بسيارة مفخخة تحتوي على 300 كيلوغرام من المتفجرات

باكستان: انتحاري من طالبان يدمر مركزا للشرطة ثأرا لمقتل بن لادن

TT

دمر انتحاري يقود شاحنة صغيرة مفخخة مركزا للشرطة بالكامل مما أدى إلى مقتل خمسة شرطيين وجندي، أمس، في بيشاور بباكستان في الاعتداء الرابع الذي تتبناه حركة طالبان ثأرا لمقتل أسامة بن لادن. وأصيب 23 شخصا على الأقل بينهم تسعة من رجال الشرطة، بينما يحاول رجال الإنقاذ تحديد مكان أربعة أو خمسة أشخاص لا يزالون تحت الأنقاض. وكانت حركة طالبان توعدت في يوم مقتل أسامة بن لادن قبل ثلاثة أسابيع في عملية كوماندوز أميركية بتكثيف هجماتها التي أوقعت نحو 4400 قتيل في أقل من أربع سنوات في هذه الدولة المتحالفة مع واشنطن في «الحرب على الإرهاب». وتوعدت خصوصا بمهاجمة قوات الأمن متهمة إسلام آباد وجيشها بالتواطؤ في العملية التي أدت إلى مقتل بن لادن في 2 مايو (أيار) في شمال البلاد.

وقال شاهد من «رويترز» إن مركز الشرطة الذي يوجد به مكتب إدارة التحقيقات الجنائية الذي يحقق أيضا في أنشطة الجماعات المتطرفة، دمر في الانفجار. كما يوجد في الجوار منطقة تدريب للقوات الخاصة ومقر سكان للضباط. وقال الضابط في الشرطة محمد إيجاز في بيشاور لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «انتحاريا اقتحم بسيارته المفخخة مركز الشرطة الجنائية في الحي العسكري في بيشاور»، مؤكدا أن المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق قد دمر كليا. وأعلنت شرطة بيشاور، كبرى مدن إقليم خيبر باختونخوا، الواقع قرب المناطق القبلية التي تعتبر معقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة، أن خمسة شرطيين وجنديا قتلوا. وقال بشير أحمد بيلور، الوزير من دون حقيبة في الحكومة الإقليمية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «أجهزة الإسعاف تحاول تحديد مكان ضحايا آخرين تحت أنقاض المبنى». وأضاف «نعتقد أن هناك أربعة إلى خمسة أشخاص تحت الأنقاض». وأفاد المصدران بأن السيارة المفخخة وهي شاحنة صغيرة كانت تحتوي على 250 إلى 300 كلغ على الأقل من المتفجرات وتناثرت شظاياها على بعد 300 متر. وأوضح إيجاز أن وقوع الانفجار في وقت مبكر صباحا يفسر الحصيلة المتدنية نسبيا لضحايا اعتداء مدمر مثل الذي وقع اليوم. وقال «في مثل هذه الساعة، يكون عادة هناك بين 10 و15 شخصا في مركز الشرطة». يشار إلى أن القنصلية الأميركية تقع على بعد مائة متر من مركز الشرطة الذي تعرض للاعتداء في وسط حي يقيم فيه الضباط وعائلاتهم وتخضع عادة لحماية أمنية مشددة. وطوق العسكريون على الفور المكان. وقد تبنت حركة طالبان الهجوم في ميرانشاه. وقال إحسان إحسان الله المتحدث باسم حركة طالبان بباكستان في اتصال من مكان مجهول مع وكالة الصحافة الفرنسية «سوف نزيد من وتيرة هذه الهجمات للانتقام لمقتل أسامة بن لادن». وأكد أن «هذه الهجمات سوف تتواصل حتى وقف هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار وعمليات الجيش في المناطق القبلية الباكستانية».

وليل الأحد/ الاثنين قام أربعة أو ستة انتحاريين من طالبان بقتل عشرة عسكريين وتدمير طائرتين للجيش في كراتشي جنوب العاصمة الاقتصادية لباكستان.

كما تبنت طالبان هجومين انتحاريين في 13 مايو أمام مركز تدريب للشرطة في شبقدار (شمال غرب) أوقعا 98 قتيلا، لا سيما من مجندي الشرطة.

ويوم الجمعة فجرت طالبان عبوة عند مرور سيارات دبلوماسية تابعة للقنصلية الأميركية في بيشاور مما أدى إلى مقتل أحد المارة وإصابة أميركيين اثنين بجروح طفيفة. وقال إعجاز خان، وهو ضابط شرطة كبير إن المهاجم الانتحاري صدم سيارته الملغومة في بوابة المركز الواقع على طريق مؤد إلى أفغانستان عبر ممر خيبر. ووقع هجوم اليوم على بعد كيلومتر واحد من القنصلية الأميركية وفي نفس الحي الذي انفجرت فيه سيارة ملغومة الأسبوع الماضي أثناء مرور قافلة قنصلية أميركية مما أدى إلى مقتل رجل وإصابة نحو 12 شخصا بجروح من بينهم أميركيان.