الجيش العراقي في مراحل أخيرة من تقييم مدى جاهزيته بعد الانسحاب الأميركي

«جيش المهدي» يتظاهر اليوم في بغداد ضد التمديد للقوات الأميركية

عراقيون يعدون أمس لافتات تطالب برحيل القوات الأميركية لرفعها في استعراض لـ«جيش المهدي» في بغداد اليوم (أ.ف.ب)
TT

فيما تشهد بغداد اليوم استعراضا لـ«جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر للمطالبة بعدم تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق، قال مصدران مطلعان إن الجيش العراقي يعد تقييما قد يقر بوجود ثغرات في جاهزيته في خطوة قد تعزز الرأي المطالب بتمديد الوجود الأميركي.

وقال مساعد في الكونغرس لوكالة رويترز إن مراجعة القدرات العسكرية العراقية تجيء قبل انسحاب مقرر للقوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الحالي وإنه من المتوقع عرض هذه المراجعة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وكبار الزعماء السياسيين العراقيين. وأضاف المساعد الذي طلب عدم نشر اسمه «الغرض من هذا هو تخفيف الاحتقان السياسي في الجدل (حول استمرار وجود القوات الأميركية) والتركيز على المسألة الحقيقية وهي ما هي قدرات الجيش العراقي». وذكر المصدر أن عملية التقييم في مراحلها الأخيرة.

ووصف شخص آخر مطلع على الأمر تحدث من بغداد، وطلب عدم نشر اسمه، العملية بأنها عملية «تقييم لمدى التأهب». ولم يتضح ما إذا كانت نتائج التقييم ستنشر أو يقر بها علنا المسؤولون العراقيون.

وكان المالكي قد كرر مرارا عدم حاجة بلاده إلى قوات أجنبية لكنه فتح الباب فيما يبدو في وقت سابق من الشهر لاستمرار الوجود الأميركي قائلا إن الكتل السياسية العراقية سيكون مطلوبا منها مناقشة مسألة بقاء القوات الأميركية إلى ما بعد التاريخ المقرر للانسحاب. وهذا القرار محفوف بالمخاطر بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي. فرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة مشارك بكتلته في الحكومة الائتلافية العراقية. وقال مساعدوه الشهر الماضي إنه يمكنه أن يطلق عنان ميليشيا جيش المهدي الذي يتزعمه إذا لم ترحل القوات الأميركية بنهاية العام.

وفي الإطار نفسه تشهد بغداد اليوم «استعراضا» لجيش المهدي للمطالبة برحيل القوات الأميركية. وبينما كان مقررا أن يتم تنظيم استعراض للتيار الصدري في الأحياء ذات الكثافة الشيعية من العاصمة وأبرزها مدن الصدر والحرية والشعلة بالإضافة إلى حي العامل وهو ما يعني عزلها عن باقي أحياء ومدن العاصمة، فقد أعلن قيادي صدري بارز في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاستعراض يقتصر على مدينة الصدر فقط وقد حصلنا على الموافقات الأصولية في تنظيمه». وقال النائب في البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية حاكم الزاملي إن «هذا الاستعراض هو ليس أكثر من استعراض سلمي مدني وهو ليس موجها لأي طرف أو لأي جهة بل هو فقط رسالة موجهة للمحتلين الأميركيين بأننا نرفض وجودهم في العراق». وأضاف الزاملي أن «هذا الاستعراض لا يقتصر على أبناء التيار الصدري وإن كانوا هم من ينظمه بل يشمل جميع أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته وأديانه فالصدريون لا يفرقون على أسس عرقية أو قومية أو مذهبية ولا يسعون أبدا عبر هذا الاستعراض إلى استعراض قوة أو عضلات بأي معنى من المعاني».

وكشف الزاملي أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «أصدر أوامره بأن لا ترفع صور أي من رجال الدين ومراجعه خلال الاستعراض بمن في ذلك صور والده المرجع الراحل محمد محمد صادق الصدر وصوره هو شخصيا» مشيرا إلى أنه «طلب أن يرفع فقط أعلام العراق الوطنية كما أن الشعارات التي تقرر أن ترفع خلال الاستعراض لا تشمل طائفة بعينها بل هي شعارات ولافتات وطنية وإسلامية بشكل عام فقط».

وبدت بغداد أمس وكأنها في ظل ظرف استثنائي. فقد كثفت الأجهزة الأمنية من انتشارها في جانب الرصافة من العاصمة بغداد. وطبقا لمصدر أمني فإن قوات من استخبارات وزارة الداخلية، إلى جانب قوات من الشرطة الاتحادية انتشرت بشكل واسع مساء أول من أمس في مناطق بغداد الجديدة، ومداخل مدينة الصدر، وزيونة، وشارع فلسطين تزامنا مع استعراض جيش المهدي. وأشار المصدر إلى أن التعليمات الأمنية صدرت بتكثيف إجراءات التفتيش ومتابعة الأهداف المشبوهة لمنع أي حالة خرق أمني قد تستهدف المستعرضين.