قطار زعيم كوريا الشمالية يصل بكين سرا ممهدا الطريق لعقد قمة

زيارة كيم جونغ تهدف للحصول على مساعدة اقتصادية

TT

وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل إلى بكين أمس مواصلا زيارته المحاطة بسرية إلى الصين والهادفة على الأرجح إلى الحصول على مساعدة اقتصادية ومقترحات لتنمية بلاده التي تمر بمرحلة صعبة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب».

وقالت الوكالة إن كيم وصل إلى العاصمة الصينية أمس على متن قطاره الخاص، وستكون هذه ثالث زيارة يقوم بها كيم للصين خلال نحو عام. ونادرا ما يسافر الزعيم الكوري الشمالي إلى الخارج، وحين يفعل، يستقل قطاره الخاص، ويعتقد أنه يخاف ركوب الطائرات.

وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي توجه إلى مقر الضيافة الرسمي في دياويوتاي وسط بكين حيث يستقبله الرئيس الصيني هو جينتاو. وهي ثالث زيارة خلال عام تقريبا للزعيم الكوري الشمالي إلى حليفه الرئيسي. وكان كيم جونغ إيل الذي وصل الجمعة إلى الصين قد توجه أولا إلى شمال شرقي البلاد قبل أن يتوجه خصوصا إلى يانغزهو ونانكين (شرق). وقد أحيطت زيارته ككل مرة بتكتم شديد. وكان نظام بيونغ يانغ مترددا حتى الآن في إدخال إصلاحات تخوفا من تلاشي قبضته على الحكم.

ويبدو هذه المرة أن كيم يظهر اهتماما جديدا بنجاح اقتصاد الصين الذي حثه قادة الحزب الشيوعي في بكين مرارا على محاكاته وفتح اقتصاد كوريا الشمالية الذي تسيطر عليه الدولة أمام المزيد من الاستثمارات الأجنبية وقوى السوق.

وازداد النفوذ الاقتصادي الصيني على كوريا الشمالية التي تواجه صعوبات اقتصادية، بعدما أوقفت كوريا الجنوبية والدول الغربية مساعدتها بسبب التهديد النووي الكوري الشمالي ورفض بيونغ يانغ بحث مسألة نزع أسلحتها النووية. وزادت المبادلات التجارية بين كوريا الشمالية والصين بنسبة 32% العام الماضي، لتصل إلى 2.4 مليار يورو. ومنذ تدهور وضعه الصحي في أغسطس (آب) 2008، حرص الزعيم الكوري الشمالي على تسريع عملية الخلافة لمصلحة نجله كيم جونغ -أون. وتولى النجل الأصغر، 27 عاما، مناصب عليا اعتبارا من سبتمبر (أيلول) فبات عضوا في اللجنة المركزية للحزب الواحد الحاكم ونائبا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية فيه.

إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونج - هوان أن كوريا الشمالية يجب أن تتخلى عن برنامجها النووي لضمان حياة أفضل لشعبها وتحقيق الوحدة مع كوريا الجنوبية.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن هوان قوله خلال محاضرة في جامعة شونام الوطنية في مدينة جوانجيو جنوب غربي البلاد على بعد 329 كيلومترا من سول: «لقد قدمنا الكثير من المعونات (للشمال) بموجب سياسة (الشمس المشرقة) لكن لم نسمع عن أي تحسن في حياة الشعب الكوري الشمالي. لذلك، فإن المعونات المادية يتم استهلاكها فحسب، ولا تؤدي إلى تنمية».

وشكلت ما تسمى «سياسة الشمس المشرقة» أساسا لسياسة سول تجاه كوريا الشمالية أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة حيث أرسل الرئيسان السابقان الراحلان كيم داي - يونج وروه – مو - هيون معونات غذائية غير مشروطة وإمدادات أخرى لكوريا الشمالية، وفقا لما ذكرته «يونهاب». وأضافت «يونهاب» أنه يتم الآن وقف معظم تلك المعونات في ظل إدارة لي ميونج - باك المحافظة التي ربطت المعونات بتخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي.