الجزائر: اتساع جبهة مقاطعي جلسات المشاورات حول الإصلاحات

بعد انضمام بن بيتور ورابطة حقوق الإنسان إليها

TT

أعلن قطبان من المعارضة الجزائرية مقاطعة المشاورات السياسية التي تجريها رئاسة الجمهورية منذ السبت الماضي، تحسبا لإصلاحات دستورية، بدعوى أن «السلطة غير جادة في مسعاها». وفي غضون ذلك تواصل أمس استقبال رؤساء الأحزاب، لأخذ مقترحاتهم بشأن الإصلاحات.

وقال رئيس «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، مصطفى بوشاشي، في بيان أمس، إنه تلقى دعوة من عبد القادر بن صالح، رئيس «هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية»، للمشاركة في جلسات الاستماع لمقترحات الأحزاب والتنظيمات بخصوص الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأعلن رفضه تلبية الدعوة بذريعة أن النظام «وصل إلى مرحلة تاريخية تستلزم التغيير الحقيقي بهدف إرساء دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية»، مشيرا إلى أن «إدراك النظام لضرورات التغيير، وإن كان متأخرا، أحسن من التعنت واستمرار السير في الاتجاه المعاكس لمطالب وتطلعات الشعب».

ويعتقد بوشاشي، وهو محام وقيادي في التنظيم المسمى «تنسيقية الديمقراطية والتغيير»، أن الرابطة الحقوقية «ترى أن الآلية المعتمدة للحوار لا يمكنها أن تحقق الإصلاح الذي ننشده كوطن ومواطنين، ذلك أنه كان يستوجب إشراك الجزائريين من أحزاب سياسية ومجتمع مدني وشخصيات وطنية لوضع آلية المشاورات». وأضاف: «آليتكم لم تكن موضوع مشاورات مسبقة، وهي لا تملك أية صلاحية تجعل ما ينبثق عن هذه المشاورات، يتحول إلى قرارات نافذة وسيدة، ولأنكم رئيس معين لمؤسسة تشريعية، يساعدكم مستشاران من رئاسة الجمهورية يجعل آلية القيام بذلك نفسها مطعونا في موضوعيتها». يشار إلى أن بن صالح يرأس الغرفة البرلمانية الثانية (مجلس الأمة).

من جهته، أعلن رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، وهو من أشد معارضي سياسات الرئيس بوتفليقة، عدم مشاركته في جولات الحوار. وقال في بيان وزعه على الصحافة أول من أمس إن «هيئة المشاورات تؤدي دور صندوق بريد تجتمع فيه اقتراحات معروفة لأحزاب وشخصيات سياسية».

وأضاف أنه «لمن المؤسف أن نلاحظ مرة أخرى، أن السلطة ترفض الاعتراف بفشلها ومحدوديتها والخطر الذي تمثله على الجزائر، فبدل أن ترد إيجابيا على تحذيرات الشعب بإحداث تغييرات حقيقية، من خلال برنامج للتغيير يجسد المبادئ والشروط المتفق عليها، ها هي تلجأ من جديد لردود فعل قديمة سعيا لإنقاذ موظفيها وزبائنها، حتى لو أدى ذلك إلى التلاعب بمستقبل الجزائر بلجنة (هيئة التشاور) لا تملك أي هدف ولا سلطة».

وسبق لحزبين معارضين أن أعلنا عدم المشاركة في المشاورات حتى قبل أن توجه لهما الدعوة، هما «جبهة القوى الاشتراكية» وهي أقدم حزب معارض، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» الذي يمثل رأس المطالبين بالتغيير.

واستقبل بن صالح أمس شلبية محجوبي، رئيسة «الحركة من أجل الشبيبة والديمقراطية» وعلي بوخزنة، رئيس «حركة الوفاق الوطني»، وهما حزبان صغيران لا يظهران إلا في المواعيد الانتخابية. وقد تسلم منهما مقترحاتهما حول الإصلاحات.