أهالي الحدود الشمالية في لبنان متخوفون من عملية عسكرية سورية سريعة على أرضهم

رحال: لن نعطي أجهزة المخابرات السورية أي سبب لتصدير الأحداث السورية إلينا

TT

أعرب عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب خالد الضاهر عن «خشيته وحذره من حصول توغل سوري في الأيام المقبلة إلى لبنان، وذلك انطلاقا مما يساق من اتهامات لشخصيات لبنانية، فيها الكذب والمبالغة حول مسلحين وغيره»، محذرا من أن «يتم استغلال انسحاب الجيش اللبناني من قبل سوريا للدخول إلى الأراضي اللبنانية لتسخين هذه الجبهة بهدف التعمية على ما يحصل في الداخل السوري».

ويترافق تخوف عدد من نواب تيار المستقبل من دخول عسكري سوري إلى لبنان، مع انسحاب أعداد كبيرة من وحدات الجيش اللبناني من الحدود الشمالية، وتواصل إطلاق النار من قبل الجيش السوري باتجاه بلدة وادي خالد اللبنانية في ساعات متأخرة من الليل.

وأبدى أهالي مناطق حدودية تخوفهم من عملية عسكرية سورية سريعة في وادي خالد، «خاصة في ظل تنامي الإشاعات التي تتحدث عن عصابات مسلحة في مناطقنا وهو كلام لا أساس له من الصحة». وشكا سكان من تراجع عدد عناصر الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود. وقالوا لـ«الشرق الأوسط»: «طالبنا ونطالب الجيش بإرسال تعزيزات إلى المنطقة وبإقامة حواجز ليلية ثابتة، فهو لا يوجد إلا في النهار فيما نعيش في الليل في رعب متواصل في ظل إطلاق النار العشوائي من قبل الجيش السوري في تلكلخ باتجاه منازلنا في العريضة ووادي خالد».

ويعتبر وزير البيئة محمد رحال أن «التخوف من دخول عسكري سوري وغيره من أعمال طبيعي، وكذلك أي انعكاسات سلبية قد تصيب لبنان جراء ما يحصل في سوريا»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نتخوف كذلك من سعي القيادة السورية إلى تصدير مشكلتها الداخلية إلينا فنأخذ نصيبنا منها، ولكننا على ثقة أن الجيش اللبناني والعناصر الأمنية ستكون موجودة بالأعداد والظرف المناسب للتصدي لمحاولات كهذه».

ويلفت رحال إلى أن «هناك قرارا واضحا وصريحا من قبل تيار المستقبل برفض أي حراك داخلي مناهض للنظام السوري». ويضيف: «نحن أول من عارضنا طلب حزب التحرير للتظاهر في طرابلس وما زلنا نعارض أي تحرك في هذا الإطار كي لا نعطي أجهزة المخابرات السورية وقوى (8 آذار) أي سبب لتصدير الأحداث السورية إلينا».

بموازاة ذلك، حذرت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» من «إقدام فريق (8 آذار) في ظل الفراغ الحكومي ووسط انغلاق العلاقات اللبنانية - اللبنانية، على مغامرات تقود إلى الفوضى على أنواعها وتؤدي إلى تدمير ما تبقى من مقومات الدولة ومعها مصالح اللبنانيين كافة».

وتوقفت قوى «14 آذار» أمام «حملة الأكاذيب المتجددة عن تدخل لبناني في ما يجري في سوريا»، ورأت فيها «تكرارا لمحاولة ربط لبنان بمسارات الأزمة السورية»، مشيرة إلى «ما أدلى به وزير الخارجية السوري قبل يومين من تصريحات، فهو إذ أطلق معادلة مستغربة للعلاقات اللبنانية - السورية تفيد بأن (الأمن في سوريا من أجل الأمن في لبنان)، بدا مهددا للبنان في أمنه واستقراره».

وفي هذا الإطار، أكدت الأمانة العامة «الحرص على أمن البلدين معا من أجل علاقات لبنانية - سورية طبيعية وسوية»، محذرة من «استرهان لبنان في فراغه القائم ومن استخدامه مجددا (ساحة) لتوجيه الرسائل»، منبهة «مما يحصل من الطرف السوري على الحدود الشمالية للبنان من انتهاكات»، مطالبة الجيش «بضمان أمن هذه المنطقة وحماية مواطنيها».

وكان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وصف الحدود اللبنانية السورية بـ«الفالتة»، متحدثا عن «دخول كميات كبيرة من السلاح عبر لبنان لسوريا مما أدى لارتفاع أسعارها». ورفض فرنجية «تحول لبنان لمقر للتآمر على سوريا»، مؤكدا «وجود تهريب للسلاح من لبنان إلى سوريا».