض مع المواقف التركية السابقة حيال استخدام العنف في أماكن أخرى».

وأشار القيادي الكردي السوري إلى أن التخوف التركي حيال القضية الكردية في سوريا غير مقبول، خاصة إذا ما أرادت تركيا أن تكون سوريا المستقبل «جارة مستقرة لها»، وقال: «هذا بالضرورة يستوجب إيجاد حل عادل للقضية الكردية، وأن تتحول سوريا إلى دولة ديمقراطية فيدرالية. وبالتالي، فإن الحركة الوطنية الكردية والشعب الكردي سيكونان عامل استقرار ليس فقط على الحدود مع تركيا، بل أيضا لتأمين الاستقرار الداخلي بين مختلف مكونات الشعب السوري».

وختم عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الكردي السوري تصريحه بالقول: «ليس من الحكمة أن تجري في تركيا مؤتمرات للمعارضة السورية وبدعم ومباركة منظمات تركية قريبة من الحزب الحاكم.. وبتوجيهات خاصة، يدعون بعض الكرد غير المعروفين كبدائل عن الحركة الوطنية الكردية، وهذا في وقت يقف فيه الشارع الكردي وراء حركته السياسية ولن يرضى بأي حلول إذا لم يكن شريكا في صياغتها».