مركز الأرصاد الجوية في آيسلندا: ثوران البركان انتهى

بعد أقل من أربعة أيام على بدء ثورانه

رئيس مركز المعلوماتي للطيران الألماني فرانك ويبير يوضح على خريطة انتشار الرماد البركاني المنطلق من بركان غريمسفوتن الآسلندي أمس في مدينة لانغين الألمانية (أ.ف.ب)
TT

انتهى نشاط البركان غريمسفوتن الآيسلندي أمس، بعد أقل من أربعة أيام من بدء ثورانه، بحسب خبراء جيولوجيا آيسلنديين، استبعدوا بذلك حدوث حالة فوضى في الملاحة الجوية شبيهة بتلك التي سببها بركان ايافيول قبل سنة.

وقالت خبيرة في مركز الأرصاد الجوية في آيسلندا، لوكالة الصحافة الفرنسية «لم يسجل أي نشاط بركاني منذ الساعة الثانية صباحا تغ. سحابة الرماد اختفت تقريبا».

وبعد أن وصلت إلى ارتفاع 20 كم في الساعات التي أعقبت ثورانه، تراجع ارتفاع السحابة إلى أقل من ألفي متر مساء الثلاثاء. واعتبارا من مساء الثلاثاء قالت السلطات الآيسلندية إن ثوران البركان يفترض أن ينتهي مع نهاية الأسبوع.

وأفادت أجهزة الطوارئ بأنه يتوقع أن تحلق طائرة فوق غريمسفوتن لتحديد الأوضاع بدقة أكبر، خصوصا تحليل تركيبة السحابة. وقالت أوردار غونارسدوتير، المتحدثة باسم الدفاع المدني «لا يمكننا إعلان وفاته (البركان) قبل حصول ذلك فعليا». لكن ثوران البركان غريمسفوتن الذي بدا عنيفا في البداية تراجعت حدته. وأضافت أن الهزات الارتدادية قرب البركان توقفت الثلاثاء، وتراجع النشاط البركاني تدريجيا إلى أن وصل إلى مستوى «محدود جدا». وغريمسفوتن الواقع تحت جبل فاتنايوكول الجليدي جنوب شرقي آيسلندا هو البركان الأكثر نشاطا على الجزيرة، لكن ثورانه محدود في الإجمال، باستثناء ثورانه في 1873 الذي استمر سبعة أشهر. واستبعد الخبراء، ردا على أسئلة لوكالة الصحافة الفرنسية، ثورانه مجددا قريبا.

وقال بيورن أودسون، الخبير الجيولوجي في جامعة ريكيافيك الذي راقب البركان مساء الثلاثاء، إن السحابة مكونة حصريا من البخار الآتي من جبل الجليد، وإن الرماد لم يعد يتناثر على علو مرتفع. وأوضح أن البركان «لا يزال يقذف الرماد، لكنه لا يتناثر في الجو، بل يتساقط على جبل الجليد. كانت هناك سحابة تصل إلى كيلومتر مكونة أساسا من البخار، لأن البركان سينتج بخارا لبضعة أيام بعد انتهاء ثورانه». حتى وإن لم يسبب مثل البركان أيافيول في 2010 اضطرابا في حركة الملاحة الجوية، والذي أدى إلى إلغاء 100 ألف رحلة واحتجاز ثمانية ملايين مسافر في المطارات، فإن البركان غريمسفوتن أظهر تفوقه من الناحية الجيولوجية.

وقالت رئيسة الوزراء الآيسلندية يوهانا سيغورداردوتير إنها تفقدت الثلاثاء المنطقة التي تأثرت بالرماد البركاني، مشيرة إلى «اننا شهدنا الأسوأ»، وأن «عملية التنظيف ستبدأ»، بحسب بيان نشره مكتبها أمس.

وقالت لدى عودتها من زيارتها «شهدت آيسلندا كارثة طبيعية، وتحضر الحكومة سلسلة تدابير لمساعدة السكان على تنظيف المناطق التي تأثرت والسماح باستئناف النشاط الاقتصادي بشكل طبيعي».

واستنادا إلى حسابات خبراء فإن السحابة التي سببها البركان غريمسفوتن وصلت إلى ارتفاع 20 كم، أي أعلى بمرتين من أقصى مستوى بلغه ثوران البركان في 2010، وخلال أول 24 ساعة، وقذف رمادا أكثر مما قذفه ايافيول خلال 40 يوما. إلا أن البركان غريمسفوتن تسبب في إلغاء 500 رحلة الثلاثاء، معظمها في شمال بريطانيا، و700 رحلة الأربعاء من وإلى ألمانيا.

وذكرت المنظمة الأوروبية لسلامة الطيران (يورو كونترول) أن باقي الدول الأوروبية لم تتأثر بالنشاط البركاني، وتوقعت أن تعود حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها مساء أمس.