مسؤول بالخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: على البشير سحب قواته من أبيي

سلفا كير للجيش السوداني: إذا أردتم الحرب فلن نخوضها.. وأبيي جنوبية وستعود لنا

TT

بينما حذر من توسع الحرب بين شمال وجنوب السودان، رفض أمس مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» ما ورد في خطاب الرئيس السوداني عمر البشير أول من أمس بأنه يريد حلا سلميا لمشكلة أبيي. وقال المسؤول: «على الرئيس السوداني أن يسحب قواته بأسرع فرصة ممكنة. إنه لن يقدر على أن يقنعنا بالتفاوض حول أبيي بينما قواته تحتلها. التفاوض حول أبيي يجب أن يكون من دون تهديد من قواته أو أي قوات أخرى».

وأشار المسؤول إلى بيان أصدره البيت الأبيض أول من أمس، وإلى تصريحات برنستون ليمان، مبعوث الرئيس أوباما إلى السودان أمس. وقال المسؤول: «الذي حدث هو أن الرئيس السوداني غزا أبيي ، وخرق اتفاقية السلام التي وقعها سنة 2005».

وكان ليمان قال إن القوات الشمالية تحتل أبيي احتلالا كاملا، وإن أغلبية سكان أبيي هربوا نحو الجنوب. وقال: «ما حدث خطير للغاية. ويهدد عملية السلام التي ظلت مستمرة هناك لسنوات، والتي تهدف إلى الاتفاق على بقية المواضيع قبل إعلان استقلال الجنوب في التاسع من يوليو (تموز)». وقال ليمان إنه اتصل مع قادة دول ومسؤولين كبار في السودان وفي الدول المجاورة ومع مسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ورغم أن ليمان أدان هجوم «قوات جنوبية» هاجمت قوات الأمم المتحدة التي كانت تنقل جنودا شماليين إلى غولي، بالقرب من أبيي، قال ليمان إن رد الفعل الشمالي كان «مبالغا فيه».

ودعا ليمان الرئيس السوداني البشير وسلفا كير ميارديت، نائبه ورئيس حكومة الجنوب، للاجتماع «في الحال» لبحث التطورات الجديدة، و«لاستمرار التمهيد لإعلان الدولة الجديدة» على ضوء استفتاء بداية السنة، الذي صوت فيه الجنوبيون بالإجماع تقريبا للانفصال عن الشمال.

وقال إن البشير وسلفا كير «لم يتقابلا، ولم يتصلا مباشرة بعضهما مع بعض، مؤخرا».

ولاحظ ليمان أن البشير أمر قواته بغزو أبيي في نفس وقت وصول أعضاء مجلس الأمن إلى الخرطوم لبحث موضوع أبيي ومواضيع أخرى.

وقال ليمان: «من المفارقات أن يأتي الغزو بينما كانت تجري مفاوضات إيجابية لتحسين الوضع والعلاقات بين الجانبين». وأضاف أن معلومات أميركية أكدت أن مجموعات من قبائل المسيرية العربية شوهدت في أبيي. لكن، ليس مؤكدا إذا كانت وصلت إلى هناك لفترة مؤقتة أو للبقاء.

وعن أثر غزو أبيي على مفاوضات تطبيع العلاقات الأميركية - السودانية، قال ليمان إن من الشروط الأميركية حل مشكلة أبيي حسب الاتفاقات الدولية. لهذا «يعرقل» غزو أبيي هذه المفاوضات. وإن المفاوضات كانت عن شطب السودان من قائمة الإرهاب، وعن تقديم تسهيلات من البنك الدولي لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب في السودان. وعن الاستفتاء في أبيي الذي أجل مرات كثيرة، قال ليمان من أسباب التأجيل «عدم اتفاق الجانيين على من يحق له التصويت. هل فقط أساسا دينكا نقوك، أو أيضا المسيرية».

وحذر ليمان من مزيد من القتال في أبيي. وقال إن هناك قتالا بالفعل يدور إلى الجنوب من أبيي. وبينما قال إنه لا يتوقع حربا شاملة بين الشمال والجنوب، قال إن توسع الحرب ممكن «بسبب موضوع أبيي العاطفي». وقال ليمان إن الاتصالات الأميركية مع السودان شملت اتصالا بين هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، مع نائب الرئيس علي عثمان طه، ومع نائب الرئيس سلفا كير. وأنه (ليمان) اتصل مع سلفا كير. وأن السيناتور جون كيري «ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي ظل يلعب دورا كبيرا في الاتصالات الأميركية - السودانية، أيضا أجرى اتصالات مع مسؤولين سودانيين في الشمال والجنوب. وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن البيت الأبيض كان دعا، قبل ثلاثة أيام، حكومة البشير لسحب قواتها من أبيي. وهدد بأن ما حدث «يعيد إلى الوراء» جهود تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان. وأضاف البيان: «الولايات المتحدة تدين العمليات الهجومية التي قامت بها القوات المسلحة في وحول مدينة أبيي». وأيضا «قرار رئيس الجمهورية» السوداني «بحل إدارة أبيي».

ودعا القوات السودانية المسلحة إلى «وقف كل العمليات الهجومية في أبيي، وسحب قواتها منها». وقال البيان إن «عدم تنفيذ هذه المطالب سيعيد إلى الوراء عملية تطبيع العلاقات بين السودان والولايات المتحدة، وسيعرقل جهود المجتمع الدولي لإصدار قرارات مهمة نحو مستقبل السودان». وأضاف البيان أن ما حدث «خرق واضح لاتفاقية السلام الشامل»، وأنه «يهدد التزام الأطراف التي وقعت الاتفاقية بعدم العودة إلى الحرب».