فيلتمان: واشنطن لا تتخوف من سعي الإسلاميين للوصول لحكم مصر

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: استعادة أموال مبارك تخضع لقانوني البلدين

TT

قال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة لا تتخوف بشكل مبالغ به من ظهور التيارات الدينية والإسلامية في مصر وسعي بعضها إلى كرسي الحكم.

وأضاف فيلتمان، خلال مائدة مستديرة بمقر السفارة الأميركية في القاهرة، حضرها عدد محدود من الصحافيين، «نحن نثق بقدرات الشعب المصري الذي استطاع أن ينصهر بكامله في ثورة 25 يناير في ميدان التحرير حينما كان المسلم يحمي المسيحي والعكس صحيح، والمطالب موحدة، فما حدث في مصر كان مصدر إلهام كبير للعالم وليس للأميركيين فقط، وهذا يعطينا ثقة كبيرة بالتوجه الذي تسير إليه مصر، فهذه الروح قادرة على حماية الثورة ومكتسباتها والدفع بمصر للأمام، ولكن من دون شك هناك تخوف من التطرف وهذا تخوف مشروع، فمن حق أي أحد في العالم أن يخاف من عدم تطبيق العدالة والحفاظ على الحريات العامة وحرية التعبير».

وأضاف فيلتمان «هذا التخوف يندرج أيضا نحو بعض المخاوف التي تتحدث عن إمكانية إقامة دولة مسيحية داخل الدولة المصرية، وهنا أقول إن واشنطن لا يمكنها أن تحدد ما يريده المصريون لأنفسهم، فالوحدة الوطنية التي شاهدناها في التحرير خير دليل على معدن هذا الشعب، ولكن للأسف أحداث إمبابة الطائفية الأخيرة أعادت للأذهان مخاوف الفتن الطائفية من جديد، ولكن على المصريين أن يستعيدوا روح ميدان التحرير، فهي العامل الحقيقي لرسم مستقبل مصر وليس إثارة الفتن الطائفية».

وحول الدعوات لوجود مراقبة دولية للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية القادمة، أكد فيلتمان «أن المصريين فقط هم المعنيون بطلب المراقبة الدولية أو منظمات المجتمع المدني أم لا، على مجريات هذه الانتخابات وليس من حق أحد أن يفرض أمرا ما على المصريين لأنهم أصحاب الشأن، وأيا كان قرارهم فعليهم النظر إلى التجارب العالمية الشبيهة بتطبيق النموذج الديمقراطي». وقال فيلتمان إن الأرصدة المالية التي تخص الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته لدى الولايات المتحدة، تخضع لتنسيق مصري - أميركي مشترك، مضيفا «هناك تعاون وثيق بين المصريين والأميركيين حول أموال مبارك غير الشرعية في أميركا، والأمر يخضع لكل من القانونين الأميركي والمصري ويتطلب بعضا من الوقت لحين الانتهاء منه، وذلك راجع إلى تطبيق هذه القوانين، وبعض الأمور الفنية الأخرى ككشف الحسابات السرية والتعامل مع المصارف المختلفة، لكنها تجري على قدم وساق على كل حال».

وحول مستقبل العلاقات المصرية - الإيرانية، قال فيلتمان إن «مصر تشهد تحولا ديمقراطيا كبيرا، لكن هذا الأمر لا يقابله رد فعل مماثل من إيران». واعتبر فيلتمان أن العلاقات المصرية - الإيرانية محفوفة بالمخاطر لمصر وللمصالح الأميركية كذلك، وبرر ذلك بقوله «خاصة في ظل التحول الديمقراطي الكبير الذي تسير إليه مصر في ما بعد ثورة 25 يناير، لكن القيادة الإيرانية لا تحقق أسس الديمقراطية على أرضها ولا تقابل هذا التحول الديمقراطي بشكل إيجابي». وقال المسؤول الأميركي إن «إيران تحاول التدخل وإثارة المشاكل في كل من العراق، لبنان، سوريا، وتحاول استغلال الربيع العربي للديمقراطية، في الوقت الذي تقمع فيه شعبها».

من جهة أخرى، أكد فيلتمان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يسعى بجدية نحو إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات من جديد على الرغم من التعنت الإسرائيلي الخاص برفض العودة لحدود 1967. وقال فيلتمان، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»: «لن أعلق على الموقف الفلسطيني أو الإسرائيلي تجاه المساعي الأميركية، ولكني أؤكد أن الإدارة الأميركية تسعى جاهدة إلى تطبيق حل قيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية على أرض الواقع، حتى لا تتحول بمرور الوقت إلى مجرد (عبارة رنانة) في المطلق يتداولها الإعلام فقط».