اليمن: صالح يواجه «الثأر» داخليا وضغطا خارجيا

كيف تأزمت العلاقة بين الرئيس وزعيم قبيلة حاشد؟

الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد (إ.ب.أ)
TT

عرف الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ اليمن وزعيم قبيلة حاشد، بأنه رجل القبيلة القوي في اليمن و«صانع الرؤساء»، كما كان يسمى، ويرجع جميع المراقبين وصول الرئيس علي عبد الله صالح إلى السلطة ، إلى دعم الأحمر الذي توفي أواخر عام 2007، بعد أن كانت بدأت علاقته مع صالح في التوتر.

ومنذ أن خلف الشيخ صادق الأحمر والده في زعامة قبيلة حاشد القوية والنافذة، ظل محافظا على العلاقة الطيبة مع صالح ولم يتخذ مواقف خصومة ضده، كما هو الحال مع شقيقة رجل السياسية والمال حميد الأحمر، إلا أنه وبعد أن قاد وساطة بين المعارضة والرئيس صالح وفشلت، اتخذ موقفا معارضا لصالح وأعلن دعمه لثورة الشباب، إلا أن وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم من مواجهات مسلحة مباشرة ومواقف إعلامية نارية، إن جاز التعبير، لا يمكن التراجع عنها أو العودة بالعلاقات إلى ما كانت عليه أو أقل بقليل، مع الإصرار على رحيل الرئيس صالح.

وقد دعمت أسرة الأحمر نظام الرئيس علي عبد الله صالح ضد كافة خصومه ووقفت معه في مواجهة التحديات التي كادت أن تعصف بنظام حكمه خلال العقود القليلة الماضية، ويعتقد مراقبون أن سيناريو التوريث الذي كان صالح يسعى إليه من خلال تأهيل نجله الأكبر العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، وكذا المواقع العسكرية والأمنية البارزة التي أسندت لأنجال الرئيس وأنجال أشقائه، هي من فجر الأزمة بين حلفاء الأمس، أعداء اليوم.

لكن أسرة الأحمر دائما ما تنفي سعيها إلى تبوء مناصب عليا في الدولة اليمنية وآخر التصريحات في هذا المضمار ما قاله الشيخ صادق الأحمر، أمس، لوكالة الأنباء الألمانية حيث نفى أن تكون الاشتباكات الدائرة حاليا في صنعاء، بين أنصاره والقوات الحكومية، بهدف الوصول إلى كرسي الرئاسة.

وقال مراقبون لـ«الشرق الأوسط»، إن المواجهات المسلحة التي مرت عليها 4 أيام حتى اللحظة، ضيقت الخناق على الرئيس علي عبد الله صالح وجعلته في مواجهة كبرى ومعظم القبائل اليمنية، فبعد أن اعتبر قصف منزل الأحمر أثناء قيام مشايخ قبليين بدور الوساطة بأنه «العيب الأسود»، كما هو سائد في عرف القبائل اليمنية، فإن سقوط قتلى وجرحى من آل الأحمر وآل أبو لحوم وغيرهم من أقيال وواجهات القبائل اليمنية، ولد قضايا ثأر قبلي مع الرئيس صالح وأبنائه وأفراد أسرته وكافة منتسبي قبيلة سنحان التي تعد إحدى فخوذ قبيلة حاشد.

ويعد الثأر اليمني واحدا من أهم المشكلات الأمنية والاجتماعية في اليمن الذي ينتشر فيه السلاح، ويعتقد المراقبون أن القبائل اليمنية التي سقط أبناؤها قتلى سواء في ساحات التغيير والحرية أو في المواجهات الدائرة حاليا، لا بد وأنها تسعى إلى الثأر لقتلاها من الرئيس علي عبد الله صالح وأقرب المقربين إليه الذين يعتقد بتورطهم في سقوط القتلى.

وإلى جانب الاحتجاجات الداخلية المتواصلة والمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، فقد تصاعدت الضغوط الخارجية عليه والتي تطالب بسرعة نقل السلطة والتنحي عن منصبه، بعد أن دخلت الأزمة اليمنية سياق المواجهات العسكرية المباشرة في صنعاء، وبعد أن كثفت الولايات المتحدة وفرنسا وكافة دول الاتحاد الأوروبي من ضغوطها على صالح للتنحي الفوري عن السلطة.