وزير خارجية المغرب: لم نؤيد تدخلا عسكريا في ليبيا.. لكن لولاه لاستمرت المذابح

الفاسي الفهري يبدي استغرابه لعدم زيارة قادة أفارقة إلى بنغازي بعد أن زاروا طرابلس

الطيب الفاسي الفهري
TT

قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، إن المغرب لم يؤيد التدخل العسكري في ليبيا ولم يشارك فيه، لكنه قال في المقابل، إنه لولا قرار مجلس الأمن التدخل لحماية المدنيين لاستمرت المذابح، معربا عن أسفه لسقوط آلاف القتلى في المعارك الدائرة في البلاد.

وأعرب الفاسي الفهري، الذي كان يتحدث أمس في لقاء نظم بالرباط بمناسبة الاحتفال باليوم الأفريقي، عن أسفه لكون دول الاتحاد الأفريقي، وكذا الدول المغاربية، لم تستطع القيام بدور فعال لإنهاء الأزمة الليبية. وانتقد الفاسي الفهري، ضمنيا، المبادرة التي قام بها الاتحاد الأفريقي في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، وقال متسائلا «كيف يزور عدد من القادة الأفارقة العاصمة طرابلس دون أن يقوموا بزيارة مماثلة لبنغازي؟».

وفي موضوع ذي صلة، قال الفاسي الفهري إن المغرب لن يعود إلى منظمة الاتحاد الأفريقي ما لم تتغير الأسباب التي أدت إلى انسحابه منها، مشيرا إلى أن بلاده انسحبت من المنظمة لأسباب «سياسية موضوعية»، وتساءل الفاسي الفهري هل توجد منظمة إقليمية في العالم تضم دولة غير موجودة وغير معترف بها من طرف ثلثي البلدان الأعضاء فيها؟

وأوضح الوزير المغربي أن 18 دولة فقط من أصل 52 تعترف بهذه الدولة، في إشارة إلى «الجمهورية الصحراوية العربية»، التي قبلت عضويتها في المنظمة، التي كانت تسمى آنذاك منظمة الوحدة الأفريقية، عام 1982، وانسحب المغرب منها عام 1984 احتجاجا على ذلك.

وقال الفاسي الفهري إن عودة المغرب متمناة من طرف المغاربة، ومن قبل عدد كبير من الدول الأفريقية، حيث لا يمر أسبوع، كما قال، دون أن نتلقى دعوة للعودة إلى المنظمة.

وأضاف «كيف يعقل أننا قد نصبح أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، في حين لسنا أعضاء في الاتحاد الأفريقي، ونحن دولة أفريقية؟». وزاد قائلا «المغرب انسحب من هذه المنظمة في ظروف استثنائية، ولا يمكنه العودة إلا إذا كان هناك تغير أو تطور». بيد أن المسؤول المغربي قال إنه سيظل متفائلا بشأن إمكانية العودة.

وفي السياق ذاته، قال الفاسي الفهري إن الرباط طورت علاقاتها مع القارة الأفريقية في إطار العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن المغرب وقع ما بين 2000 و2010، على اتفاقيات سياسية واقتصادية وتقنية مع أكثر من 40 دولة أفريقية. وأضاف أن المغرب لديه مشاريع عدة في القارة الأفريقية في مجالات البنية التحتية، والصحة، والنقل الجوي، والكهرباء، والاتصالات، والقطاع البنكي.

ودعا الفاسي الفهري الدول الأفريقية إلى تحقيق التنمية المحلية في كل بلد على حدة، حتى يتسنى بناء اتحادات إقليمية مندمجة اقتصاديا ومنسجمة سياسيا، مشيرا إلى أن مشروع الولايات الأفريقية المتحدة مشروع طموح، إلا أنه يصعب حاليا تحقيقه على أرض الواقع.