مجموعة الثماني تسعى في قمة دوفيل لدعم الثورات العربية

ستبحث قضايا كبرى أخرى مثل الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي والإنترنت

ناشطون بنغلاديشيون يلبسون أقنعة لزعماء قمة الثماني أثناء مظاهرة احتجاج في داكا أمس (أ.ب)
TT

يسعى قادة مجموعة الثماني في اجتماعهم الأول منذ بداية «الربيع العربي»، لتقديم دعم كثيف لعمليات الانتقال إلى الديمقراطية ولتحديد آليات للخروج من الأزمة، خصوصا في ليبيا وسوريا.

كما ستشكل القمة التي ستعقد اليوم (الخميس) وغدا (الجمعة) في دوفيل شمال غربي فرنسا، فرصة للتعبير عن تضامن الدول الغنية الثماني الكبرى مع اليابان، بعد شهرين من وقوع حادث محطة فوكوشيما النووية، وللبحث في وضع «معايير دولية للسلامة».

وستبحث أيضا قضايا كبرى أخرى مثل الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي والإنترنت التي أدرجت للمرة الأولى على جدول أعمال قمة كهذه، لكن الثورات العربية فرضت نفسها على رأس جدول الأعمال.

وبعد الثورتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بالرئيسين المصري والتونسي، يواصل الثوار الليبيون تحدي الزعيم معمر القذافي، فيما الحركة الاحتجاجية في سوريا على أشدها رغم قمعها بقسوة.

وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اختار أن يجعل من دوفيل «لحظة مؤسسة لشراكة طويلة الأمد» بين الدول العربية التي تدعم الديمقراطية ومجموعة الثماني (الولايات المتحدة وروسيا واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا).

ووفق نموذج المساعدة التي قدمت إلى أوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين، سيضع المصرف الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية خبرته ومهاراته في تصرف الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. وحددت كل من مصر وتونس اللتين تشهدان موسما سياحيا كارثيا، احتياجاتهما وتبلغ 10 مليارات دولار للقاهرة حتى منتصف 2012، و25 مليارا لتونس على 5 سنوات.

وتقول باريس وبرلين إن القمة لن تكون «مؤتمرا للمانحين»، لكن إعلانات الدعم بالأرقام بدأت ترد، خصوصا على شكل تخفيف ديون أو مساعدات استثمارية.

وكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي عن خطته لتقديم مساعدة بمليارات الدولارات لتشجيع إحلال الديمقراطية في الدول العربية.

ويستعد البنك الدولي لتخصيص مبلغ يصل إلى 6 مليارات دولار لمصر وتونس شرط مواصلة الإصلاحات.

وتقول باريس إن دعم تونس والقاهرة والدعوة الاستثنائية التي وجهت إلى قادة 3 دول أفريقية (ساحل العاج وغينيا والنيجر) يتميزون «بمسيرة ديمقراطية نموذجية»، على حد قول باريس، يفترض أن يشكل رسالة موجهة إلى دول تصطدم فيها المطالبات الشعبية بقمع وحشي كما في ليبيا وسوريا.

وتسعى باريس لتحقيق توافق بشأن هذه الملفات، خصوصا مع روسيا التي ما زالت تنتقد التدخل في ليبيا وتبقى سندا ثابتا لسوريا بشار الأسد، الذي فرضت عليه عقوبات أميركية وأوروبية وكندية.

إلا أن موسكو نددت الأربعاء بتكثيف ضربات حلف شمال الأطلسي في ليبيا، وحذرت من أنه على قمة مجموعة الثماني عدم النظر في إجراءات رد على أنظمة عربية يتهمها الغرب بقمع حركات احتجاجية.

وقالت الرئاسة الروسية في بيان عشية افتتاح القمة إن «مجموعة الثماني يجب ألا تتحول إلى هيئة تقترح إجراءات ضغط وعقوبات».

وأكد الكرملين أن هذا الاجتماع للقوى الكبرى ليس الإطار المناسب لبحث إجراءات تعتمد ردا على الانتفاضات في العالم العربي، مشددا على أن موسكو ستواصل إقامة علاقات ثنائية مع دول الشرق الأوسط.

وقال إن «روسيا ستواصل العمل على إقامة علاقات ثنائية مفيدة للطرفين مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد صعوبات اقتصادية وسياسية واقتصادية وإنسانية». كما سيناقش الأميركيون والأوروبيون والروس أفكارهم بشأن تحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مع اقتراب الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وينوي الفلسطينيون إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد خلافا لرغبة الولايات المتحدة وإسرائيل.

من جهته، عبر الرئيس أوباما للمرة الأولى عن تأييده لدولة فلسطينية تقوم على أساس حدود عام 1967 «مع تبادلات يتفق عليها الطرفان». وستبحث قمة دوفيل التي ستجري وسط إجراءات أمنية مشددة نشر من أجلها 12 ألف شرطي ودركي، في رئاسة صندوق النقد الدولي التي أعلنت وزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد الأربعاء ترشحها لتوليها خلفا لدومينيك ستروس - كان.

وقالت لاغارد، 55 عاما، «قررت تقديم ترشحي لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي». وأضافت «هذا القرار اتخذته بعد تفكير طويل وبالاتفاق مع رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) ورئيس الوزراء (فرنسوا فيون) اللذين يدعمانني بالكامل في هذه الخطوة»، مؤكدة أنها تريد «الحصول على أكبر توافق» ممكن. وقال مصدر فرنسي إن المسألة ليست مدرجة على جدول الأعمال لكن «الكواليس تؤيد بحث المسألة».